أكرم القصاص - علا الشافعي

على محمد الشرفاء

إن الدين عند الله الإسلام

الثلاثاء، 26 فبراير 2019 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال تعالى (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ  قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) (الأعراف: 3) وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (المائدة: 67) وقال تعالى (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)) (الزخرف: 43 – 44) وقوله تعالى (وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ) (ق: 45) وقال تعالى (المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (2)) (الأعراف: 1-2) وقال تعالى (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثية: 6).

تلك تكليفات الله لرسوله أن يبلغ الناس بما أنزل إليه فقط وهو القرآن الكريم، ويأمر المسلمين ألا يتبعوا غير كتاب الله المنزل على رسوله ليصبحوا مسلمين وليغفر الله لهم ذنوبهم ويسكنهم جنات النعيم، تلك رسالة الله للناس ولا شأن للمسلمين بروايات بشرية وفتاوى متناقضة لا تلزم المسلم، أقوال عباد الله بديلا عن كلام الله،  إنما المسلم  ملزم بما نقله الرسول للناس من آيات بينات ولا يجوز أن نضع كتاب الله فى مجال المقارنة بين الخالق وبين عباده فعليهم أن يتدبروا قرآنه ليهديهم الطريق المستقيم طريق الحق والرحمة والعدل والسلام والإحسان والتسامح وعدم الاعتداء على الناس وعدم قتل النفس البريئة وإفشاء السلام، فهي رسالة السلام من رب العباد يدعوهم لما يصلحهم..

فعلينا أن نترك الأموات فى قبورهم وندع ما قالوه وما افتروه على الله ورسوله ليوم الحساب يوم لن ينفع الإنسان إلا إيمانه واتباعه لرسوله وما ذكرهم به في قرآنه، فلا يجب على المسلم أن يتوه فى الروايات والأقوال والإسرائيليات، حيث إن كلام الله فى كتابه سيظل حيا يتفاعل مع الأحياء حتى تقوم الساعة، يدعوهم للتدبر فى حكمته وفى عظاته وفى تشريعاته وفى تعاليمه من أخلاقيات نبيلة وقيم فاضلة، لقد اكلت الرمة أجساد من يسمونهم الأئمة وتناثرت أفكارهم فى الهواء وأصبحت والعدم سواء إلا كتاب الله الباقى مادامت السموات والأرض يهدى الناس لما ينفعهم ويحذرهم مما يضرهم ويضيء لهم طرق الخير والمحبة ويأمرهم بالوحدة وعدم التفرق.

فيوم القيامة سيقف المسلمون أمام الخالق الجبار العادل فيسألهم هل اتبعتم ما أنزل إليكم من ربكم فأجابوا ياويلنا لقد اضلنا الشيطان واتبعنا الإمام فلان عن فلان فيجابون لقد ظلمتم انفسكم بإتباع عبادى وحسابكم اليوم عسير  وقد وجهت لكم بالقول (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى (126)) (طه: 123 – 126).

والمسلمون يعلمون ويؤمنون بأن الله سبحانه لم ينزل كتابا جديدا لأحد من خلقه غير كتاب الله الذي أنزله على رسوله محمد عليه الصلاة والسلام والذي تضمن رسالة الإسلام للناس كافة.

وأتساءل: هل أنزل الله فى كتابه أن نتبع البخاري أو غيره من المتقولين على الرسول كذبا وافتراء؟ وهل أمر الله الناس بما لم يجده المسلمون فى القرآن يجدوه عند البخاري وأصحاب الروايات؟ وهل رسالة الإسلام ناقصة حتى يكملها البخاري وغيره؟ الم يكفنا كتاب الله وما يدعوا إليه من خير وصلاح للإنسان؟ وهل الإسلام الزم المسلمين بإتباع البخاري وزمرته ؟ أليس لدينا امام واحد وهو محمد رسول الله وكتاب واحد وهو القرآن الكريم؟ فليس المسلمين بحاجة إلى اكثر من شيخ ومفتي وإمام فرقوا المسلمين وجعلوا من أنفسهم مرجعيات فتعددت الفرق والطوائف وتسببوا فى صراع وقتال بين المسلمين وقد وصفهم الله بقوله (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (الأنعام: 159)  ألم يا مرنا الله سبحانه بقوله (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ) (الأعراف: 3) من أين خرجوا التكفيريون؟ ومن أين جاءت داعش واخواتها؟ من أين استقى السلفيون طرقهم وعقيدتهم؟ من أين أخذت القاعدة عقيدتهم؟ أليسوا من اولئك الشيوخ وما يسمونهم بالأئمة أو الشيوخ؟ لماذا لا نتبع الرسول فقط أليست سنته هى القيم والأخلاق السامية التى كان يطبقها فى سلوكياته؟ الم يكن الرسول قرانا يمشي على الأرض؟ إلا تكفينا آيات الله البينات وما فيها من أحكام تحقق المساواة والعدالة والرحمة للناس جميعا؟ ألم يمنح الله خلقه حق اختيار عقائدهم؟ لماذا نتبع فلانا وفلان وهل سيشفع لنا البخاري وأصحابه يوم القيامة؟ هل سيسألنا الله هل اتبعتم البخاري وأصحابه أم اتبعتم رسالتى لكم التى بلغها لكم رسول الله؟ آما أن لنا أن نترك البخاري وأصحابه فى قبورهم يحاسبهم الله على  ما اقترفوه من تزوير على رسوله؟ لماذا نتبعهم ونتحمل الذنوب والحساب يوم الحشر  ألم يأمر الله رسوله بقوله (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)(الزخرف: 43-44) سنُسأل عن القران يوم القيامة ولن نُسأل يوم الحساب عن البخاري وجامعي الروايات والله يأمرنا أن نتدبر ونتفكر فى اياته ولانتبع غيره من شيوخ وعلماء واولياء.

لقد اكتملت  رسالة الله لخلقة عندما اعلنها رسول الله فى حجة الوداع حيث قال سبحانه وتعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ )(المائدة:3) فلم ولن تأتى رسالة بعدها  فقد جفت الأقلام وطويت الكتب ولم يبقى إلا كلام الله الذى سيظل يتردد فى الارض والسماء حتى قيام الساعة وعندئذ يكون الحكم لله وحده وعلى قاعدة عدله المطلق (مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ  وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) (فصلت: 46).

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة