محمد عبد الحميد يكتب: قُصّ على أبنائِكَ ما صنعهُ أجدادُهم

الإثنين، 11 مارس 2019 10:00 ص
محمد عبد الحميد يكتب: قُصّ على أبنائِكَ ما صنعهُ أجدادُهم شهداء الوطن - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لن تَقرَ لى عينٌ يا ولدى والأعداءُ قد وطأتْ أقدامُهم أرضَ بلادى، ولَدِى نحن شعبٌ ما عرفنا سوى النصرَ ولا نرضى بَغيرِه بديلاً مهما كلفنا من تضحيات، هى كلمةٌ أقولُها لك كما قُلتُها لأبيكَ وأخيكَ من قبلِك، سالت دماؤهما طاهرةً زكيةً فداءً لهذا الوطن، أرى فيكَ يا ولدى عزيمةَ أبيكَ وشجاعةَ أخيك فانهض فقاتل الاعداء وعُدْ إلينا فى طِيبَةَ بالنصر، وتذكرْ دائماً كلما حملْتَ عليهم أننى معك أقِفُ خلف جنودِك أشُدُ من عَضُدِكَ وأدعو لكَ فانظر إلى وجهى تملأْ الطمأنينةُ قلبَكَ ويحصدْ سيفُكَ رقابَ الأعداء،  ولدى أنت  فلذةُ كَبِدى لكن الوطن يُناديك وهو أولَى اليومَ بكَ منى،   كانت هذه مصر تخاطب أبناءَها على لسان الأم العظيمة إياح حتب موجهةً حديثَها لابنها أحمس قاهرِ الهكسوس، وهى تُذكرهُ بتضحيات أبيه سقنن رع وأخيه كامس فداءً لمصر.

 

 منذ فجرِ التاريخِ بنَى المصريون لأنفسهم حضارة ًوحدّدوا لهم ثقافةً وهويةً، وتعاهدوا فيما بينهم على حماية أرضِهم  ووحدتِهم وهويتِهم وكرامتِهم ضد كل طامعٍ او محتلٍ،  وقد استنسخ المصريون هذا العهدَ لأبنائهم وأحفادهم جيلاً بعد جيل، فوقّعوا على نفس البنود  التى  سجّلها الآباء والأجداد وكتبوا  بدمائهم الزكيةِ  عبْر تاريخهم العريق  أروعَ  ملاحم  الحبِ و التضحيةِ والفداءِ من أجلِ وطنٍ عزيزٍ ارتبطت به أرواحهم وقلوبُهم منذ آلاف السنين،  ولم يُعرف عنهم أنهم كانوا يوما ًطامعين أو محتلين لأرضِ أحد لكنهم خاضوا  الحروبَ  دفاعاً عن أرضهم وعرضهم فكانوا  بذلك عبْر العصور أصحابَ حقٍ فى دفاعهم عن ارضهم، هانتْ عليهم أرواحُهم فقدّموها سخية ًفداءً لبلادهم من أجل أن تحيا أجيالٌ تأتى من بعدهم حرةً  عزيزةً على ترابِ هذا الوطن وليجلسَ الأحفاد ُيوما ًمن الأيامِ  ليتذكروا بعينِ الفخرِ والاعتزاز بطولاتٍ مشرفةً و ملاحمَ  مضيئةً  سطّرها رجالٌ من أجل هذا الوطن   وليقولوها  خفّاقةً عالية ً من هنا مرّ آباؤنا وهنا ضحّى أجدادُنا.

والتاسع من مارس من كلّ عامٍ يُشار إليه عندَنا فى مصر بالفخر والاعتزاز فهو يومُ الشهيد نقفُ فيه إجلالاً وتقديراً وعرفاناً لكلّ مَن ضحوا بأرواحهم من أجلِ عزةِ مصرَ وكرامتِها، وهو ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيسِ أركان حربِ القوات المسلحة فى حرب الاستنزاف، وتعود قصة استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض إلى مثلِ هذا اليوم من عامِ 1969 حين قررت القوات المسلحة تنفيذ خطة لتدمير خط بارليف، بدأت فى اليوم الثامن من  مارس من ذلك العام وفى اليوم التالى التاسع من مارس قرر الفريق عبد المنعم رياض التوجهَ بنفسه إلى الجبهة ليرى نتيجة الضربة، ولِيُشرف بنفسه بين جنوده على تنفيذ الخطة وأثناء تنقله بين المواقع المختلفة فى الخطوط الأمامية للجبهة وأثناء تواجده فى الموقع رقم 6 انهالت عليهم دانات مدافع العدو، وسقطت دانة بالقرب من الحفرة التى كان يتواجد بها الفريق عبد المنعم رياض أصابته  شظاياها بجروح خطيرةٍ استشهِد على إثرها، ليتخذ المصريون من ذكرى استشهاده يوماً للشهيد وليسطع اسمه عالياً فى السماءِ بين شهداءِ مصرَ الأبرار.

 

فى يوم الشهيد تحيّةَ تقديرٍ وفخرٍ وإعزازٍ إلى أرواح شهدائنا الأبرار الذين روت دماؤهم الزكية ترابَ مصرَ الطاهر لتحكىَ لنا أروع ملحمةٍ من التضحيةِ والفداء فى حبِّ وطنٍ عزيزٍ اسمه مصر حتى تحيا ويحيا أبناؤها فى عزةٍ وكرامة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة