يستعد المخرج الكبير فهمى الخولى، لتقديم مسرحية "الأرض" عن الرواية التى تحمل نفس الاسم للأديب الكبير عبد الرحمن الشرقاوى، حيث سيقدم المسرحية بوجوه جديدة وممثلين من قطاع الدولة وسيقدمها برؤية مختلفة عما قدمت به من قبل، وذلك استعدادًا لافتتاحها على مسرح البالون التابع للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، وستقدم فى قالب كوميدى استعراضى غنائى موسيقى راقص من خلال إعداد جديد للرواية لتكون أول أوبرا شعبية مصرية.
رواية الأرض
و"الأرض" هى ملحمة عبد الرحمن الشرقاوى الخالدة، فأبطالها يسكنون ذاكرتنا جميعا، حيث أضافت الأرض كثيرًا إلى الرواية العربية واعتبرها العديد من النقاد النموذج الأبرز لمذهب الواقعية الاشتراكية، قدم فيها "الشرقاوى" القرية المصرية ــ ولأول مرة ــ بعيدا عن النظرة الرومانسية التى صورتها جنة زاهية، ليضع أيدينا على ما كان يصيب الريف وناسه من تناقضات الإقطاع والاحتلال والفساد، التى وصلت بهم إلى حدود الصراع من أجل البقاء.
كتاب نصوص موازية
حسين حمودة
وقال الناقد الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى الحديث، بجامعة القاهرة، إن الحضور الكبير لرواية الأرض لعبد الرحمن الشرقاوى، الذى حجب تقريبا أعماله الأخرى، يرتبط فى جانب كبير منه بالفيلم الكبير الذى قدمه يوسف شاهين، والذى كان هو نفسه استثناء فى تجربة يوسف شاهين الفنية.
وأضاف "حمودة" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، لكن هذا الحجب جزء من ظاهرة متكررة مع بعض الكتاب الذين ينال عمل واحد من أعمالهم شهرة كبيرة، وتكاد تغيب أعمالهم الأخرى رغم أهميتها، ونلاحظ هذه الظاهرة مع أعمال مثل (موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح)، و(أصوات لسليمان فياض)، رغم ان كل منهما كتب أعمالا اخرى مهمة.
وِأوضح الدكتور حسين حمودة، أن رواية "الشوارع الخالية"، ورواية "الفلاح" من أعمال عبد الرحمن المهمة والتى تستحق الاهتمام بها بالإضافة إلى مسرحيته أيضا، وربما لو تحولت هذه الأعمال إلى فيلم كبير القيمة يمكن الاهتمام به على مستوى نصه الأدبى.
صلاح السروى
من جانبه قال الناقد الدكتور صلاح السروى، أستاذ الأدب العربى الحديث، بجامعة حلوان، إن رواية الأرض أثرت ولعلها طغت على باقى أعمال عبد الرحمن الشرقاوى، فرغم إنه قدم أعمالا أخرى مهمة، لكن "الأرض" سيطرت على مشهده الإبداعى، رغم أن الراحل لم يكن روائى فقط بل كان مفكر وكاتب مسرحى.
وأضاف "السروى" أن هناك عدة عوامل ساعدت على ارتباط رواية الأرض بذاكرة الجمهور، منها إنها تتماس بشكل كبير مع المورث الشعبى لدى الإنسان المصرى، صاحب الارتباط بالريف، والقدسية الكبيرة المترتبطة بالأرض، والزاوية الحضارية لدى الفلاحين بأن الفلاح لا يعد فلاحا إن لم يكن يمتلك أرضا.
وتابع الدكتور صلاح السروى، بأن رواية الأرض أيضا تعد ملحمة، وجزء من الملاحم الشعبية الموجود لدى الملتقى المرتبط بالخير والشر، ممثلة فى الباشا الذى الأرض جزء من رفاهيته وإنها مجرد طريق يوصله إلى فيلته، والفلاحين الذين يروها حياتهم، لذا تجاوزت الرواية تلك الحدود لتصل إلى الصراع الملاحمى بين الخير والشر.
وشدد "السروى" على أن الرواية أيضا أن الرواية تجسد بسالة الفلاحين وكيف يقدم أهل الريف ما يملكون حتى أرواحهم من أجل الأرض، كما أن شخصية محمد أبو سويلم، هى نموذج محرك للجوانح وملهم، تعكس واعى الفلاح بقيمة أرضه، لافتا إلى أن الفيلم أيضا كانت العوامل المؤثرة، وقوة الأداء التمثيلى لأبطال الفيلم، والإخراج المتميز لمخرجه يوسف شاهين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة