هناك طريقتان للنظر إلى العالم ، والمحيط الذى نعيش فيه ، الأولى نظرة الإنسان الإيجابى الواعى كونه المسئول الأوحد عن تصرفاته وما يحدث له أو منه ، والثانية نظرة ذلك المتسم بالسلبية والخبث فإذا كنت من أصحاب الطريقة الأولى فسترى العالم بمنظور الخير والإحسان وتصير أكثر تفاؤلا حيال ذاتك ومحيطك وان كنت ممن يتبنى النظرة المتسمة بالسلبية او الخبث فلن ترى سوى الظلم والمشكلات فى كل مكان وسترى المحاذير والحدود والقيود وعدم الانصاف فى كل ما تقابله وتتعامل معه بدلا من رؤية العدل والامل والفرص.
والأسوأ من ذلك ستمضى وقتك كله وعمرك كله فى القاء اللوم على الاشخاص والمؤسسات وانتقاد وتصيد أخطاء المشغولين بالعمل والعطاء أى ستصبح آلة هدم لا بناء وتثبيط لا تحفيز وعاطلا لا فاعلا فما لم تزد وتضيف الى الحياة ستكون انت زائدا عليها ومضافاً يعنى بالبلدى ستكون ( لا منك ولا كفاية شرك ). هذا الكلام المختصر نتيجة دراسات نفسية واجتماعية يمكن الاطناب فى عناصرها لتصبح مجلدا ضخما فى علم النجاح ، فلينظر كل منا إلى نفسه حين يختلى بها من أى الفريقين هو ؟ وعليه إن كان أمينا أن يسارع بالرجوع الى الحق وهو الايجابية إن وجد نفسه فى الشق الناقد اللوام المتصيد لأخطاء الشغالين والذين إذا اشتغل هو مثلهم فسوف يجد أنه يخطئ مرات كثيرة قبل أن يصيب مرة واحدة، ولنعلم جميعا أن وسائل التواصل الحديثة تغذى فى معظمنا انفعالات الغضب والحنق والحقد على الغير ، والشره وتمنى كل ما ليس بأيدينا وان لم نكن فى حاجة اليه وستعماله وبالتالى تستنفد طاقاتنا فى امور سلبية لا تحدث تطويرا لحالنا اللهم الا الى الأسوأ بينما بامكاننا صرف هذه الطاقات المهدرة فى انفعالات ايجابية تشعرنا بالسعادة والرضا وتهيئ لنا مناخا طيبا لتعمير دنيانا وآخرتنا ، لقد ميز الله الانسان بالعقل وهو مناط التكليف والحساب ، فمن لا عقل له لا تكليف عليه ولا حساب له ، والفرق بين السلوك القويم الصالح الذى نثاب عليه وينفعنا فى الحياتين والسلوك المعوج الفاسد الذى نؤاخذ بسببه ويضرنا فى الحياتين هو الفرق بين استجاباتنا للحدث الواحد ، فقد يتعرض شخصان فى وقتين مختلفين لحدث يؤدى الى الغضب واثارة شهوة الانتقام فيبادر أحدهما بإخراج مسدسه واطلاق رصاصه فى بطن الغريم بينما يتمهل الآخر عدة دقائق يراجع ما فعله وجعل غريمه يستثير غضبه وهل لغريمه الحق فيما فعل او ان اللائمة تقع عليه هو انه لم يقم بتوضيح الامر جيدا لغريمه ولم يتلطف بداية معه ليفهم وجهة نظره ، وبعد دقائق يجد نفسه يعتذر لصاحبه ويعانق كل منهما الآخر ويتفرقا متصافيان ، فما بين الحدث والاستجابة دائما يكون الوقت للتفكير وبناءا على هذا التفكير ستكون نتيجة السلوك ، فلماذا يتسرع معظمنا ويقفز الى نتائج قد تكون وخيمة بدون اعطاء الفرصة والوقت اللازم للتفكير الذى يميزنا عن باقى خلق الله ممن لا عقل لهم حتى لا نكون مثلهم بل أضل منهم !!!
صباح الخير لكل أحبابى الذين يفكرون قبل أن يتصرفون ويمضغون الكلام ويتذوقوه قبل أن يقولوه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة