"اليوم السابع" يحاور مدرب الغطس المصرى الوحيد المشارك فى أول غطسة لسيدة على كرسى متحرك.. الصورة منذ 2013 وكانت من فيلم وثائقى.. حفرت اسم مصر فى منظمة TED العالمية.. و"ناسا" دعتها لتجربة "بدلة الفضاء"

الأحد، 22 ديسمبر 2019 04:48 م
"اليوم السابع" يحاور مدرب الغطس المصرى الوحيد المشارك فى أول غطسة لسيدة على كرسى متحرك.. الصورة منذ 2013 وكانت من فيلم وثائقى.. حفرت اسم مصر فى منظمة TED العالمية.. و"ناسا" دعتها لتجربة "بدلة الفضاء" تامر مع السيدة أثناء الغطس
كتبت شيماء سمير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عمره فى المهنة يفوق الـ 9000 غطسة، إلا أن صورته وهو يحمل على ظهره كرسيا متحركا تجلس عليه سيدة قعيدة لتقوم بغطسة فى أعماق البحر الأحمر انتشرت مؤخرًا، وكان حبه للتعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم سببًا كافيًا للقيام بهذا المشروع المتعلق بالصورة التى تم تبادلها على مواقع التواصل الاجتماعى بدرجة كبيرة، إنه مدرب الغطس تامر سالمان المصرى الوحيد ضمن مجموعة من الأجانب ممن قاموا بهذا المشروع، والذى خص اليوم السابع بتفاصيل تلك الصورة والغطسة التى يبلغ عمرها 6 سنوات تقريبًا.

الفريق أثناء الغطس
الفريق أثناء الغطس

تعود قصة هذه الصورة لسنوات طويلة، حيث كانت السيدة Sue Austin تسير على قدميها بشكل طبيعى، وجاءت إلى البحر الأحمر وحصلت على العديد من "كورسات" الغطس، ودارت البحر الأحمر أكثر من مرة قبل إصابتها بمرض جينى يستهدف العضلات والأعصاب، ويؤدى إلى الإصابة بالإعاقة الحركية، وكان هذا هو السبب فى توقفها عن ممارسة الغطس الذى تحبه.

أول غطسة لسيدة بالكرسى المتحرك
أول غطسة لسيدة بالكرسى المتحرك

ساعدتها خبرتها نتيجة للدورات التدريبية التى حصلت عليها فى الماضى على تحقيق حلمها بتكرار الأمر رغم جلوسها على كرسى متحرك، فبعد فترة من تقبل حالتها المرضية ومحاولة التعايش معها قررت تحدى الإعاقة بعمل شيء طالما أحبته وهو الغطس.

بعد الوصول لقاع البحر
بعد الوصول لقاع البحر

كونت Sue فريق مع أعز أصدقائها الغواصين المحترفين، وقاموا باختراع كرسى متحرك مناسب للغطس، وبعد تجارب عديدة فى حمامات السباحة والبحيرات الإنجليزية الباردة، بدأت اخبارها تنتشر فى انجلترا الأمر الذى ساهم فى تبنى مشروعها من منظمات عديدة ودعمها للتجربة فى البحر.

تامر سالمان والسيدة Sue Austin
تامر سالمان والسيدة Sue Austin

تلقت السيدة عروضا كثيرة من مناطق غطس فى دول عديدة، ولكنها أصرت علي خوض التجربة فى البحر الأحمر وشرم الشيخ تحديدًا، لأنها من أجمل مواقع الغطس فى العالم ومن أصعب غطسات البحر الأحمر لصغر مسافتها وتعدد التيارات المائية القوية فيها، وتم اختيار المدرب تامر سالمان لتنفيذ هذه التجارب مع فريقها وزميلة انجليزية تعمل معه قال عنها: "هى من أساتذتى الذين تعلمت على يديهم الدقة فى كل عمل أقوم به، وخططنا معًا كل التجارب"، وكان ذلك منذ عام 2011.

تامر سالمان والسيدة أسفل مياه البحر
تامر سالمان والسيدة أسفل مياه البحر

الاهتمام بالسيدة Sue Austin بشكل مباشر وتأمينها أثناء الغطس كانت مهمة تامر، ونتيجة للثقة التامة منها وفريقها تم الاعتماد الكامل عليهم فى تنفيذ مشروعها الذى أرادت من خلاله توثيق هذا الاختراع والفكرة من خلال تصويره لإثبات قدرتها على تحدى الإعاقة، وبالفعل تم اعتمادها من قِبَل اللجنة العليا الأولمبية لتصوير فيلم وثائقى قصير عرض فى دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012.

وبحديث تامر عن الخطورة التى يمكن أن تكون موجودة على حياة السيدة أثناء الغطس قال إن هذه الصور جزء من Data تتجاوز 50 جيجا، وتم التدريب على هذه الغطسة لمدة عامين قبل التصوير، لذا فكل خطوة محسوبة تمامًا، وتم اختيار الشركة لى لأننى المسؤول عن ملف ذوى الاحتياجات الخاصة فى الغطس بها، والخطوات محسوبة بشكل دقيق للغاية قبل التنفيذ، وهذا المشروع مثله كمثل أعمق غطسة فى التاريخ التى قام بها كابتن أحمد جبر والتى تحدت كل قوانين الكيمياء والفيزياء وبيولوجيا الجسد، وفى مشروعى مع السيدة Sue كان الهدف منها أن تصبح أول سيدة تقوم بغطسة على كرسى متحرك.

تامر مع السيدة أثناء الغطس
تامر مع السيدة أثناء الغطس

أما عن الصعوبات التى واجهها خلال المشروع قال إن هذه السيدة تعذبت كثيرًا فكانت بداية المشروع فى شهر فبراير، وكان الجو بارد جدًا، وهى ترتدى فستانا أسفل الماء، وكنا عندما نخرج من البحر نحاول تدفئتها بالماء الساخن، والمشروع كان يقوم عليه عدد كبير من أساتذتى من مدربى الغطس الذين تبلغ عدد سنوات عملهم فى مجال التدريب 22 عامًا.

وأضاف أنه كان يعانى من شرخ بالقدم وتهتك فى العضلات وتمزق فى الأربطة بسبب الإجهاد والأحمال أثناء قيامه بالمشروع، ولكن الله منحه القوة اللازمة لمساعدة تلك السيدة التى لم تكن لتتمكن من القيام بالأمر من دونه، وهذا ليس له علاقة بالمقابل المادى لأنه لم يحصل سوى على راتبه الطبيعى من شركته التى يعمل بها، بل أنه أنفق الكثير من المال لإتمام الأمر، حيث تعرضت معدات الغطس الخاصة به للكسر، ولكنه قام بالأمر لوجه الله أولًا ومن أجل تاريخه المهنى فى المقام الثانى.

تامر والسيدة صاحبة أول غطسة بالكرسى المتحرك
تامر والسيدة صاحبة أول غطسة بالكرسى المتحرك

قصص إنسانية عديدها عاصرها تامر سلمان، وكان أبرزها شاب يعانى من نفس المرض الذى أصيبت به تلك السيدة، ولكنه كان فى مراحل متقدمة عن ذلك، فلم يكن قادرًا على تحريك أى عضو فى جسده سوى تحريك وجهه 45 درجة فقط، ووصف الأطباء حالته الصحية بأنه يعيش آخر شهور حياته، وكانت إحدى أمنياته هى الغطس، وكان الشاب يتمتع بعشق للحياة وصفها تامر قائلًا: "حسسنى إن أنا اللى معوق"، وبالفعل ساعده على القيام بذلك الأمر الذى دفع منظمة الغطس لذوى الاحتياجات الخاصة الدولية ترسل له جواب شكر على جهوده، وعن رد فعل الشاب بعدها قال: "الولد حضنى وقالى أنت حققتلى أكتر حاجة اتمنتها فى قائمة أمنياتى قبل ما أموت اللى ممكن يكون قريب".

تامر يحمل السيدة على ظهره
تامر يحمل السيدة على ظهره

وعن شعوره بعد انتشار الصور وردود الفعل عليها بعد نحو 6 سنوات قال: "أنا لحد الآن مش عارف إيه اللى بيحصل.. الموضوع بالنسبالى كان بسيط جدًا لما قناة شرم الشيخ طلبت منى الصورة عشان عاوزين يحطوا الشخصيات اللى هم شايفين إنها أضافت حاجة للمجتمع فى شرم الشيخ ومكنتش متوقع رد الفعل دا خالص، وفوجئت خلال اليومين اللى فاتوا قنوات وصحفيين بيكلمونى والدنيا أتلقبت فجأة".

يستطرد "الحمد لله دلوقتى حاسس إن ربنا بيكافئنى، لأن فى وقت ما عملت الكلام دا فى 2013 مكانش فيه صدى إعلامى محلى رغم القنوات اللى جت من هولندا تصور معايا، والست لفت العالم بالمشروع وحطيت اسم شركتى وبلدى واسمى فى منظمة TED العالمية فى أمريكا و NASA كمان عملولها دعوة خاصة إنها تجرب بدلة الفضاء بسبب المشروع بتاعها معانا، وكنت حاسس بالأسف عشان مفيش أى صدى فى بلدى، بس أنا قررت احتفظ بالموضوع لنفسى ونفذت حاجة أقدر على الأقل أسيبها لأبنى يبقى فخور بيها فى المستقبل واعتبرتها ذكاة عن صحتى، ودلوقتى فرحان أوى".

فرحة السيدة أثناء الغطس
فرحة السيدة أثناء الغطس
قبل النزول إلى البحر
قبل النزول إلى البحر
مشروع أول سيدة تغطس بالكرسى المتحرك
مشروع أول سيدة تغطس بالكرسى المتحرك









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة