إذا أردت أن تدمر بلدا فليس عليك أن تشن عليها الحرب ولا عليك أيضا أن تغرقها بالمخدرات، ولا حتى أن تطلق عليها فيروسات سامة، كل ما عليك هو ،ن تدمر التعليم فيها فتصنع أجيالا جاهلة باسم العلم.
فيموت المريض على يد طبيب نجح بالغش، وتنهار البيوت على يد مهندس نجح بالغش، ونخسر الأموال على يد محاسب نجح بالغش، ويموت الدين على يد شيخ نجح بالغش، ويضيع العدل على يد قاضى نجح بالغش، ويتفشى الجهل فى عقول الأبناء على يد معلم نجح بالغش.
فبناء الإنسان يأتى قبل بناء كل شىء، وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم، يقول أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هى: اهدم الأسرة، واهدم التعليم، و إسقاط القدوات والمرجعيات.
لكى تهدم اﻷسرة عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها بـ"ربة بيت"، ولكى تهدم التعليم: عليك بـ(المعلم) لا تجعل له أهمية فى المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه، ولكى تسقط القدوة عليك بـ(العلماء) اطعن فيهم، شكك فيهم، قلل من شأنهم، حتى لا يسمع لهم ولا يقتدى بهم أحد.
فإذا اختفت (اﻷم الواعية) واختفى (المعلم المخلص) وسقطت (القدوة والمرجعية) فمن يربى النشء على القيم؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة