أكرم القصاص - علا الشافعي

رضوى راضى تكتب: شيطان السياسية ليس هذا الرجُل السيئ

الإثنين، 18 فبراير 2019 05:03 م
رضوى راضى تكتب: شيطان السياسية ليس هذا الرجُل السيئ رضوى راضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان نيكولو ميكافيلى المعروف بشيطان السياسة، مفكراً سياسياً يعيش فى مدينة فلورانس الايطالية، وهو صاحب أكثر النصائح قوة للاشخاص الطيبين الذين لا يحصلون على الكثير فى حياتهم، بل لا يحصلون على أى شىء فى بعض الأحيان.
 فكره يدور حول ملاحظة مهمة غير مريحة لأغلب الناس، وهى أن الأشرار ينتصرون فى النهاية، عكس ما اعتدنا عليه فى نهايات معظم القصص حين ينتصر الخير دون شك، ولكن يوضح ميكافيلى أن الأشرار يتمتعون بميزة؛ وهى قدرتهم على التصرف بأكبر قدر من البراعة والدهاء من أجل تعزيز مصالحهم الشخصية دون الأخذ فى الاعتبار الكثير من القيم المتعارف عليها بين الناس، فهولاء يكونون مستعدين للكذب، الخداع، تحريف الحقائق، تهديد الآخرين أو حتى العنف! كما أنهم -عندما بتطلب الأمر ذلك- يعرفون كيف يخدعون بشكل مغرٍ ويستخدمون الكلمات الساحرة وبذلك وأكثر من ذلك يغزون العالم. 
 
فإن الأشخاص ذوى الفطرة النقية يتعاملون على أن الجميع صادق ومخلص مثلهم، أو على أقل تقدير سيكون للقانون الطبيعى دور فى محاربة الظلم. لذلك يؤمنون أن التساهل والحجة سيقنعون حلفاء الشر بالاستسلام عن طريق طيب الخاطر وليس الترهيب، اعتقد أن هذا منطقى جداً  لكن فى مدينة فاضلة و ليس عالمنا هذا.
 
ميكافيلى
نيكولو ميكافيلى المعروف بشيطان السياسة
 
وبالفعل لم يستطع ميكافلى التغاضى عن هذه الحقيقة، حيث انه عندما كان ينظر الى تاريخ فلورانس و الولايات الايطالية لاحظ أن الآمراء و رجال النخبة و حتى التجار اللطفاء المتساهلين دائماً ما يفشلون. و لهذا السبب كتب ميكافيلى كتاب "الأمير" الذى تكمن حجته فى أنه لا ينبغى ابداً للمرأ أن يكون مفرطا فى التصرف بلطف و أن يتصرف بمكر و دهاء اذا تطلب الأمر، مستعيناً ببعض الأمثلة الناجحة لبعض طغاة التاريخ. 
 
عرف مكيافيلى هاجس الكثير من البشر بحب التصرف بلطف و السعى وراء الفضيلة و مكارم الأخلاق و لكنه كان شخص واقعي، يعلم جيداً أنه لا يوجد فاعلية لاولئك على ارض الواقع. و هكذا جادل ميكافيلى أن قصص الطغاة قد تكون فعالة من أجل الوصول -لما هو فى رأيه- أعظم غاية و قيمة أخلاقية و هى إثبات الذات. 
 
فإننى و ككثير آخرين لا نرى كتاب الأمير تحريضاً على الطغيان، إنما كان نذيراً ينير بصيرة قارئيه لما يجب أن يتعلموه من الطغاة من أجل الوصول للقمة. فهو يبحر بقارئيه مقدماً لهم نصائح جريئة عن كيفية أن يكون المرأ فعالاً و ليس جيداً فقط..
نحن فى نهاية المطاف مجموع ما قمنا بتحقيقه و ليس فقط ما تمنيناه، لذلك نحتاج لتعلم بعض الدروس من مصدر غير متوقع بعيداً عن أولئك الذين نتبعهم بشكل مزعج نحو حياة خيالية. كل هذا عرفه مكيافيللى. بعد قراءة رائعة "الأمير" لميكافيللى يدرك المرأ أنه عالق فى عالم مثالى ولا وجود له و أنه يفتقر لبعد النظر الذى يسمح له بالتعلم من اولئك الذين يعرفون الواقع أكثر: أعداؤنا. فبعد قراءة رائعة "الأمير" لميكافيللى يدرك المرء أنه عالق فى عالم مثالى ولا وجود له و أنه يفتقر لبعد النظر الذى يسمح له بالتعلم من اولئك الذين يعرفون الواقع أكثر: أعداؤنا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة