بعد أكاذيب زكريا ساتشين.. سر بناء هرم خوفو الأكبر فى مخيلة نجيب محفوظ

الخميس، 07 فبراير 2019 11:00 م
بعد أكاذيب زكريا ساتشين.. سر بناء هرم خوفو الأكبر فى مخيلة نجيب محفوظ نجيب محفوظ يتخيل الملك خوفو فى "أمام العرش"
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هرم خوفو، هوس لا ينتهى فى العالم، وأسرار وحكايات الهرم الأكبر أحد عجائب العالم السبع القديم، لا يزال يثير الجدل والاهتمام، وظهر ذلك مؤخرًا بعدما خرجت تقارير نشرتها صحيفة "إكسبريس" البريطانية، تشكك فى هرم خوفو وتسميته بهذا الاسم، وزعمت فى التقرير أن بعض العلماء يعتقدون أن اسم خوفو الذى تم اكتشافه على جدران الهرم الأكبر، تم إضافته فى مايو 1837.
 
وتعتقد الصحيفة أنه رغم أن اسم خوفو تم اكتشافه داخل غرفة جنازة الهرم، لكن لم يتحدث أحد عن وجود هذا الاسم محفورا داخل الهرم حتى عام 1837، ما يثير الشكوك حول وجود عملية "احتيال"، على حد تعبير عالم المصريات زكريا ساتشين.
 
هرم خوفو الأكبر
هرم خوفو الأكبر
 
الملك خوفو أحد ملوك مصر العظام، وهو ثانى حكام عهد الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة، حوالي 2580 قبل الميلاد، وهو صاحب أكبر الأهرامات المصرية، ولعل عظمة تلك الملك العظيم دارت ففى مخيلة الاديب العالمى نجيب محفوظ، عندما تخيل شكل محاكمة الملك مينا على أفعاله فى نهاية العالم، وكيف كان مصيره.
 
يقول نجيب محفوظ فى روايته "أمام العرش: حوار مع حكام مصر من مينا إلى السادات"، والصادرة فى طبعتها الأولى عام 1983، عن مكتبة مصر للنشر والتوزيع.
 
أمام العرش
أمام العرش
 
انعقدت المحكمة بكامل هيئتها المقدسة فى قاعة العدل، بجدرانها العالية المنقوشة بالرموز الإلهية وسقفها المذهب تسبح فى سمائه أحلام البشر.
 
أوزوريس فى الصدر على عرشه الذهبى، إلى يمينه إيزيس على عرشها، وإلى يساره حورس على عرشه، وعلى مبعدة يسيرة من قدميه تربع تحوت كاتب الإلهة مسندا إلى ساقيه المستبكتين الكتاب الجامع، وعلى جانبى القاعة صفت الكراسة المكسوة بقشرة من الذهب الخالص تنتظر من سيكتب لهم الخلاص من القادمين. 
 
وقال أوزوريس: قضى على البشر منذ قديم بأن تمضى حياتهم على الأرض معهم عند عبور عتبة الموت، كالظل تتبعهم حاملة الأفعال والنوايا، وتتجسد فوق أجسامهم العارية. وعقب حوار طويل اتفقت كلمة على أن هذه الساعة هى الساعة الفاصلة، وهى المحكمة تنعقد من أجل سياحة طويلة فى الزمن.
ونادى حورس: الملك خوفو.
 
فجاء الملك بقامته المتينة المائلة للطول، عارى الرأس حافى القدمين متلفعا بكفنه حتى مثل أمام العرش بخشوع.
 
وقرأ تحوت كاتب الآلهة: الملك خوفو، رأس الأسرة الرابعة، صاحب الهرم الأكبر، نظم الإدارة تنظيما لم تعرفه من قبل ولا من بعد، وفى عصره، فاضت الأرض بالخيرات وعمرت الأسواق وبلغت الزراعة والصناعة والفنون أقصى درجات الرافعة، وانفجرت هيبة فرعون فى الآفاق كالشمس فهابتها القبائل فشمل السلام النفوس والأنفس.
 
ودعا أوزوريس الملك للكلام فقال: فتنت منذ صغرى بالدقة والنظام، آمنت بأنه يجب أن يكون لكل نشاط قوانينه وتقاليده لا فى ذلك بين الشرطة والنحت أو العمارة أو الحياة الزوجية، فنفذت شخصيتى إلى كل قرية متمثلة فى الموظفين ورجال الأمن والمعابد وأصبحت مصر مجموعة من التقاليد السامية والنظم الدقيقة، وهو ما أعاننى على تشييد أعظم بناء عرفه الإنسان، اشتركت فيه الألوف المؤلفة على مدى عشرين عاما فلم يتسلل إليه اضطراب أو إهمال ولم يحرم أحد من العاملين فيه من العناية والرعاية ولم يغب فى الوقت نفسه عن عين الرقابة الساهرة، هكذا خاص قومى تجربة فذة بنجاح مثالى وأثبتوا قدرتهم القائقة على خدمة الإله والفوز برضاه وبركاته.
 
فسأله أوزوريس: هل سخرت أمتك لبناء قبر لك؟
 
فقال الملك خوفو: لو أردت قبر لحفرته فى الجبل بعيدا عن أعين الطامعة ولكنى شيدت رمزًا للخلود الإلهى يحوى من الأسرار ما لا يحيط به عقل بشر، وتنافس الناس فى العمل به حتى أقمت لهم مدينة كاملة وسعيدة ومقدسة وحيث يبدل الجهد من أجل الإله وحده، كان عملا يليق بالاحرار لا العبيد.
 
والتفت أوزوريس إلى الجالسين إلى يمينة ممن كتب لهم الخلود السعيد فى العالم الآخر وقال: يسمح الكلام لم يشاء.
 
فقال الملك مينا: عمل مجيد يذكرنى بنناء منف العظيمة التى لم يمهلنى العمر لأتمها.
 
وقال الملك زوسر: كان الأوفق توجيه القوة المتاحة للغزو وتأمين الحدود.
 
فقال الملك خوفو: كانت خيرات البلاد المتاخمة تأتينى بلا قتال، وكان حرصى على أرواح رعيتى لا يقل عن حرصى على المجد والخلود.
 
قال له أوزوريس: لكنك أزهقت روحا بريئة عندما تنبأ لك رجل بأن طفلا سيرت عرشك؟
 
- على الملك أن يدافع عن عرشه دفاعه عن وحدة أمته، وفى سبيل ذلك يصيب ويخطئ.
 
- ألم يكن فى ذلك تحد لإدارة الأله؟
 
- نحن نفعل ما نراه واجبا ويفعل الإله ما يشاء.
 
فقال أوزوريس: وذاعت أقاويل عن كبرى بناتك الدعارة.
 
فرد الملك خوفو: قد يصاب أنبل الناس فى عرضه بغير علمه؟
 
- بل قيل إنك باركت سقوطها لتواجه عسرا ألم بك؟
 
- محض إفتراء، ولا يجوز الخداع فى هذه القاعة المقدسة؟
 
وطلبت إيزيس الكلمة ثم قالت: هذا ملك منير مثل الشمس فى سماء العروش، وكم من إمبرطوريات تلاشت وبقى هرمه شامخا، وطالما كانت عظمته مثار حسد لدى العاجزين من بنى وطنه والغربا.
 
وعند ذلك قال أوزوريس: اجلس أيها الملك على كرسيك بين الخالدين.








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة