محمد الدسوقى رشدى يكتب:

السقوط الأخير لأهل الفشل السياسى.. الحياة السياسية أولى بتطبيق قانون استنزاف مرات الرسوب لإغلاق الباب أمام أحزاب ومعارضين سقطوا فى كل الاختبارات.. ثعالب السياسة الشريدة بالسوشيال ميديا لا تنتج سوى سخرية وقحة

الأحد، 17 فبراير 2019 11:00 ص
 السقوط الأخير لأهل الفشل السياسى.. الحياة السياسية أولى بتطبيق قانون استنزاف مرات الرسوب لإغلاق الباب أمام أحزاب ومعارضين سقطوا فى كل الاختبارات.. ثعالب السياسة الشريدة بالسوشيال ميديا لا تنتج سوى سخرية وقحة  البرادعى وخالد على ومظاهرات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمد الدسوقى رشدى

- رحلة ظلم الإخوان والنشطاء والأحزاب للمصريين تبدأ بتشجيعهم على المشاركة السياسية إن خدمت مصالحهم وتنتهى بالدعوة للمقاطعة والتشكيك والشتائم إن لم تكن على هواهم

- تعامل الأحزاب والمعارضة والنشطاء مع التعديلات الدستورية استمرار لمنهج الفشل منذ 2011.. فشلوا فى التظاهر وفشلوا فى التفاوض وفشلوا فى الاستحواذ على ثقة الناس وفشلوا فى تقديم نماذج ناجحة

- أساءوا استغلال كل أدوات الاتصال والتواصل مع الشعب حتى صار اعتراضهم مشكوكًا فى نواياه وأصبحت سخريتهم مثيرة للشفقة وتصريحاتهم حبلى بالجهل

- طابور الثعالب السياسية الشريدة على دكة السوشيال ميديا لا ينتج سوى سخرية وقحة وموجات من الشائعات والأخبار المغلوطة وتحريض على هدم مؤسسات الدولة

لا يزورهم الخجل، ولا يعرفون طعم الصراحة، ولم يمتلكوا شجاعة الاعتراف بالفشل ولو لمرة واحدة خلال السنوات الماضية، هم ظاهرة تستحق الدراسة تحت عنوان عريض: «متى يرتدى أهل الفشل برقع الحياء؟!».
 
القائمة طويلة تضم كثيرا ممن استحلوا لقب الناشط السياسى والمناضل والمعارض، وبصحبتهم أهل الأحزاب، برفقة أهل الغدر من الإخوان، طابور واحد يصطف فيه كل هؤلاء الذين استنزفوا مرات رسوبهم فى الحياة السياسة والاجتماعية المصرية، دون أن يعترفوا ولو لمرة واحدة أو على استحياء بأنهم فشلوا فى كل التجارب والمعارك التى خاضوها منذ 2011 وحتى الآن، فشلوا فى كل شىء، حتى إنهم فشلوا أن يفشلوا.
 
فى نظام التعليم الجامعى قاعدة قانونية تنص على تحديد سنوات السماح بالرسوب لطلاب الفرق النهائية بالكليات الجامعية بـ4 سنوات، وفصله حال تجاوزه عدد مرات الرسوب، وذلك منعا لبقاء الطلاب بالجامعات لمدد تتراوح ما بين 15 و20 عاما.
 
والحقيقة أن الحياة السياسية المصرية بعد تجارب السنوات التسعة الماضية أولى بأن تطبق تلك القاعدة لإغلاق الباب أمام الأحزاب والحركات السياسية والنشطاء ومن نصبوا أنفسهم رموزا ومناضلين بالإلحاح والإيهام والدجل السياسى بعد استنزافهم مرات الرسوب فى كل المعارك والقضايا السياسية التى خاضوها على مدار السنوات الماضية، وعلى رأسها الفشل فى الفوز بثقة الناس واحترامهم.
 
لا يمكنك أن تمارس السياسة إلا ودعمك موجود فى الشارع المصرى، قطاع من المواطنين مؤمن بك، يثق فى إخلاصك ومنهجك ورؤيتك السياسية، الدعم الخارجى سواء كان مالا أو غيره لا ينصر حزبا أو معارضا أو ناشطا فى بلده، بل يسحب من رصيده ويهدم جدار الثقة بينه وبين جموع الشعب، وهذا نصا ما يمكنك أن تصف به مسلسل الأحداث فى علاقة المصريين بأحزاب ونشطاء المعارضة المصرية.
 
منذ اللحظة الأولى لأيام ما بعد 25 يناير 2011 والشعب المصرى ينتظر من النشطاء والأحزاب والحركات السياسية تحركا سياسيا يخدم الشارع ويدفع المواطنين للالتفاف حول حركة ما أو رمز سياسى حزبى يملك رؤية ومنهجا وممارسة سياسية محترمة ومخلصة للوطن، ولكنهم لم يجدوا سوى خيبات أمل متعددة ودفعات من سوء تقدير المواقف وفشل تلو الآخر فى تحقيق أى مكتسب للدولة المصرية، بل على العكس تماما وجدوا أحزابا وحركات سياسية ونشطاء يمدحون فى الشعب، إن سار وفق هوى مصالحهم هم، ويذمون فيه إن خالف هواهم، ومن قبل ذلك وجدوا نشطاء وحركات سياسية لا هم لهم سوى المصالح المكتسبة فى حساباتهم البنكية أو لصالح تياراتهم السياسية حتى ولو تحقق ذلك على حساب الوطن ذاته.
 
مجددا يعودون للفشل بنفس المنطق والأسلوب وكأنهم أدمنوا الفشل منهجا، يتعاملون مع أطروحة التعديلات الدستورية الأخيرة بنفس منطق تعاملهم وفشلهم فى كل المحطات السياسية التى خاضوها فى زمن ما بعد 25 يناير، ممارسة وصاية وتشكيك ورفض وتخوين ودعوات مقاطعة قبل حتى أن يشرحوا للناس الحقيقة أو يمارسوا الديمقراطية التى طالما رفعوها شعارا عبر المشاركة فى حوار وطنى ينتهى أمام جموع الشعب بصورة واضحة لمسألة التعديلات تسمح للمواطن المصرى بأن يتخذ قراره بالشكل الذى يخدم مستقبل هذا الوطن.
 
خلال 9 سنوات كاملة أفسدت الأحزاب والحركات السياسية ومن قبلهم النشطاء والإخوان كل شىء وأضاعوا كل الفرص، وأتلفوا كل الأسلحة وحرقوا كل الأرض وقطعوا كل جسور الثقة والتواصل مع قطاعات كبيرة من أهل مصر، لم يتركوا لأنفسهم بابًا يطرقون عليه ومنه يمرون سريعًا إلى عقول وقلوب الناس، أساءوا استغلال كل أدوات الاتصال والتواصل مع الشعب حتى صار اعتراضهم مشكوكًا فى نواياه، وأصبحت سخريتهم مثيرة للشفقة، لا منعشة ولا ضاحكة تحرج السلطة وتدعو المواطن للتفكير.
 
هم طائفة تهوى الفشل، تعشق ابتذال كل سلاح فى يدها حتى تصيبه بالصدأ، فتفسده على نفسها وتفسده على الآخرين، طائفة تضم الإخوان والعديد ممن تلذذوا بحمل لقب شباب الثورة أو نشطاء السوشيال ميديا ومعهم الكثير ممن يسعدهم حمل لقب رموز المعارضة، بينما هم لا يعارضون سوى المنطق وأنفسهم.
 
هذه الطائفة أفسدت على أهل مصر الكثير من الفرص والأدوات المستخدمة لخلق عملية سياسية تدعم مستقبل مصر، واعتدال الكفة بين الشعب والسلطة، أفسدوا على المصريين حقهم فى التظاهر حينما ابتذلوا فكرة الخروج إلى الميادين وجعلوها عادة تمنحهم الشهرة والأضواء بغض النظر عن تحقيق الهدف المرجو منها، وجعلوا من فعل التظاهر أمرًا قرينًا بالعنف وتعطيل المصالح وبؤرة للشتائم بدلًا من أن يكون فعلًا هدفه عرض المطالب والهتاف لتحقيقها.
 
بنفس الطريقة أفسدوا على الناس مفهوم الديمقراطية حينما جعلوها سلاحًا لطعن المواطن لا درعًا للدفاع عنه، كانوا إذا خرج المواطنون للتصويت فى استحقاق دستورى أو انتخابى على هواهم وصفوهم بأنهم شعب عظيم، وإن جاءت النتيجة لصالحهم وصفوا الشعب بأنه واعٍ، وكانوا إذا اصطف الناس فى طوابير انتخابية ليست على هوى مصالحهم وصفوا الطوابير بأنها للرقص، وإذا جاءت نتائج الاقتراع على خلاف مصالحهم وصفوا الشعب بأنه لا يملك الوعى وتحركه الرشاوى الانتخابية والخوف والجهل، حتى كفر الناس بهم وأدركوا أن لعبة الاختيار بين متعدد بحرية، لعبة مشروطة بمصالح البعض أكثر من مصالح الوطن.
 
انتخابات
انتخابات
 
حتى سلاح السخرية الذى طالما كان سلاحا مصريا أصيلا أفسدوا استخدامه على أهل مصر، يعرف التاريخ الشعب المصرى بأنه ابن نكتة قاسية ولاذعة، وتعرف هدفها فى انتقاد الأوضاع وتصحيحها، ولكن طائفة تحالف الإخوان مع النشطاء أفسدوا على المصريين سلاحهم حينما ابتذلوه، حينما حولوا السخرية من سلاح للانتقاد هدفه إيقاظ السلطة أو المنتقد لإصلاح الخطأ إلى لعبة «قلش» هدفها جلب المزيد من اللايك والشير وتشويه كل شىء ممكن بغض النظر عن المصلحة العامة.
 
السخرية ليست جريمة وليست عيبًا، هى سلاح سياسى قوى، ولكن ابتذالها وسوء استخدامها يفقدها معناها وهدفها، فرق كبير بين السخرية كأداة مشروعة للنقد والتصويب والسخرية المبتذلة لملء الفراغ والتسالى، الأولى تحقق هدفها والثانية نتائجها على أرض الواقع صفر بخلاف تدميرها للعديد من القيم والفرص.
السخرية كأداة سياسية مشروعة يعززها وجود فعلى للمعارضة بين الناس والجماهير بينما السخرية بهدف التغطية على غياب الأرضية الشعبية للمعارضة والنشطاء يفضحها انفصالها عن الواقع.
 
الغاية الكبرى من السخرية تحقيق الوعى وإيجاد اليقظة، ويخبرنا المبدع الإيرانى محمد رضا أصلانى بأن «الناقد واجب عليه ألا يخلط السخرية الأصلية بالهزل، والفكاهة، لأن الفرق بين هذه الأنواع كبير وحدها السخرية من بينهم تتكفل برسالة اجتماعية، ولا تنحصر فى مزاح ماجن، أو حتى مزاح طريف».
السخرية الناجحة يجب أن تكون فارغة من الدوافع الشخصية، والعقد النفسية، بعيدة عن قبح التعبير واللفظ، ويجب أن تستند إلى أساس فكرى، وسياسى صحيح وقويم، كما يجب ألا يغفل صاحبها، المقتضيات الزمانية والمكانية، كى يصل إلی غاياتها الإنسانية العليا.
 
استسهلوا إفيهات مواقع التواصل الاجتماعى، وخداع الناس بالمعلومات المغلوطة والشائعات، جعلوا من الحراك السياسى عملية انتقامية، وأوهمتهم «لايكات» ومشاهدات الـ«فيس بوك» فى بعض المواقف أنهم أصحاب رؤية سياسية واضحة، بينما الممارسة على أرض الواقع كانت تكشف للبعيد قبل القريب أنهم بلا ظهير شعبى، وكيف لحركات وأحزاب فشلت فى تقديم رمز واحد محترم يحظى بثقة الناس أن يكون لها ظهير شعبى؟!
 
انتظر الناس منهم على مدار سنوات طويلة أن يؤسسوا لكيان يمارس العملية السياسية بشكل منهجى ومحترف، فلم يجدوا إلا كيانات يصدر لتأسيسها بيان، ثم يصدر بيان وفاتها قبل أن تحبو، والسبب دوما خلافاتهم ونزاعهم على السلطة والمكاسب، لا تصدقهم إن قالوا إن تضييقا ما يقف وراء فشلهم فى تقديم نموذج سياسى محترم للشعب المصرى، لأن آلاف القصص والحكايات موجودة فى كتب السياسة ودفاترها عن نماذج سياسية ناجحة ومحترمة نجحت فى الاستحواذ على ثقة الناس فى أشد أزمنة المنع.
 
مسألة فشلهم تبدو واضحة للجميع خلال السنوات الماضية، ولكن لا تبصرها عيونهم، يرفعون العفيف من الشعارات الكلامية وعلى أرض الواقع يقدمون للناس أسوأ النماذج فى الممارسة الديمقراطية، أحرقوا أحزابهم بخلافاتهم الشخصية قبل أن تمتد إليهم يد الدولة لا بخير أو بشر، راجع تجربة حزب الدستور الذى أسسه البرادعى، وانظر كيف قدموا للناس الآمال الضخمة، ثم استفاقت مصر كلها على البرادعى هاربا لا يطل عليهم إلا بتغريدة تحتاج إلى مترجم، والعديد من المعارك والتخوين بين أعضاء الحزب وصلت بحزب الدستور إلى وضعه فى خانة بضاعة أتلفها هوى أصحابها ومصالحهم.
 
البرادعى
البرادعى
 
يصبح السؤال عجيبا إن فتحت باب النقاش حول فقدان النشطاء ورموز هذه الحركات السياسية لثقة الناس واحترامهم، كيف يثق الناس فى نشطاء «فرشوا الملاية» لبعضهم على ساحات مواقع التواصل الاجتماعى وفضحوا أنفسهم بأنفسهم؟ راجع معركة «خالد على» والفضائح التى كشفها أبناء تياره بخصوص تحرشه بالفتيات وابتزازهن جنسيا، وتأمل موقف خالد يوسف وفيديوهاته الإباحية، ثم عد وتدبر فى معارك الناشطات النسويات مع بعضهن حول التمويل القادم من الخارج، ولا تنس أن تربط ذلك بكل ما تم كشفه عن وائل عباس وغيره من النشطاء فى معارك بدأت كلامية ولفظية على السوشيال ميديا وانتهت بفضح خبايات التمويل والاستفادة من المواقف السياسية للصالح الشخصى وليس للصالح العام.
 
خالد-يوسف
خالد يوسف
 
فى اللغة الفصحى يقولون «المبالغة»، واللفظة هنا «أشيك» من أن تستخدم فى وصف الوضع الهزلى الذى يصاحب أداء الأحزاب السياسية وتيارات النشطاء فى بعض القضايا الاقتصادية والاجتماعية، ولذلك ينصح باستخدام المفردة العامية «الأفورة»، لكى تصف حال القوى السياسية والحزبية وهى تشتبك مع الواقع السياسى والاقتصادى المصرى، انتقادات وصراخ بالجملة دون تقديم حلول، نصائح وتوجيهات وتنظيرات بلا توقف، الكل يسخر وينصب نفسه مدرسا سياسيا ومناضلا ومحتكرا للحقيقة وشعارات الحريات والبناء والمستقبل دون أن نرى أحدهم وقد شمر عن ساعديه لمساعدة الدولة المصرية.
 
يصرخ النشطاء والمعارضون من حال السياحة وعدم القدرة على الترويج لها، وحينما تأتى زيارة النجم ميسى أو ويل سميث لا تجد منهم سوى السخرية، وبالمثل يصرخون من الأوضاع الاقتصادية والدولار، وحينما تطلب منهم تحليلا أو نصيحة لا تجد سوى ابتسامة يعقبها رسالة مسجلة: «هو إحنا اللى بنحكم؟».
 
خالد على
خالد على
 
تضع أمام النشطاء ومن يلقبون أنفسهم بالمعارضة المصرية خريطة المشروعات القومية وتمد يدك فى أرشيف ذكرياتهم مستخلصا تصريحات ومقالات لهم ولرموز المعارضة كانوا من قبل يتحدثون عن مثل تلك المشروعات بأنها طوق نجاة مصر، فلا تجد منهم سوى خرس ومراوغة وسخرية، لمجرد أن من دشن المشروع وأنجزه ليس على هواهم.
 
تبدو المسألة فى عرف هؤلاء النشطاء خصومة شخصية وتصفية مصالح على حساب الوطن ذاته، وتتضح الصورة بأن غايتهم فى السلطة لا خدمة هذا الوطن، ويبدو السؤال الأهم: كيف تطلب قوى سياسية أو أحزاب سياسية السلطة والحكم وهى لم تمهد أرضها للحصول على رضا شعبى لا يأتى إلا بالمشاركة الفعالة لحل مشاكل الوطن؟ كيف لا يخجلون وهم يصدرون جهل المواطن المصرى كذريعة لفشلهم بدلا من أن يعترفوا بحقيقة فشلهم فى المشاركة وفى تجهيز كوادر قادرة على أن تحقق الانتشار الشعبى الكافى؟!
 
قسموا الساحة إلى ثلاثة قطع.. الأولى: جسدها هؤلاء المبتذلون الذين بلغوا أقصى حدود «الأفورة» فى أن كل شىء تمام والنشطاء والقوى السياسية تمام، والمشكلة فى الشعب الذى لم يتعلم الديمقراطية بعد، والقطعة الثانية: جسدها الإخوان بأكاذيبهم وتشكيكهم ونشرهم للإحباط والسخرية من قدرة المواطن المصرى على الإنتاج أو التقدم، وإطلاق الشائعات والأكاذيب وتزوير الحقائق لتشويه صورة مستقبل مصر، أما القطعة الثالثة فيجسدها بعض من النشطاء وأهل الأحزاب الذين اشتهروا بين الناس بدعوتهم للديمقراطية، وقداسة حرية الرأى والتعبير، ثم تم ضبطهم متلبسين بالسخرية من المواطنين حينما يخالفونهم فى الرأى، كأن يخبرك أحدهم بعد سنوات من الحديث عن فوائد المشاركة السياسية بأن المقاطعة هى الحل.
 
مظاهرات
مظاهرات
 
تقضى الحركات السياسية ومعها الحقوقيون والنشطاء وقتها على دكة المشاهدة أو عبر صفحات فيس بوك وحسابات تويتر تسخر من كل شىء وتشكك فى كل شىء وتشكو من كل شىء، وتردد نغمة الخائبين الشهيرة: «المواطن هو اللى عاوز كده، المواطن فقير وجاهل ولا يقدر قيمة الديمقراطية»، دون أن يعلموا أن العزف على هذه النغمة سيتبعه سؤال ولو بعد حين، عن عمرك السياسى فيما أفنيته، إن كنت قد فشلت فى التأثير على البسطاء أو تعليمهم أو التواصل معهم؟!
 
السؤال الذى سيبقى بعد أن تنتهى حفلة السخرية من البسطاء هو: حضرتك راجل ليبرالى وديمقراطى وحاجات كتير فوق بعض، ولا تشعر بالرضا عن ممارسات الدولة الأخيرة، هل يمكن أن تخبرنا: لماذا تستبدل هجومك على الأحزاب والحركات السياسية التى تنتمى إليها بهجوم على جموع الناس وتجعلهم شماعة لفشلك؟ لماذا تسخر من المواطنين وتصفهم بالجهل وتجعلهم عبيدا لمجرد أنهم يخالفونك الرأى؟ أين ذهب كل كلامك عن الحرية وتقبل الآخر؟ ألا ترى أن ما تمارسه تجاه الناس فى الشوارع هو التجسيد الحقيقى لمعنى احتقار الآخر واحتكار الحقيقة والقمع الفكرى فى أوضح صوره؟
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة