سارة عمران تكتب: نفيسة العلوم

الإثنين، 11 فبراير 2019 06:00 م
سارة عمران تكتب: نفيسة العلوم ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الحديث عن سيدات أهل البيت، كثيراً ما نسلط الضوء على ما تميزن به من  الزهد والعبادة والطهر، وتصور حياتهن أنهن فى عزلة تامة عما يدور فى المجتمع من أحداث، وقليل من يسلط الضوء على إنجازاتهن وطبيعة شخصياتهن، باستثناء كتابات بنت الشاطئ التى أسهبت فى إظهار سيدات أهل البيت كسيدات مجتمع  ولهن دور بارز فى الحركة الاجتماعية والسياسية؛ لاسيما السيدة زينب بطلة كربلاء وموقفها  الشجاع مع أخيها الإمام الحسين؛ لكن هناك سيدة لها ملمح خاص فى حياتها أسهم  فى وجوده نشأتها العلمية التى كونت شخصيتها والتى اتسمت  بشدة إقبالها على العلم  منذ صغرها حتى لقبت بنفيسة العلم .

فمن هذه السيدة ؟!

هى السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور بن يزيد الأبلج بن الحسن بن الإمام على بن أبى طالب، نبغت هذه السيدة فى المسائل الفقهية وعلم الحديث واستحقت بهذا النبوغ أن تكون أستاذة الإمام الشافعى  والإمام أحمد بن حنبل وعدد كبير ممن نالوا شرف التتلمذ على يديها، لكن  توثقت هذه الصلة  مع الإمام الشافعى بشكل أكبر فى دروس العلم والصلاة فى بيتها ولا يخفى على أحد مكانة الإمام الشافعى عند أهل السنة فهو ثالث الأئمة  والذى أسهم  بقدر كبير  فى علوم الفقه والتفسير والحديث .

وبذلك تركت أعظم الأثر فى رجل  يقاس علمه بأمة  كاملة، فاستحقت  أن ترقى إلى  درجة أستاذ أو  بروفيسور بلغة العصر  الحديث .

وهى مؤشرات واضحة عن حياة سيدة من أهل البيت الكرام لم تكن فى معزل عن الناس والرجال  كما يظن البعض ؛ بل  كان الواقع عكس ذلك تماماً  فهى تتلقى دروس العلم  منذ صغرها على يد رجال، ثم لها تلاميذها النوابغ من الرجال  أيضاً تحدثهم وتتفقد أحوالهم  وتزور الغائب منهم ،

هذا حال سيدة من أهل البيت فلماذا  و نحن فى عصرنا الحالى ومع تعدد وسائل الاتصال يتفنن أصحاب التدين الشكلى فى إبعاد المرأة  وتحجيم دورها فى الاستزادة من العلم والمعرفة.

لعلها تقاليد قديمة ورواسب جاهلية، أو هى أثار لمادية هذا العصر الذى جعل التعامل مع البشر كأشياء تباع وتشترى أعلت من قيمة المادة وقللت من قيمة العقل والروح، نأمل أن يمحوها مع الوقت أصحاب الفكر المستنير ورجال الدين المعتدلين.

كم هى عظيمة القدر بين النساء  والرجال ونفيسة فى العلم كما لقبت !

ولها دعاء يردده زوارها ومحبيها:  " كم حاربتنى شدة بجيشها وضاق صدرى من لقائها وانزعج حتى إذا أيست من زوالها جاءتنى الألطاف تسعى بالفرج "

 

الوقوف عند هذه الشخصيات  أمثال السيدة نفيسة، وكل امرأة على مر العصور أثبتت نفسها بالعلم والمعرفة فى  أى مجال من مجالات  الحياة تستحق أن نقول عنها:  امرأة بألف رجل ومثال يحتذى به .

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة