محمود العمرى

ثلاجة تريزا ماى والمربى الفاسدة

السبت، 23 فبراير 2019 12:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أزمة دائمة نعيشها مع وسائل التواصل الاجتماعى وتقييمات البعض فيها للأوضاع الداخلية لمصر وتسليطها الضوء على المشاكل اليومية بشكل لافت للنظر على عكس نفس المشاكل فى دول أخرى شقيقة يتم تجاهلها وكأنها لم تكن، واللافت أن هذه المفارقات باتت واقعا ملموسا يتكرر كل فترة مع موقف مختلف وبمعطيات مختلفة وبلاعبيين مختلفين.

الشاهد هنا أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى قالت خلال إحدى المناقشات بالبرلمان إنها لا ترمى "علبة المربى" التى يعلوها عفن الفطر، بل إنها تزيل الفطر أو العفن وتأكل المربى الموجودة داخل العلبة، وبررت ذلك بأن المربى بعد إزالة العفن تكون صالحة للأكل تماما، وليس هناك أى مشاكل صحية من وراء ذلك.

الثابت هنا أن وسائل التواصل الاجتماعى وعدد كبير من النشطاء لم يقفوا أمام الكلمة ولم يستغلوها فى أى هجوم أو انتقاد من نوعية كيف لرئيسة وزراء بريطانيا تأكل المربى المعفنة، أو أنها بذلك تهين الشعب البريطانى بأكمله بينما اعتبروها دلالة على الحرص الاقتصادى ونموذج للترشيد فى استخدام المواد الغذائية.

وسبحان الله، نفس الكلمة قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى بوجه آخر فى مؤتمر الشباب 2016، عندما تحدث عن الثلاجة وقال: "ثلاجتى كانت خالية تماما إلا من المياه لمدة عشر سنوات"، لكن هيهات بين كلمة الرئيس السيسى وتريزا ماى، عندما قالها الرئيس تحرك كل النشطاء وعدد كبير على مواقع التواصل الاجتماعى نحو التهكم والسخرية واستغلوا الكلمة فى معالجات سخيفة ضد الدولة المصرية فى حين أنها خرجت من الرئيس على أرضية الصبر على الواقع ومحاولة التغيير فى المستقبل للأفضل وأيضا الترشيد الاقتصادى.

عندما قالتها تريزا ماى اعتبروها نموذجا على أداء اقتصادى رفيع المستوى لرئيسة الوزراء البريطانية، وعندما قالها الرئيس السيسى استغلوها للتكهم والسخرية.

والغريب أن ما كان يتمناه الرئيس وقت أن قال تلك العبارة فى 2016، بدأ يتحقق على أرض الواقع من مشروعات قومية وشبكات طرق وأبراج كهرباء وآبار بترول واستثمار أجنبى يتدفق بقوة وانخفاض فى معدلات البطالة وارتفاع فى نسبة النمو وحراك كبير فى عمليات التصدير للخارج فى كل المجالات.

الازدواجية الواضحة من وسائل التواصل الاجتماعى فى التعامل مع التصريحات أو المواقف المصرية ومثيلتها فى الدول الأخرى يكشف أن هناك أطرافا لا تريد لمصر الخير وتريد تعطيل مسيرة البناء والتنمية بها، وتستغل أى موقف لتعكير الصفو وإحباط الشعب، لكن مع الوقت يتأكد للجميع أننا نسير على الطريق الصحيح من إعادة استكمال بناء مؤسسات الدولة وإعادة وضع الاعتبار للدولة المصرية من جديد.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة