د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: ابتسامة واحدة تكفي

الجمعة، 27 ديسمبر 2019 06:35 م
 د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: ابتسامة واحدة تكفي داليا مجدي عبد الغني

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هُناك بعض الأشخاص الذين يلومونني على أن وجهي دائم الابتسام للآخرين، ويظنون أن هذا نوع من أنواع التباسط، وإزالة الكُلفة مع الغير، وأعترف أنني لا أملك شيئًا حيال ذلك، فهذه طبيعة وجهي، فأنا أذكر عندما كنت في المرحلة الثانوية، وكان مُدرس اللغة الإنجليزية، الذي كان عائدًا من إنجلترا لتوه، فدخل الفصل، وكانت أول حصة له معنا، فوجدته يقف أمامي، ويسألني عن اسمي، فأجبته وأنا مُندهشة من اختياره لي أنا تحديدًا، لكي يتعرف عليَّ، ثم زال الاندهاش، عندما قال من نفسه: "لقد أعجبني وجهكِ؛ لأنكِ مثل الإنجليزيات، دائمة الابتسامة في وجه الآخرين".
والحقيقة، أنا اكتشفت أن الوجه البشوش يكون مُريحًا، فهو يُزيل الحواجز بين البشر، ويخلق حالة من الارتياحية في التعامل، فأنت عندما تكون رئيس عمل، ويدخل عليك أحد مرؤوسيك، وهو في حالة توتر، ويجد الابتسامة على وجهك، يشعر بالأمان، وتبث له طاقة إيجابية، تجعله يسعى لإرضائك، وكسب ودك، ولاسيما لو كنت تملك شخصية قوية، وحضور أخاذ، وقُدرة على اتخاذ القرار، وصاحب موقف، فهنا ابتسامتك ستزيد من جاذبيتك، وتُضفي عليك وقارًا وجمالاً من نوع آخر.
فالإنسان بطبيعته، لا يحتاج من الغير أكثر من ابتسامة جميلة، تجعله يرى الحياة مُشرقة، فالزوج أقصى أحلامه أن يجد زوجته تُقدم له وجبة الإفطار وهي مُبتسمة في وجهه، والطفل يسعد بابتسامة والدته له، وهي تُعد له احتياجاته، ومن يعود من عمله، يتمنى أن يجد مَنْ في انتظاره في المنزل، يستقبلونه وعلى وجوههم ابتسامة بشوشة، تُعبر عن سعادتهم بوجوده.
فالابتسامة هي أبسط وأغلى شيء، يُمكن أن يُقدمه إنسان لإنسان، فهي غير مُكلفة على الإطلاق، بل على العكس، فهي تُضفي جمالاً وشبابًا ونضارةً لوجه صاحبها، وأذكر أن أحد الأشخاص المُخلصين، قال لي: "أنتِ لديكِ القُدرة على الابتسامة، حتى وأنتِ حزينة"، فسألته: "وكيف تكتشفون حزني؟"، فقال: "وجهكِ يبتسم، وعينيكِ تكون حزينة". ثم استطرد قائلاً: "وهذا يعني أنكِ إنسانة قوية جدًا؛ لأنكِ تأتِ بعاطفتين مُتناقضتين في ذات الوقت". وحينها أدركت أن ابتسامتي ليست ضعفًا أو تباسطًا، كما يتخيلها البعض، بل هي رِقة وقُوة، وقُدرة على احتواء الغير.
فصدقوني، ابتسامة واحدة تكفي لكي تبُث الأمل في الوجود. 
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة