صور.. أبناء المداح "الرنان" آخر ما تبقى من نجوم التراث الشعبى بالصعيد.. رمضان: نستخدم أدوات والدى الفنية حتى الآن ونقدم "مسبعات" من تأليفه عن الحج والأعراس.. وشقيقه: كان من أوائل من أحيوا ليالى أوروبا والخليج

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019 04:10 م
صور.. أبناء المداح "الرنان" آخر ما تبقى من نجوم التراث الشعبى بالصعيد.. رمضان: نستخدم أدوات والدى الفنية حتى الآن ونقدم "مسبعات" من تأليفه عن الحج والأعراس.. وشقيقه: كان من أوائل من أحيوا ليالى أوروبا والخليج أبناء المداح الرنان
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى مشهد بديع وسحر جذاب للإنشاد الدينى الصوفى المميز فى جنوب صعيد مصر، أعاد أبناء المداح الشهير "عبد النبى الرنان" ابن مدينة إسنا وتلميذ المداح الكبير "أحمد برين" نجوم التراث القديم بجنوب الصعيد، ونجح أبناء الرنان فى إعادة تراثه للأهالى وهم يتمايلون بالذكر الصوفى الليثى على أناشيدهم وقصائدهم فى مختلف القضايا والحياة اليومية بالموالد والليالى الدينية المتنوعة بمدينة اسنا ومدن وقرى محافظة الأقصر وجنوب الصعيد، بل وتصل حفلاتهم لدول أوروبا من عشق الأجانب والمصريين المقيمين بالخارج لهذا التراث الساحر التاريخى وتنظيم عروض لهم فى مختلف دول العالم مؤخراً.

 أبناء المداح الرنان (1)

وفى هذا الصدد يقول رمضان الرنان ابن الشيخ عبد النبى الرنان، أن والده مواليد 5 يناير عام 1950 وتوفير فى 2019، وأبناؤه هم كل من "خميس – رمضان – محمود – أشرف – علاء"، مؤكداً أنه وشقيقاه محمود وخميس قرروا العمل فى الإنشاد بعد مفارقة والدهم للحياة لاستكمال مسيرته التاريخية فى الإنشاد الدينى بالأقصر وجنوب الصعيد، حيث أن والدهم كان يعمل مع الشيخ أحمد برين فقد كان يغنى فى الجيش خلال الخدمة العسكرية، وبعد ذلك قرر احتراف الإنشاد والمديح وأحبه جميع الأهالى من جيرانه وهم من أطلقوا عليه وعلى والده اسم "الرنان" لعذوبة صوته وإصداره رنة فى المديح والإنشاد الدينى.

 أبناء المداح الرنان (2)

وأضاف رمضان الرنان لـ"اليوم السابع"، أنه من شدة حب قائده فى الخدمة العسكرية قرر أن يتركه للحصول على إجازات كثيرة لإحياء الحفلات التى كان ينظمها فى الإنشاد الدينى بحب الله وحب رسول الله، وأول بلد عمل بها وأنشد داخلها كانت ترعة ناصر بمدينة اسنا فى المولد النبوى الشريف، وظل عدة سنوات يقيم الليالى الدينية والمديح فى المولد النبوى والليالى الدينية فى الأقصر وفى مولد سيدنا الحسين والسيدة زينب، ونظمت له حفلات دينية ومديح فى مختلف دول العالم حيث أنشد فى لندن وفرنسا والسويد وغيرها من دول أوروبا، فهو ظل ينشد بالتراث القديم ولم يجدد كما يحدث فى الفرق الإنشادية حالياً فكل فرقته كانت عبارة عن "دف وطار وغاب وباز نحاس"، وكان يعشق سماع صوته وأناشيده الأجانب الذين قرروا استضافته لتنظيم ليالى احتفالية فى بلادهم.

 أبناء المداح الرنان (3)

وقال ابن الشيخ عبد النبى الرنان، أنه بدأ فى مسيرته بالمديح مع والده منذ كان فى الصف الابتدائى مع شقيقه محمود، حيث أن والدهم علمهم كافة أصول وفنون المهنة حتى سافر للخارج خلال الفترة الماضية كما حدث مع والده، فقد شارك فى حفلات وليالى دينية بلندن وفرنسا والمغرب وتركيا والنمسا، قائلاً: "أنا قاعد على التراث القديم لوالدى ولم ندخل أية آلات جديدة من مستحدثات العصر الحالى فى المديح والإنشاد، وهذا النوع يعشقه الجميع، فوالدى شارك فى بداياته مع الشيخ أحمد برين وبعدها انفصل ليصبح يقيم حفلاته بمفرده".

 أبناء المداح الرنان (4)

وعن نوعية الليالى الدينية التى يقدمونها فى المناسبات الدينية والموالد، يقول رمضان الرنان أنه يدخلون فى الليلة الاحتفالية بلفظ الجلالة "لا إله إلا الله" ثم الذكر الليثى التراثى الذى لا يعرفه الكثيرون من أهل الوجه البحرى، ومسبعات الشيخ عبد النبى الرنان وهى نوع فنى من تأليفه ينشد فيها عن طقوس الحج ومنها "عرفات – الكعبة – مني" وكل تفاصيل موسم الحج، وفى الأفراح والأعراس يقوم بتحية العريس على طريقته الخاصة وأهل البلد ويتحدث عن الصداقة والمحبة وخيانة الصديق وغيرها من الأدوار الفنية على حسب البلد، ونحن نقوم حالياً بالمضى على مسيرته بتأليف أدوار فنية إنشادية عن الأطباء وعن ليالى الأفراح وخلافه.

 أبناء المداح الرنان (7)

أما خميس الرنان الابن الثانى للمداح الاسناوى عبد النبى الرنان، فيقول أنهم يقدمون أناشيد وقصائد مديح من تاريخ الطريقة السعدية لسيدى أحمد السعدى ويقدمون "الذكر الليثى" الذى يتمايل فيه الصفين من المحبين ويصدرون صوت يشبه "فحيح الثعبان"، مؤكداً أنهم يستخدمون فى الليالى الدينية الساهرة لإحياء الموالد والمناسبات فى قرى ونجوع اسنا والأقصر ومحافظات الصعيد نفس الأدوات القديمة التراثية التى يعشقها الجمهور وورثوها عن والدهم، وأبرز آلة اخترعها والده وهى تشبه الطبلة عبارة عن سلطانية من الألومنيوم تم شد عليها جلد لتصدر صوت يميز مديح وأناشيد والده "عبد النبى الرنان" وظلت تميزه حتى وفاته وورثوها عنه لإحيائها بجانب الغاب والطار والدف من الأدوات التراثية القديمة.

وأضاف خميس الرنان لـ"اليوم السابع"، أن اسم والده الحقيقى هو "عبد النبى عبد العال محمدين" واشتهر بلقب "الرنان" لوجود رنة ربانية فى صوته، وظهر من بين نجوم المديح فى الصعيد بعد تلقى فنونه على يد المداح الشهير "أحمد برين"، مؤكداً أن المداح عبد النبى الرنان ولد فى 1950 بقرية الدير فى مدينة اسنا وهى نفس قرية أستاذه الشيخ أحمد برين، وتعلم كافة فنون المديح وفن "الكف الصعيدي" وبعدما ذاع صيته فى مصر بإحياء كبرى الليالى المميزة فى الوجه البحرى والقبلى، كان من أوائل المداحين الذين سافروا لإحياء حفلات فى الدول الأوروبية والإفريقية والعربية المختلفة، ومنها دول المغرب وأمريكا وفرنسا وبريطانيا ودول الخليج العربى.

 أبناء المداح الرنان (8)

وأوضح ابن الشيخ عبد النبى الرنان، أن والده فى نهاية حياته أصيب بمرض السكر وهو ما تسبب فى بتر ساقه‏ ولكنه لم يتوقف عن المديح وإحياء الليالى والموالد الكبرى بمحافظات مصر، حيث أحيى مولد سيدى أبو الحجاج الأقصرى، ‏ ومولد سيدى أبو الحسن الشاذلى، ‏ والمولد النبوى بمختلف قرى ونجوع الصعيد، حتى توفى فى عام 2009‏، موضحاً أنهم ورثوا تلك المهنة العظيمة من والدهم وأحيوا مؤخراً واحدة من أكبر المولد فى مدينة اسنا وهى مولد "الشيخ سلطان عبد الجليل" والذى يحتفل به أهالى 4 قرى باسنا وهى قرى "المساوية والقريا والنمسا والقرية"، حيث أقام الأهالى واحدة من أكبر سرادق الاحتفالات وشارك فى المديح والذكر الليثى والتماثيل على أناشيدهم وقصائدهم المميزة المعشوقة للجمهور الصعيدى.

 أبناء المداح الرنان (5)

وعن فكرة "الذكر الليثي" الشهير الذى يتم تقديمه فى الليالى الصوفية الدينية المميزة بقرى الصعيد، يؤكد خميس الرنان، أنه يتم تنظيم المحبين والحضور لصفين ويمسك أحد أعضاء الفرقة الطبلة الصغيرة الشهيرة برنتها، ويصدح الجميع بصوت قوى يشبه فحيح الثعابين وتعتبر تلك الرقصة من الدخلات المميزة لهم خلال الموالد والاحتفالات المختلفة، وبعدها يدخلون فى مقدمة لفظ الجلالة والتوحيد ثم ينطلقون فى قصائدهم المميزة وتراث والدهم وكبار مداحين الصعيد ومنهم:- "أحمد برين – عبد العال البنجاوى – ياسين التهامى – أمين الدشناوى – العربى فرحان – الشيخ العطوانى – التوني"، مؤكداً أن الصفين من الأهالى والذين يطلق عليهم "الذكيرة" ينفذون حركات الذكر مع الأناشيد بطريقة معينة وهى أن يجلس صف منهم نصف جلسة والثانى يقفز قفزة بسيطة ليدب الأرض بقديمه ويخرجون أصوات من أعماق صدورهم لينفذوا حركات الذكر الليثى فى أبهى صورها.

 أبناء المداح الرنان (6)

ومن أبرز قصائدهم التى يعشقها الجمهور يقول ابن المداح عبد النبى الرنان أنه توجد مقاطع لها وقع خاص فى قلوب المحبين ومنها:- "شايفك يا زمان على الشمال أروح لك تلف يمين.. صبرت ع الوعد لما رب العباد يمنّ.. غير مولاى أتضرع واقول يا مين)، و"الله موجود رزق مليون مية واحد.. وقعت ما دريت قالوا الناس ما توحّد.. سمعنا موال بنقوله فى دور واحد.. وكل واحد على الدنيا ياخد له يومين"، "كم جميل كم جميل ياللى بصلى كم جميل".. و"لأجل النبى محلى الوصال جنب النبي".

 
 أبناء المداح الرنان (9)
 
 أبناء المداح الرنان (10)
 
 أبناء المداح الرنان (11)
 






مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة