غريب تائه عن أهله ومرشده الوحيد حرباية، فلك أن تتخيل كم من دراما الأحداث المشوقة على أحد المسارح كان اللقاء مع العرض المسرحى للحرباية فى يوم 6/2/2019 قدم فريق "فكرة فى كلمة" مسرحية الحرباية، فى كثير من الأحيان يقوم الكاتب فى توريط المشاهد فى عدة مشاهد تصيب كيانه بالملل، لكن مع الكاتب المسرحى والشاعر الكبير أحمد حسن البنا اختلف الأمر كثيراً حان موعد عرض الفتح الستار على الإثارة والتشويق مع دراما الشائكة تتحدث على ما يصيب كيان المجتمع والعالم كله، وقام أيضاً بعرضها بشكل رائع ومشوق مع المخرج الشاب جرجس فوزى الذى اعتمد على موهبته بجذب الجمهور على الكراسى لمدة 3 ساعات دون ملل بل بتصفيق حاد.
كما يقول ملتون ماركس: قد انعقدت الصلة بين الممثلين والمشاهدين وهم بدورهم يعبرون عن رأيهم فى المسرحية جهاراً وبطريقة مباشرة، فالتصفيق والهتاف، تعبيراً عن الاستحسان والهمهمة وترك القاعة تعبيراً عن الاستهجان وعدم الرضا، يشكلان جزءاً طبيعياً من الأداء التمثيلى .. وهكذا بالدور نرى التلبس بالدور قد انساب من الممثل إلى المشاهدين وهذا ما يجب أن يحدث إذا ما أريد المسرحية النجاح، فالمسرح الدرامى بالنسبة لأرسطو مسرح التعرف على النفس عن طريق الإيهام والمعاناة والتطهير.
كان صراع قوى وشرس للبحث عن ابن المنصورى وكل شخص يريد التهامه بشكل آخر، كل شخص يستنزفه بشكل ما من يريد استنزاف دمائه ومن يريد يستفاد منه ماديا كان هذا الغريب يجد استجابة عاطفية والتصفيق الحماسى له وصوته المملوء شجن فى عرض الأغانى مع العزف على الربابة هذا الغريب أصر على استجابة الجمهور له ويثير فى نفسهم الإثارة والاندهاش والتعاطف معه هو الفنان الشاب وائل عيد، أما بالنسبة للحرباية وهى الفنانة الشابة نور فاروق التى جذبت جميع الجمهور للإنصات لها والتصفيق لها بكل جملة لها، كان هدف هذه العجوز الشمطاء هدف القومى الأعلى إقامة دولتها الكبرى ذات الهاوية الفاسدة كالقوة عالمية عظمة فى الشرق الأوسط عملت على تنشيطه منذ أعوام كثيرة وفى ضوء السلم التى يجب أن يقبلها العرب ظلماً وطغاة وفرض شرعيتها على بيت المنصورى انها تعمل على ذلك بطرق استراتيجية على تحقيق ذلك من خلال الردع الوقائي والانتقامى والتحكم فى النفوس، وكانت العناصر الدرامية فى آخر فصل عناصر درامية وعرض مجموعة من الأحداث والأفعال الماضية التى تلقي الضوء على دواعى الصراع والنزاع وأسبابه وتدخل اليد الخفيه التى أسقطت بين المنصورى وشوكت، وما هى المشكلة وعقدتها وهى كانت معلومات أولية عن الشخصيات ودوافعها وتثير نغمة التشويق والتوقع لدى الجمهور، كان اجتهاد من جميع الممثلين وهم "سمرة" الممثله جاسمين ماهر ، و"متولى" الممثل مينا خليل و"شوكت" الممثل أكرم ميلاد و"اعتماد" الممثلة ماريان جمال و"المنصورى" لممثل سامى صالح و"شاكر" الممثل أبانوب طلعت و"زيزى" الممثلة مريم نشأت و"سعاد" الممثلة جوزفين موسى.
ولا أستطيع حصر الفريق من ممثلين فقط إنما جميع العاملين عليه من المنظمين وفريق الديكور الجميع بذلوا جهود قاسية لإخراج مسرحية بهذا الجمال وتنفيذ رواية درامية بهذا الشكل لم أرى أى إسفاف فى الأحداث أو الكلمات لاحترام الجمهور الذى تواجد فى قاعة المسرح احترامهم لخشبة المسرح دليل كافٍ على ثقافاتهم العالية كان الحوار الذى أعتمد عليه المخرج والمؤلف حوار متجانس مرتب يكون سببا ومسبباً لأفعالها وتفاعلات المستمرة كانت الحرب والصراع بين قوتين غير متكافئتين بين الخير والشر ومهما سال من الدماء لابد أن ينتصر الحق مهما كانت قوة الطاغية البشرية وهذا دليل على مستوى عالياً من الذكاء والطلاقة الإدراكية للمؤلف والمخرج أما الممثلين مبالغة عالية من إتقان العواطف والاهتمام الشديد Bady Language مملئين بالإحساس الذى جذب حواس الجمهور بجميع الأشكال فى النهاية عمل درامى عرض بشكل خيالى وبمهارة فائقة ورائعة ولكن لا زال السؤال يطرح نفسه هل الحرباية ماتت بالفعل أما لا !؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة