دندراوى الهوارى

كم من الجرائم الوقحة شهدتها المساجد.. «25 يناير» نموذجا..!!

الأحد، 17 مارس 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحادث الإرهابى الوقح الذى وقع فى مسجدين بنيوزيلندا، ثم محاولة الاعتداء على مساجد فى بريطانيا، أمس الأول الجمعة، يرسخ حالة «الإسلاموفوبيا» فى العالم، واحتمال الربط بين الحادثين، واضح وجلى، وهو ما تحقق فيه حاليا المخابرات البريطانية..!!
 
وتعالوا نقر حقيقة دامغة، أن التطرف ليس قاصرا على ديانة بعينها، وإنما جريمة وقحة، منتشرة فى معظم المجتمعات، وعلى رأسها المجتمعات الغربية المتقدمة، بل اليمين المتطرف اجتاح أوروبا ويعد أكثر خطرا من تنظيمات من عينة داعش والقاعدة والإخوان..!!
 
كما لابد من الاعتراف أيضا، أن التنظيمات الإرهابية التى ارتدت عباءات الدين الإسلامى، وحاولت انتزاع كافة الحقوق الحصرية للتحدث باسمه، وكأنه ملكية خاصة، قد شوهت صورة الإسلام فى العالم، وتشكل ما يسمى «الإسلاموفوبيا» نتيجة الممارسات الكارثية لهذه التنظيمات من قتل وتفجير وتكفير، سواء كانت الإخوان أو داعش والقاعدة وجبهة النصرة وغيرها من المسميات..!!
 
نعم، تشكلت حالة كراهية للإسلام والمسلمين، بسبب الممارسات الكارثية التى ارتكبتها التنظيمات الإرهابية المتخذة من الإسلام قناعا، والمتعطشة دائما للقتل والتفجير والتخريب، وكأنها كارهة للحياة، وعاشقة للموت والفناء، ما يتعارض مع قيم الغرب بشكل عام، وهو حب الحياة..!!    
 
وإذا انتابنا شعور بالغضب من الحادث الدموى الذى نال من مصلين فى مسجدين بنيوزيلندا، وأن القاتل المجرم، عبر عن كراهيته الشديدة للإسلام والمسلمين، وأن إقامته لفترة فى تركيا، نمت هذه الكراهية، فماذا عن الذين يتحدثون باسم الإسلام وارتكبوا مجزرة مسجد الروضة بسيناء؟! 
 
نعم، مسلمون، لم يراعوا حرمة الدم فى الإسلام، ولم يراعوا حرمة بيوت الله، ولم يراعوا حرمة قتل مصلين وهم ركع سجود، خشية الله سبحانه وتعالى، لتتناثر الدماء على الجدران، وعلى المصاحف، ثم ينزعجون من اقتحام مجرم كاره للإسلام والمسلمين، لبيتين من بيوت الله فى نيوزيلندا، ويصوب رصاصه على الرؤوس الساجدة..!!
 
نعم، التنظيمات الإرهابية من الإخوان لداعش والقاعدة، مجرمون، شوهوا الدين، وتسببوا فى تزايد الكراهية لكل ما هو مسلم فى العالم، نتيجة الممارسات المتعارضة أصلا مع صحيح الدين، ولا ننسى جماعة الإخوان الإرهابية وما فعلته فى مسجد رابعة العدوية، من نشر الخرافات، ثم إشعال النار فيه، لإلصاق الاتهام بالشرطة أثناء فض اعتصام رابعة..!!
 
أيضا، وبقليل من التفكير والتركيز فى محاولة إعادة قراءة وتقييم لكثير من الشعارات، والتبريرات التى اكتنفت 25 يناير 2011، تكتشف أن حجم الكذب الفج الذى صاحب ثورة الخراب على وجه الخصوص، لا حصر له.
 
والكذبة الأبرز التى روجها اتحاد ملاك ثورة يناير، ودراويشها، أن 25 يناير، سلمية، قادها شباب نقى، برىء، وأن جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات التكفيرية سرقتها، وصدق عدد كبير من المصريين البسطاء والأنقياء هذا التبرير، رغم أن كل الشواهد تثبت أن قصة سرقة الثورة كذبة اقتربت من كذبة ملامسة السماء.
 
كيف نقول، إن جماعة الإخوان سرقت الثورة، وهم الذين حركوها؟! نعم، الثورة لم تسرق ولم تُركب، ولكن بقليل من التأمل والتفكير تكتشف أن كل المظاهرات خرجت من «المساجد» أى أن التيارات الدينية التى وظّفت المصلين فى المساجد، للحشد والخروج فى مظاهرات تخريبية صاخبة.
 
وأتحدى أى شخص أن يشير لنا إلى مظاهرة واحدة خرجت بعيدا عن المساجد، فالمظاهرات خرجت من مساجد السيدة زينب ومصطفى محمود والعزيز بالله، والفتح، والسلام فى القاهرة، والاستقامة بالجيزة، والقائد إبراهيم فى الإسكندرية، وغيرها من المساجد فى السويس وبورسعيد.
 
إذن كيف لمظاهرات خرجت جميعها من المساجد، والبعض يحاول أن يؤكد أنها ثورة خالية من شوائب إعداد وتخطيط وتنسيق تنظيمات وجماعات إرهابية، وعلى رأسها الإخوان التى كان قياداتها وأعضاؤها مخترقين كل الأحزاب والحركات الفوضوية..؟!
 
وهل ننسى عبدالرحمن يوسف، ابن القطب الإخوانى الكبير «عبدالرحمن القرضاوى» أحد منظرى الثورة، وشاعرها المبجل، وفارسها الهمام، بجانب صديقه العزيز مصطفى النجار المتعاطف مع الجماعة، ووائل غنيم، وغيرهم من الأسماء التى تصدرت المشهد إبان الثورة «غير الميمونة». 
 
ناهيك عن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح الذى استطاع أن يخدع الجميع، بتبنيه شعارات الثورة المدنية، وتنصله من الجماعة، وتناسى عمدا أنه أحد أهم القيادات الإخوانية، بجانب أبوالعلا ماضى وعصام سلطان، ومحمد عبدالمنعم الصاوى، الذى اكتشفنا جميعا أنهم متعاطفون مع جماعة الإخوان، وساندوهم ودعموهم، وأسسوا معهم ائتلافات، مثل ائتلاف دعم الشرعية، وتقسيم تورتة السلطة فى البرلمان والحكومة. 
 
ومن خلال هذا السرد المبسط واليسير، والاستعانة بعينة قليلة للغاية من الوقائع، تتأكد بما لا يدع مجالا لأى شك أن 25 يناير، ثورة تخريبية لم تراع حرمة المساجد، وفتحت بالوعات الجماعات الإرهابية التى سيطرت على هذا الوطن، وتسببت فى نزيف الخراب والدمار والانهيار، ولولا 30 يونيو، لانقرضت مصر من فوق الخريطة الجغرافية، انقراض الديناصورات، وأصبحت ولاية تركية «عثمانية» تابعة..!! 
ولك الله يا مصر...!!!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة