نيهال أحمد تكتب: زهرة الحياة الجميلة

الأحد، 24 فبراير 2019 08:00 ص
نيهال أحمد تكتب: زهرة الحياة الجميلة تعبيرية عن الحب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الانتظار والافتراق، العناق الصامت الصامد، انتظام الأشياء بداخلنا فوضاها فى أن واحد، إيمانٌ خاشعٌ ينبِض بصدق، هو الحب، هو انفطار قلبٍ على قلبٍ دون دوافع.
 
الحب أن يتخلل شخص إلى أعمقِ نقطةٍ فيك، وأن يدَعك طليقًا بكامل وعيه وثقته بأنك عشقُه الوحيد، الحب انهزام الأنا، وإضافة نون وألف فى آخر الكلمات والقرارات والمصير، الحب هو التلاقى والوجع الدامى، أن تقِف على دربٍ بدايتُه خطٌّ مستقيم، فإذا عصَيت وتعثرَت خطواتك عُدت إليه تائبًا بصيرًا، هو أن تمتلِك اللاحدود من الغفران واللاحدود من الحنان، الحب هو الطُّهر كأشجارٍ غفا عليها المطر، هو دفءٌ وأمانٌ نقى يتحدى ذبذبات الواقع. 
 
وإن كُنت لم أوفِ التعريف حقه، فهناك من سيقول كذِب الشعراء ولو صدفوا، وأن الحب ليس بهذا الكمال على أرض الواقع، لكن، أمَا مِن أحدٍ توقف ليتساءل عن السبب؟!
لماذا يُخلَّد كمال الحب داخل الروايات بينما يرحل مِن القلوب بعد برهةٍ من الزمن؟!
لتكن الإجابة ببساطة، أننا لا نعيش الحب كما يجب أن يكون، إننا نرِث شكل الحب ونُوِّرثه للأجيال التى تأتى من بعدنا دون تغيير أو إبداع؛ فأصبح للحب طقوسًا، أن فقدنا بندًا منها فقَدَ الحب بريقه وانطفأ فى قلوبنا دون أدنى إنذارٍ أو وعي، إننا لا نعرفُ شيئًا عن الحب سوى أننا نريد أن نُحِب وأن نعيش الحب، ليس إلا!
لا يهم كيف يكون وكيف سنُكمِله أو إلى أين سيكون مُستقرُّنا، إننا نكتفى بلقب الحب وشرف الدخول إلى ساحته، أما ما بعد ذلك فلتكن للروتين والعادات والتقاليد عصا القيادة، والتى تُنهى مسارها دومًا على نقطةٍ واحدة، وربما على سؤالٍ واحد، أين ذهبَ الحب؟!
إننا لا نُفرِّق بين شكل الحب وإحساس الحب، أما عن الشكل، فهو إطار العادات، والأعراف، والبيئة الاجتماعية والثقافية، إلخ، إنه الجسد أو الغلاف الجوى الذى يحتوى بداخله إحساس الحب.
وأما عن إحساس الحب، فهو تفاصيل أخرى ومعانٍ تتفاوت فى المقدار والاحتياج، إن حاجَتك للإحساس بالأمان تختلف عنى وعن مليون شخصٍ آخر غيرك على هذا الكوكب، كما أن حاجتى للاهتمام تختلف عن حاجتِك، وحاجة الآخرين للإحساس بالرحمة والعطف والتودد والاحتواء تختلف عن حاجتى وحاجتِك وحاجة كل إنسان يُشارِكك الوجود على هذه الأرض، فكل هذه الأحاسيس ما هى إلا إحساس الحب.
ولتكن القضية أننا نركز على شكل الحب لا إحساسه، نكتفى بالنظرة الأولى والراحة الأولى وحادثة الصدفة الأولى، والتى تبنى لدينا قناعةً أننا دخلنا حَرَم الحب، بل وتربَّعنا على عرشه، ولا ثمة أى نوعٍ من الفراق سيعصِف بنا.
ومن السذاجة أيضًا، أن نرى أننا حين نضحى ببعض الفوارق الاجتماعية أو الثقافية أو البيئية، أننا ننتصر للحب، كل هذا جميل، ولكل منا الحق فى اختيار الشريك وألا ينظُر لتلك الفوارق التكوينية لنا، والتى يبدو البعض منها مع الوقت وهميًّا، لكننا لا ننتصِر! إننا نغضُّ الطرف عن بعض التفاصيل من أجل شكل الحب لا أكثر، أما عن إحساسه، فتلك هى المشكلة، هى الصدمة والصدام الحقيقي؛ لأن تفاوت درجات الإحساس بيننا ودرجات احتياجاتِنا للمشاعر المختلفة هى المشكلة، وليست الفوارق الاجتماعية أو الثقافية.
كل منا يدخُل علاقة حب من أجل هدفٍ واحد؛ وهو إشباع فراغاتٍ إحساسية لديه، ومن هنا تبدأ الخلافات، عندما يجد كل منا أن الطرف الآخر لا يُعطيه ما ينتظره، ليس لتقصيرٍ منه أو أنه ما عاد يُحِب، ولكنه يُمارِس الحب معك من وجهة نظره فقط، يُعطيك ما يشعر به هو، لا ما تحتاجُه أنت، وربما يُعطيك ما ينقصه ليُعوِّض إحساسه بفقده فيك، لتبدأ الصدمات والفتور والعادة والروتين بالتعايش، والذى يطرح مع الوقت على مسامِعنا سؤالًا، أين الحب الذى قد كان؟! ولماذا لا يدوم مثل حب الروايات؟!
إنه لم يرحل ولم يمُت.، 
إنه حى فينا، ولكننا لا نسأل ولا نفكر، إننا نُعطى بلا مقابل وهذا جميل، ولكن قد يكون الطرف الآخر أو من يُشارِكك العلاقة ليس بحاجةٍ لكل هذا السخاء، هو فقط بحاجةٍ إلى القليل من شيءٍ معين، ولهذا..
لا تسَل حبيبكَ أينَ الهوى، لأن صَرْحَكَ باقٍ فيهِ وما هوى، كل ما فى الأمر هو السؤال عما ينقُصنا من مشاعر كى يُزهِر إحساس الحب بداخلنا.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة