حريق محطة مصر الذى أودى بحياة 23 مواطنا وأصاب 41 آخرين تسبب فيه جرار كان يقوده السائق علاء فتحى لكنه نزل وتركه دون إيقاف تشغيله مما نتج عنه تحرك هذا الجرار دون السائق والاصطدام بصدادات نهاية الرصيف وانفجار تانك السولار به مما أدى لحريق محطة مصر، حيث كان متوجه من ورشة أبو غاطس المجاور لمحطة مصر والخاصة بصيانة الجرارات إلى محطة مصر ليقطر استوك عربات (قطار) إلى الورش لصيانته قبل القيام برحلة أخرى.
الجرار صناعة أمريكية
ما لا يعرفه الكثير عن الجرار المشؤم الذى كان يحمل رقم 2305 أنه صناعة أمريكية وتحديدا من نوع "جى اى" قامت بتصنيعه شركة جنرال الكتريك الأمريكية ضمن 30 جرارا آخرين تعاقدت عليهم هيئة السكة الحديد، ودخلوا الخدمة خلال عامى 1997 و1998، ويطلق عليه سائقى القطارات فى هيئة السكك الحديدية المصرية "مارلبورو" لأنه يشبه فى شكله وألوانه السجاير " مارلبورو".
القدرات الفنية للجرار محدودة
هذا النوع من الجرارات قدراته الفنية متواضعة لذلك فأن السكة الحديد تقوم بتشغيله داخل الورش فقط وفى نقل استوكات العربات "القطارات" من الورش إلى المحطات والعكس سواء لإجراء الصيانة قبل القيام برحلات خلال نقله من الورش إلى المحطة أو لإجراء الصيانة قبل القيام برحلات أخرى خلال نقله من المحطة إلى الورش، فهو لا يعمل على الخطوط الرئسية أو الفرعية أو حتى الضواحى وقاصر عمله على نقل الاستوكات من الورش إلى المحطات والعكس فقط.
الجرار لا يقوم برحلات على الخطوط
قدرات هذا النوع من الجرار محدودة لأن قوة محركه تبلغ 1800 حصان فقط بينما لا تقل قوة محرك الجرارات التى تقطر الاستوكات للقيام برحلات على خطوط الهيئة المختلفة عن 2200 حصان، لذلك هيئة السكة الحديد لا تدفع بتلك الجرار ذات الـ 1800 حصان للقيام برحلات على الخطوط، وهذه الجرارات تحمل الأرقام 2301 حتى 23030.
الشركة الأمريكية المصنعة تعاقدت معها الهيئة مؤخر لتوريد وإعادة تأهيل 181 جرار
والشركة الأمريكية التى صنعت هذا النوع من الجرارات هى نفس الشركة التى تعاقدت معها هيئة السكة الحديد منذ شهور لتصنيع 100 جرار جديد بقوة محرك تصل إلى 4000 حصان وإعادة تأهيل 81 جرار آخرين من صناعة نفس الشركة وردتها للهيئة عام 2008 بتكلفة إجمالية 575 مليون دولار، حيث ستقوم الشركة الأمريكية بتوريد وإعادة تأهيل الـ 181 جرار وصيانتها وتوفير قطع الغيار اللازمة لها لمدة 15 عاما قادما.
يذكر أن الدكتور هشام عرفات وزير النقل تقدم باستقالته للدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، الذى قبل استقالته عقب حادث حريق قطار محطة مصر، الذى نتج عن تصادم هذا الجرار بصدادات نهاية الرصيف بمحطة مصر، وتبين من التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة أن الجرار رقم 2302 مرتكب الحادث أثناء سيره متجها إلى مكان التخزين تقابل مع الجرار رقم 2305 أثناء دورانه على خط مجاور عكس الاتجاه مما أدى إلى تشابكهما وحال ذلك دون استمرار سير الجرار مرتكب الحادثة.
وترك قائد الجرار المتسبب بالحادث كابينة القيادة دون أن يتخذ إجراءات إيقاف محرك الجرار وتوجه لمعاتبة قائد الجرار الآخر رقم 2305 الذي رجع للخلف لفك التشابك، مما أدى إلى تحرك الجرار مرتكب الحادث، دون قائده، فاستصدم بالمصد الخراسانى فى نهاية خط السير داخل المحطة، ووقع الحادث الذى نتج عنه اندلاع النيران .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة