سؤال أصبح يدق على أبواب ذاكرتنا العتيقة، تلك الذكريات التى تحمل أمهاتنا فيها سجادة صلاه فى ظلام الليل، ويضيئه أبى بجلبابه الأبيض بعد صلاة الجمعة
ماذا حدث لهذا الجيل؟
فأصبح الحرام حلالا والخطيئة عرف سائد يتباهون بفعله وأصبح الحلال حراما نبتعد عنه ونهجره خشية أن نوصف بجاهلى الموضة والتطور.
لاحظنا جميعا فى الفترة الأخيرة تدهور رهيب بأخلاق الجيل الحديث، وكأن فجوة زمنية حدثت فرقت بين الماضى والحاضر، بين زمن الرقى فالقول والفعل والعمل، وبين زمن الغوغاء وصغار العقول.
خلف الشاشات الصغيرة وعبر مواقع التواصل الاجتماعى شاهدنا جميعا فى الاونة الأخيرة مراهقات بعمر الزهور، بصورة غير لائقة فى غياب الأسرة والدور الدينى، معلنين حبهم على الملأ من اطفال لا يقلون عنهم عمرا ولا يكبرون عنهم فى العقل الخاوى.
وأنا لا أشير بأصابع الاتهام اليهم أنهم مجرد صغار يتلاعبون بألفاظ و قناعات سببها اهمال الأسرة التى تخلت عن تربيه ابنائها بشكل سليم يرضى الله، تاركينهم يتعلمون الحياة بمفردهم خلف شاشات الهواتف والبرامج التليفزيونية، حتى صاروا يقلدونهم تقليد اعمى بما يخالف قيم مجتمعنا وديننا قبل كل شىء،
ولم نكتف فقط بترك أبنائنا بلا رعاية بل تركنا نفسنا بلا خلق، عاصيين كل تعليمات الله، وقيم رسوله عن الستر وعدم الخوض فى اعراض الاخرين، فنجد الآن صفحات كبرى تعلن عن فضايح وتسريبات ممتهنين دور العدالة الإلهية، مصدرين الاحكام عليهم.
نازعين عنهم الستر، لكى يقلدهم الجيل الجديد تاركين لأولادنا درس فى كشف الستر عن الاخرين، لماذا لا ننشر نماذج ايجابيه ندعم بها عقول اولادنا ولماذا لم ندع نحن الخلق للخالق؟
فنحن لسنا معصومين من الخطأ فكلنا عيوب لولا ستر الله، فلنرفق بأولادنا ونعلمهم ما ينفعهم، ونرفق بأنفسنا، ونترك ما لا يعنينا فأصبحنا نشاهد الخطأ والفضيحة ونلتف حولها كمجمع مجذوب حول دجال يقرع دقه زار بلا وعى، او تفكير فاستغربنا الأفعال الصحيحة ودعمنا الخاطئة مما يوجب علينا مراجعه اختياراتنا.
إن الشئ الأخطر من فعل الحرام، هو أن يحرمنا الله من نعمة الإحساس بما فعلنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة