مصطلح النفاق الوظيفى ليس وليد الساعة بل انها ظاهرة موجودة فى كافة المجتمعات البشرية ، حيث يتخذ المنافق أساليب مناهضة للمعايير الاخلاقية بنقل معلومات مفبركة عن زملائه المجتهدين وتشويه صورتهم فيلجأ الى أسلوب النفاق والكذب ويحبك الدسائس والمؤمرات والفتن بين الموظفين بعضهم لبعض وفى نفس الوقت يتظاهر بالصلاح والاخلاص .
الموظف الكفء صاحب المبادئ السامية والاخلاق العالية يفرض احترامه بجده واجتهاده وأمانته وصدقه وبالتالى يجعل انتاجيته فى مجال عمله وسيلة لنجاحه الوظيفى وتميزه ، من واجب القيادات فى مختلف المواقع الا ينخدعوا لهذه الاساليب الدنيئة وأن يحكموا عقولهم لا عواطفهم فى تقويم العاملين المحيطين بهم .
ان خطورة النفاق الوظيفى على الأداء الأنتاجى دفعت بعض المؤسسات فى الدول الغربية الى انشاء برامج للمصارحة الأدارية وانشاء وحدات للتعامل النفسى مع الموظفين وتحسين أدائهم قيميا وهو الأمر الذى لم تعره المؤسسات العربية أى اهتمام على الرغم من وجود مقوم دينى يحذر من خطر النفاق ويعتبر ممارسيه فى الدرك الأسفل من النار .
النفاق هو الضريبة التى يدفع بها الفساد الفضيلة فالموظف المنافق لا يهمه استشراء المحسوبية والفساد داخل مؤسسته مادام الامر لن يمس مصلحته وهنا فهو يصمت عن اى تجاوزات وقد يشارك فى التغطية عليها اذا لزم الامر للأسف نجد الامر الاخطر هو أن النفاق قد يؤدى الى الكذب ومن ثم اهتزاز المؤسسات ولعل المثال المهم الذى اهتز له الاقتصاد العالمى قبل عدة سنوات كان جراء محاولة القائمين على شركات امريكية كبرى ك " انرون "العملاقة للطاقة وورلد كوم " للاتصالات و"زيروكس " الامريكية تقديم أرقام وهمية عن ارباح خيالية ساهمت فى رفع أسعار أسهم هذه الشركات فى الأسواق المالية بدون مبررات اقتصادية بهدف تضليل المستثمرين ودفعهم الى الاقبال على شراء أسهم هذه الشركات بصورة كبيرة وهو ماساهم فى رفع قيمتها بصورة جنونية وبالتالى يستفيد مديرو هذه الشركات نتيجة تضخيم مكافأتهم السنوية فى الوقت الذى لايبالون فيه بالخسائر التى تلحق بحملة الاسهم من جراء افلاس الشركات أو هبوط أسعار الاسهم فى البورصة وساعتها اعتبر خبراء امريكيون أن النفاق أعتلى مؤسسات الأعمال الامريكية فأفسدها وجعلها تنحرف عن أهدافها الأقتصادية .
لمعالجة هذا الوباء الاجتماعى أن توجه الأسرة عنايتها الى تربية الأبناء على التمسك بالمبادىء الأخلاقية السامية ، و أن تؤدى المساجد والكنائس دورها فى تنوير المجتمع بخطورة هذا المرض فى كل مناحى الحياة ، ودور الإعلام فى رفع الوعى المجتمعى ، أن تؤدى المراكز الثقافية والرياضية دورها فى التوعية من اثار هذه الظاهرة المجتمعية البغيضة .