ناهد زغلول تكتب: الحرية والمعنى الحقيقى

مفهوم الحرية مــن وجهة نظر البعض يعنى التحرر الـــذى لا حـــد له،  متخذين منها سبيلا لممارسة الأمور الخارجة عن الدين أو الخــروج عــــن حــدود القانون تحت مظلة العبارة القائلة "أنت حر فأفعل ما شئت ".

فالإنسان الحر فى ذاته واهما بأنه لم ينعم بالحــرية حيث يرى أنـــه مكبلا بالقيود، وأنه من عالم آخر منعزل ومنفصل عن الآخرين ، فلا وسيلة له إلا أن يخرج من ذلك العالم والتحرر من تلك الدائرة المغلقة التى تعوق أفكـاره وتكسر حــــدود إنسانيته،  فيصبح  لعبة سهلة لينفرد به أشخاص آخرون مفســـدون ممن يسمون أنفسهم أحرارا وينادون بالحرية الزائفة،  مقتبسا منهم مثالا للتعبير عن حريته بمفهومها الخاطئ خاضعا لسلطان نفسه وعنفوان جبروته ورداءة تفكيره .

حيث يــــرى أنه لـــم يجد طريقا ســوى رغبته القوية المسيطرة عليه لتخرج مـن ملكيته حتى يكسر بها القوانين لا يخاف العواقب الناجمة من تمرده، لينفذ منهجه الخـــارج الـــذى لا علاقة له بمسميات الحرية  ليصبح غارقا فـــى عبودية تفكيره، ويــــرى بذلك أنـه يتنفس ويشعر بالانطلاق والتحرر مـــن قيوده المكبلة بالسلاسل الحديدية.

ولكن هذا يعطى تساؤلا :هل هذا هو مبدأ الحرية ليكون بها الإنسان حــرا قادرا على التغيير ليكسر وميض الظلام مطلقا العنان لطاقـــاته وإنتاجيته ليحقق الحرية؟

 لا يمكن أن يصف هذا الإنسان بأنـــه حر، حيث إن التحرر يندرج تحته الكثير من الضوابط التى تحكمه من فوضويته حتى لا يقع فى الأمـــــور المحظورة الخارجة عن الحدود،  وأن التحكم فى النفس البشرية عاملا مهما لابد أن يبدأ به حيث إنها تعد مسئوليته الشخصية التى يسأل عنها.

 كلنا نؤمن بحقنا فى الحرية فلا نجعل من حريتنا حاملا نعلق عليها أخطائنا لنفعل ما نريد لنكون ثائرين متمردين دعاة للانفلات والغوغائية، ومـــن هنا نقول لك أيها الإنسان الحر لابد أن تتخلص مــن القيود التى تختلقها لنفسك  وتتحرر مــن عبوديـــة تفكيرك الخاطئ وتعيش بطريقة  تعزز حريــــة الآخرين، حتى تكون إنسان حـر لابد أن تتخذ منهجا صحيحا  للتعبير عن حريتك وأن تتحلى بالإيمان  الذى هو فى ذاته قادرا على أن يصل بك إلـى أعلى سمات الحرية.