روزالين فهيم تكتب: احذر أنت التالى

الأحد، 17 فبراير 2019 04:00 م
روزالين فهيم تكتب: احذر أنت التالى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رقى المشاعر لا يحتاج أن تكون متعلماً أو مثقفا، فقط يحتاج أن تكون إنسانا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى الإنسانية، تتخطى الحواجز  تتخطى كونك تعرفنى أم لا تعرفى عرقا ولا دينا ولا جنسا ولا حتى سنا.

 

تتعاطف مع الاخر لأنه مثلك إنسان،  فى هيئة رجل أو امرأة أو حتى طفل، انسان يختار وقد يخطئ فى الاختيار مثلما نفعل جميعا، حزينا مكلوما فى أوقات فرح سعيدا فى أوقات أخري.

 

تحكم عليه من لحظات تسمعه فيها يشكو ولكنك لا تسير معه دربه، لا تعرف تفاصيله تجزم أنه فعل هذا أو ذاك وتستغرب وكأنك بمنأى عن الخطأ و الذلل.

تعتقد أنك الناصح الواع الذى يرشد الجميع، وتنسى أنك مثل الجميع لا تعرف بواطن الأمور، فأنت لا تحكم إلا على المظهر و لا تعرف البتة شيئا عن الجوهر، تدين تصرفاته و تتنكر لها و كأنك لا تخطئ أبدا.

 

الغريب أيها الإنسان الشقى أنك تعرف انه لا يوجد من هو معصوم من الخطأ، صحيح أنك لا تفعل نفس الأخطاء و لكن لك أخطاءك أيضا، فالذى قال لا تزنى، قال أيضا لا تكذب ولا تغش وهذا ثابت فى كل الأديان السماوية فمن أخطأ فى واحدة فقد أخطأ بالكل، ولا فضل لعربى على عجمى إلا بالتقوى .

 

تشمئز وتتهكم على الضعيف و توصمه بالكثير من الصفات لمجرد انك لا تنتمى لفئته.هل فكرت يوما أن تكون فى موقفه. تتحدث بالنصح و الارشاد و انت تحتسى قهوتك فى بيتك و لم تمر بتجربته. أيها الانسان اعلم أن اخيك له الحق أن يختار فيصح الاختيار مرة ويخفق مرة.هو سيصحح مسارة وأنت لست واص عليه و لم يقم الله أناسا أوصياء على آخرين. له الحق أن يخطئ وله الحق أن يتوب. أما نحن لا نملك سوى أن نشعر ونتعاطف مع كل تجربة نراها. أيها الانسان تذكر انك ضعيف، فأنت موجود الآن ولكنك لا تضمن هذا الدقيقة القادمة.

 

احترام الحرية والخصوصية الموجودة  هم السبيل لإنسانية أفضل، ولأنك فى يوم ما ستخطئ أنت أيضا وكما فعلت بالآخرين سيكون نصيبك. فترفق واترك الدينونة لصاحب الارض وارع امانتك فى هدوء ولا تدن غيرك فأنت التالى حتى لو كنت من أكبر الحريصين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة