القارئ عامر بن عيد أحمد يكتب : سِماتٌ إنسانية فى رسالةٍ ووَقعُها

الأحد، 08 ديسمبر 2019 12:00 م
القارئ عامر بن عيد أحمد يكتب : سِماتٌ إنسانية فى رسالةٍ ووَقعُها معلم وتلاميذ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

واقعٌ طيب جَرى بَينهما، لَم يَكُنْ وَليدَ اليوم والليلة، تأصلت خلاله صِدق المحبة! نَمتْ واخضرتْ وأزهرتْ صُحبتهما بمرور سِتِّ سَنوات؛ مُعلمُ وتِلميذ خلال دراسته بالجامعة، ثُمَّ صديقينِ، ثُمَّ سنداً وضماداً كليهما لصَاحبهِ. فى هذه الرسالة من المُعلم و أثرُها على تِلميذهِ، أصدقُ تَعبيرٍ يَدلك عما بينهما من علاقةٍ طيبة راسخة، يتمنى كِلاهما دوام المحبة و الأُلفة.

 

المُعلم: صديقى الصغير: أنت توقفت كثيرًا حين رحلت زوجتى لما مرقوا بجانبى سريعًا من خدعت بقربهم الواهي، فصارت مواساتك بلسمًا ومساندتك عضدًا. وأشاركك الولع بالنثر العربى و الشعر، فأضحت قراءاتنا و مناقشاتنا تمسح آثار قبح تدنى مفردات معاصرة تغلب على الكتابة فتشوهها، وتطغى على الكلام فتمسخه و تفسده. أما حبك للأزهار جعلها تتجاهل الأيادى العابرة إلا يديك الحانية. وأخذ الترحال منك الكثير سعيًا وراء الرزق والعلم، فدعوتك ممازحًا "ابن عامورة". لذا كله، لن يبخسك الله شهامتك، حفاظك على العربية، أخلاقك الكريمة، حنوك على الأزهار، و صبرك على تعب الترحال.

التلميذ: كَلِماتك تُدهش و تُفرحُ أى قلبٍ عابرٍ، تُرى ما بالُ قلبي! دفءُ حروفك يُندى لها جَبينى ويهتز لها فؤادى من جمال وقعها عليَّ. والله الذى لا إله إلا هو، من فرطِ فَرَحى و سَعادتى تَكادُ عيناى تَغْرَورقُ بالدُموع. فأنتَ رَفيقى وصديقى الوفي، قبل أن تكون مُعلمى وأُستاذي، و سَنداً قبلَ أن تكبرنى سِناً، أنت إنساناً راقياً فى الوضوح قبل العتمةِ، لن أقول إنساناً نادراً، بقدر أن أقول إنساناً لا يعرف التَلون، فما نفعله هو ما تُمليهِ علينا إنسانيتُنا، ليس إلا. جزى الله عزيمتك و رفعة أخلاقك و علمك لى و لغيرى خيراً.

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة