نحاول ببطء شديد نتلمس طريقنا لهذا المقال، حتى لا نتعرض لنزلة برد كنسية حارة وملتهبة نظرا لتوهج الفحم أسفل البخور المتصاعد من الشورية ليدفعه هواء التكييف المنتشر فى أرجاء الكنيسة يمينا وشمالا هذا لو كانت الكنيسة فقيرة وغلبانة أو التكييف المركزى بالكنائس الكبرى، والمشكلة هذه المرة غاية فى الخطورة، «قال يعنى اللى فات كان مشاكل بسيطة»، ولقد حاولت جاهدا العثور على الحل المناسب فازدادت «حيرتى وانشغالى» كما قالت أم كلثوم.
والقضية هى مدى حرية الكاتب والمؤلف والمفكر فى طرح تخوفاته وقلقه من المستقبل المظلم والتنبؤ بهبوب عاصفة شديدة، هذا على وجه العموم، أما الخصوص فهو مشكلتنا هذا بشأن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المسكينة.. زمان يا إخوتى لجأ كبار الكتاب والمؤلفين إلى التورية والتلميح والهمس والغمز واللمز ثم تغليف الحقيقة بورق سوليفان كما فعل أستاذنا يوسف إدريس فى قصته الرائعة قاع المدينة أو رائعة ثروت أباظة «شىء من الخوف»، رغم تحفظى واختلافى معه على صفحات مفكرة الأهرام وخلال ندوة له بجامعة أسيوط فى السبعينيات- ما علينا- فنحاول الإجابة على قدر الإمكان عن هذا السؤال الشائك: ما هى حدود الكاتب للتنبيه لخطورة الموقف داخل الكنيسة؟؟.. والصعوبة هنا تكمن فى تقاليد الكنيسة العريقة التى تقدس الطاعة العمياء المطلقة، وعلى حد قول البابا تواضروس فى أحد حواراته مؤخرا «لا توجد معارضة كنسية»، وهذا معناه أن الكل مؤيد ومتفق معه فى كل قراراته!!!!
والآن هل يحل ويحق لى أن أحذر من احمرار الإشارة؟؟ أم يقال إننى ثائر ومناهض للكنيسة ولى أغراض وأجندات و.. و.. إلخ؟؟.. وكما تعودنا على المصارحة التى لا تعجب إطلاقا الكبار فى أى مؤسسة بالعالم الثالث أو الرابع، فأؤكد لكم أحبائى أن جميع مقالاتى والآراء والانتقادات التى أنشرها فى مقالاتى أخبرت بها مسبقًا كبار ورئاسات الكنيسة مرارا كثيرة وفى هدوء وسرية تامة، ولكن مع كل أسف لا اهتمام ولا إصلاح، بل ولا مناقشات رغم تحذيرى لخطورة الحالة، مما دفعنى لأعلن للبابا وكبار الأساققة أننى سألجأ للإعلام والميديا، وذلك للتواصل مع أفراد الشعب الأرثوذكسى علانية ومناقشة السلبيات وما أكثرها فى السنوات الأخيرة داخل كنيستنا الأرثوذكسية.
وكم كنت أتمنى أن نفعل مثل إخوتنا الكاثوليك، حيث يقوم البابا فرانسيس بتصحيح الأخطاء أولا بأول والاعتراف بخطايا الأكليروس بجميع رتبهم «كاهن، كاردينال، بطريرك.. » حتى الخطايا والسقطات الجنسية والشذوذ وغيرها، وهذا هو الأسلوب المثالى المنفذ لوصايا الإنجيل «مبرئ المذنب ومذنب البرئ كلاهما مكرهة الرب»، ومع الأسف الشديد رمال الأرثوذكسية كثيرة جدا جدا وجاهزة لدفن الرأس الكبيرة والصغيرة لنتجاهل ونعمى الأعين ونغض البصر دائما عن خطايا الأكليروس، والمدهش والمذهل يا إخوتى أن التاريخ الكنسى يقر ويعترف بأن جميع الهراطقة وأصحاب البدع الكنسية كانوا أصحاب رتب وعمامة صغيرة ومتوسطة وكبيرة جدا «كهنة ورؤساء أديرة وبطاركة»!!!
ماذا ننتظر وماذا نتوقع بعد ازدياد السلبيات وتفاقم الأوضاع دون البحث عن حلول، وفى نفس الوقت ازدياد التقوقع وصم الآذان عن الاستماع أو مناقشة السلبيات؟ وأستأذن صديقى الشجاع الذى واجه رتبة كبيرة جدا ببعض هذه المشكلات دون جدوى فقال له «يا سيدنا أنت تجلس مستريحا فى الطابق الأخير من البرج الكنسى وهو فى منتهى الروعة والجمال، ولكن المشكلة فى أعمدة الدور الأرضى والتى من الممكن أن تنكسر وتنهار «وكانت نتيجة شجاعة صديقى هى الطرد و«غور من وشى»!!!
ولقد حذرت كثيرا خلال السنوات الماضية ومازلت، والمدهش أن هناك من لا يتعظ أو يأخذ العبرة من التاريخ المصرى عندما تذمر الشعب وازداد الأنين من أوضاع مصرنا الحبيبة التى عاشتها الملايين من الشعب، ولكن القلة الحاكمة تجاهلتها مرتين، وكان التقييم واحدا «خليهم يتسلوا» فقامت ثورة ٢٥ يناير وعادت الجماهير بعد فترة تئن أيضا وتتوجع وتكرر التقييم الخطأ من الرؤساء «خليهم يتسلوا» فقامت ثورة ٣٠ يونيو، والآن بعد أن تكرر التقييم للمرة الثالثة من البابا وبعض الأساقفة «خليهم يتسلوا» لأنهم قلة، أخاف على كنيستى العريقة وأغار عليها وأعطى المثال لسلبية خطيرة وأدعوك عزيزى أن تتأمل فى الفقراء بكنيستك فى أى مكان وتخبرنا هل ازدادت حالتهم فقرا وأمراضا وجهلا؟؟ هذا من ناحية الكيف.
ولننتقل إلى ناحية الكم فهل تجد أعداد الفقراء فى تناقص أم ازدياد؟؟ وفى الجهة المقابلة لنتأمل فى الرعاة بكل درجاتهم ومناصبهم ولتقارن مع الرعاة منذ بضع سنوات، هل ازدادت ثرواتهم وتمتعهم برغد العيش وتنوعت سياراتهم الفارهة والشهادات العلمية العليا لأولادهم بعد دراستهم فى الجامعات الخاصة؟؟ هل يعجبك الملايين التى تصرف على تشطيبات وتزين الكنائس والكاتدرائيات ببذخ وإسراف لا لزوم له إطلاقا والملايين التى يصرفها الأساقفة والكهنة فى إعلانات الصحف والتهانى للبابا بالأعياد والمناسبات؟؟ وما رأيك فى الأمراض المزمنة والطارئة والمتعاقدة أزليا وأبديا مع فقراء الكنيسة فى معاهدة صارمة لعدم توافر الرعاية الصحية اللازمة مثلما تجدها حال إصابة أى كاهن أو مكرسة أو أسقف أو حتى البابا ذاته وانتقال وزارة الصحة الخاصة لمقره، ثم معجزة نزول الأموال الطائلة من السماء لزوم السفر للخارج بأفخم الدرجات بالطائرة والوفود المصاحبة والمنتظرة فى المطارات ذهابا وإيابا والعلاج بالمستشفيات فى الخارج؟
هل سمعت فى حياتك- ولن تسمع بالطبع بعد مماتك- عن سفر الفقراء بالكنيسة للخارج للعلاج- لا سمح الله- على نفقة الكنيسة؟؟ بل بالعكس تعمل الكنيسة مشكورة على تنمية مشروعات تجهيز الأكفان وصناديق دفن الموتى الرخيصة الثمن والتى- كتر خيرها- تهبها مجانا لموتى فقراء الكنيسة المرضى دائما؟؟ أما بقية السلبيات والأخطاء المتكررة فتجدونها على صفحات التواصل الاجتماعى بالمئات فى الكثير من كنائسنا داخل وخارج مصر، والمشكلة العظمى هى التجاهل التام من رئاسات الكنيسة وعدم تقبل النقد أو الانتقاد أو التحدث فى مثل هذه الموضوعات..
معلهش نعتبره حديث الجسد المتألم قبل أن نصل إلى «حديث الروح»، عفوا هى أغنية لأم كلثوم ونردد معها «لابد للمكبوت من فيضان» لذلك يا سادتى قيادات كنيستنا: تنبهوا واحذروا وياااارب «خليهم يتسلوا».
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى دانيال
نقد الكنيسة
قدس ابونا - ارى ان هذا النقد غير موضوعى والغرض منه الاثارة وقدسك تهيل التراب لأغراض تعلمها قدسك ويعلمها الله - تاريخ قدسك يا ابونا فى الكنيسة والكلام اللى قدسك بتكتبه ليس كلام راعى لشعب - قدسك مدسوس على الكنيسة الارثوذكسية - لكن العيب ليس فى قدسك فقط ولكن العيب فى الموقع الذى افرد مساحة لقدسك لتكتب فيها هذا الكلام الفارغ - "ويل لمن تأتى بيده العثرة"
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed
وماذا. قلت. في. اعتراضك. أيضاً. من : ابن. الكنيسة. العريقة.
لقد. تحولت. كلماتك. من. نقد. "قدس. أبونا. ". وهذا. من. حقه. الي. الهجوم. عليه. اي. الانتقاد. وفرق. شاسع. بين. هذا. وذاك. شيئا. من. التفكير. قبل. مسك. القلم. .. من: نشات رشدي منصور.