حسان عبد العزيز التميمى يكتب: ما بين الجنة والنار

الأربعاء، 27 فبراير 2019 12:00 م
حسان عبد العزيز التميمى يكتب: ما بين الجنة والنار صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قرأت كتابا للدكتور زكى نجيب محمود منذ نحو عشرين عاما بعنوان، هل نحن مسلمون، ؟ وقد تطرّق فى كتابه هذا إلى التخيير والتسيير، فوضّح لنا الفرق من خلال اللعبة الشعبية الأولى، ألا وهى كرة القدم،  حيث قال: إن اللاعب مخير بان يتنقل فى الملعب كيف يشاء، وهذا تخيير، ولكنه  عندما لا يلتزم بقوانين اللعب من تسلل أو خشونة مع أحد لاعبى الفريق الآخر، أو تحايل على القانون بلمس الكرة بيده مثلا  فيخرج عن التخيير إلى، التسيير، ويتم معاقبته .

 

 وهذا ينطبق على الالتزام بتعاليم الدين الإسلامى وغير ذلك من الديانات، سواء أكانت سماوية أو وضعية، وها أنذا أجتهد على قدر استطاعتى   بحثا عن تشخيص يلقى الضوء على التباين بين المسلم الحق والمسلم المتشدد، و ما من حرج من وقفة  تأمل  قد تفيد القصد ، فالمسلم المتشدد يتمسك  بمعتقداته ويعمل على فرضها  على الآخرين، حتى لو كانت مجتزأة أو منفوصة ،  لنبقى عندها هائمين فى اللا معقول الذى أدّى إلى هذا التطرف، وما يتبعه من استخدام لحقوق مبتكرة من بنات أفكاره ليظلّ السبّاق  فيها دائما، فينتهج  سلوكا  وقوده  السلخ والقتل لكل من يعارضه او يخالفه الراى .

 

 بل وكل ما يتفتق عنه  ذهنه فى كلّ لحظة عن فكر عظيم التأثير فى إنهاء خصمه  اللعين ، مما يستدعى منّا  نحن المسلمون الحقيقيون الوسطيون ذوى الحب والمرحمة للتصدى لكل تداعيات الجهل والمرض الرهيبة فى عنفها التى تحمل لواء تدمير الإسلام ، والعبث بعقول النشء،وهم الذين يظنون فى قرارة انفسهم بأنهم  يحسنون صنعا، فكان لدى العقلاء وقفات جادة لإعادة المسار الإسلامى إلى حقيقته، وما قامت به  القيادة السعودية لا يخرج عن كونه تجديد وتصحيح وتوضيح لمفهوم المسلم لدينه العظيم من نبذ  للسطحية والجهل اللتين تؤديان لكوارث إنسانية  لا حدود لها، مما يستدعى البحث فى الفروق بين المسلم الحقيقى والمسلم المزيف المتشدد فالمسلم الحق، شغله  الشاغل هو فهم دينه والتفقه به أما المسلم المتشدد فهو يتدخل، بتعسف، بإيمان غيره .

والمسلم الحق، يسعى لمرضاة الله  ويسأله الجنة له ولغيره، أما المسلم المتشدد، فيحسب أنه يدخل الجنة وزمرته ولا يوذّ الآخرين من ذوى الإسلام الوسطى بأن يدخلون معه، وإنّ المسلم الحق، إنسان متسامح ويغفر لسواه، أمّا المسلم المتشدد، فهو حاقد ويريد الانتقام من ذوى الاخلاق الحميدة.

المسلم الحقيقى يتدبر فى دين الله ويزداد علما، المسلم المتشدد قد ينقلب يمنة ويسرى، وليس من مانع لديه بان يرتد عن دينه.

 إن الغرب  يقول هذا هو الإسلام الذى يقتل الأبرياء، فيجعلوننا نأخذ  موقع الدفاع  عن الدين الإسلامى المتسامح، وفى هذا ألم ما بعده ألم،   ومن المؤلم  أن الشك قد دخل فى نفوس الضعفاء والبسطاء من المسلمين، وأصبحوا فى حيرة من امرهم ، بل أن بعضهم قد أصبح يشكك فى دينه كما فعلت إحداهن مؤخرا عندما هربت إلى كندا ، وهى تدّعى انّها ذهبت من أجل الحرية !، وليس من أجل الشهرة  ،وحب ملذات الحياة التى تتنافى مع ديننا العظيم  لا فرق بين مسلم ومسيحى ولا جنس وآخر ، ولسوف يندحر كل ضالٍ وينصر الإسلام  ،وكلّ مسلم حقيقى، وإنّ غذا لناظره قريب .







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة