فى الوقت الذى يتوالى فيه إعلان المرشحين الديمقراطيين المحتملين عن خوضهم سباق الرئاسة الأمريكية فى 2020 لمواجهة ترامب، فإن منافسة أخرى تقترب لم يحسب لها الرئيس الأمريكى حسابا فى المرحلة الراهنة تأتيه من داخل حزبه الجمهورى.
وتقول صحيفة "الجارديان" البريطانية إنه منذ دخول ترامب معترك الانتخابات فى 2016، شاهد الجمهوريون الوسطيون الرئيس وهو يحدث تحولا فى الحزب وأنصاره لكى يلائم أسلوبه ومعتقداته الخاصة.
مع بدء الاستعدادات لانتخابات 2020، فإن بعض الجمهوريين ربما يسعون الآن لتحدى ترامب فى السباق التمهيدى. ومن بين هؤلاء مرشح جمهورى عنيد وهو الحاكم السابق لولاية ماسوشستس بيل ويلد الذى كان مرشحا لمنصب نائب الرئيس مع جارى جونسون، مرشح الحزب الليبرالى فى 2016.
فقد أعلن بيل ويلد حاكم ولاية ماسوشستس الأمريكية السابق أنه سيحاول الإطاحة بدونالد ترامب كمرشح للحزب الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020 ليقدم بذلك أول تحديا بارزا لجهود الرئيس للحصول على ولاية ثانية.
وقال ويلد الذى يبلغ من العمر 73 عاما إنه سيسعى لحدد خلال الأشهر المقبلة ما إذا كان سسطيع أن يجمع أموالا كافية لتحدى الرئيس، وقال إنه سيترشح بأجندة جمهورية تقليدية. وأضاف ويلد أمام حشد فى ولاة نيوهامبشر إن الوقت قد حان لجميع الناس ذوى النوايا الحسنة والذين يمتلئ بهم بلدنا، لاتخاذ فوق وزرع علم..
وانتقد ويلد ترامب فى كلمته، وقال إن يتصرف مثل الطالب الفتوة فى المدرسة، مضيفا: "لسنا بحاجة إلى ستة أعوام أخرى من التصرفات الغريبة التى رأيناها".
وكانت وكالة "أسوشيتدبرس "الأمريكية قد ذكرت الأسبوع الماضى ان ويلد غيره تسجيله الحزبى من الليبرالى إلى الجمهورى. وفى يناير الماضى، أعلن "ويلد" فى تصريحات تلفزيونية أنه لن يقول أى شىء يتعلق بما إذا كان سيترشح أولا حتى يلقى خطابه فى ولايته فى أول سباق تمهيدى فى أمريكا خلال الساعات المقبلة. ولو دخل السباق فى حزبه الجمهورى سيكون أول متمرد يتحدى ترامب داخل الحزب.
جون كاسياك
وكان روب جراى، الذى عمل سكرتيرا صحفيا لويلد عندما كان حاكما لماسوشستس ، قد صرح قائلا إنه إنه لو ترشح الأخير فى الانتخابات سيكون كجمهورى بالتأكيد وهو ما يمثل خطرا لترامب لأن الرؤساء الحاليين الذين يخوضون سباق تمهيدية عاليا ما ينتهى الأمر بإضعافهم وخسارة الانتخابات العامة فى نهاية الأمر.
وأضاف قائلا إن نظرية المؤسسة الجمهورية تقوم على أن قضاء أربع سنوات مع رئيس ديمقراطى أفضل للحزب الجمهورى على المدى البعيد من قضاء ثمانية سنوات من حكم ترامب تدفع بالجمهوريين الليبراليين خارج الحزب.
بيل ويلد
ولا يقتصر الأمر على ويلد فقط، حيث يبدو أن هناك جمهوريين آخرين يرغبون فى تحدى ترامب، من بينهم جون كاسياك الذى أنهى مؤخرا ولايته الأولى حاكما لأوهايو، وسبق أن ترشح فى السباق التمهيدى للحزب الجمهورى عام 2016، وهناك اأضا لارى هوجان حاكم ولاية مريلاند الذى قد يكون مرشحا محتملا.
وتصف صحيفة "الجارديان" بأن مواجهة ترامب يمثل تحديا مرعبا. فالرئيس يهاجم من ينتقدونه بلا هوادة، وبالنسبة للجمهوريين الذين يأملون التقدم فى صفوف الحزب، فإن مواجهة غضب الرئيس وحلفائه وقاعدة ناخبيه الكبيرة قد يكون خطرا من الناحية السياسية. ففى السباق التمهيدى عام 2016 سرعان ما سقط منافسا ترامب، ماركو روبيو وتيد كروز، واللذين أطلق عليهما ماركو الصغير وتيد الكذاب.
من ناحية أخرى، يبدو أن الحزب الجمهورى تحت سيطرة ترامب ويعمل الآن على خنق أى تمرد محتمل. ففى الشهر الماضى، صوت أعضاء اللجنى الوطنية للحزب الجمهورى بالإجماع بالموافقة على قرارا يعلن دعما موحدا لترامب ورئاسته. وأعرب الجمهوريون فى ولاية كارولينا الجنوبية عن تأييدهم لإلغاء الانتخابات التمهيدية فى الولاية لمنع ظهور منافسين محتملين وحماية الرئيس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة