أعاد اكتشاف بقايا معبد رومانى فى أوستيا بإيطاليا، يعود إلى 1600 عام، النظر والتفكير حول العلاقات التى تربط بين الحضارة المصرية القديمة والحضارة الرومانية، خاصة أن المعبد اكتشف فيه مقبض عاجى من الحضارة المصرية القديمة، يرجع استخدامه كأداة طقسية ويبدو أن المقبض بمثابة جسر بين أتباع ميتراس وأولاد إيزيس، حسبما ذكر موقع ( لايف ساينس).
والمعروف أن روما احتلت مصر ( 30 قبل الميلاد) وتعد تلك الفترة أهم فترة انتقالية لمصر من الحضارة القديمة إلى حضارة القرون الوسطى، والتى بدورها أثرت فى مختلف مظاهر الحضارة المصرية فى ظل الحكم الرومانى، وبالتالى لا نزال نعثر على الآثار الرومانية فى مصر بالإسكندرية، ولكن ماذا عن تأثر الرومان بالحضارة المصرية القديمة.
صورة مصممة للمعبد القديم
بقايا المعبد الدينى
تأثر الرومان بـ "أزيس"
وبالعودة إلى الاكتشاف السابق، سوف نرى تأثر الرومان بمصر ظهر بشكل أو بآخر مثلا فى المعبودة " إيزيس" الإلهة المصرية فقد كانت كل شعوب البحر الأبيض المتوسط تعرف كيف مات زوجها العظيم (أوزوريس) وكيف قام بعدئذ من بين الموتى، وكان يُحتفل بهذا البعث السعيد فى كل مدينة كبيرة قائمة على شواطئ هذا البحر التاريخى، وكان عباده المبتهجون ينادون "لقد وجدنا أوزريس من جديد وكانوا يرمزون إلى إيزيس بصور وتماثيل تحمل بين ذراعيها حورس ابنها الإلهى".
انتشر دين إيزيس من مصر إلى بلاد اليونان فى القرن الرابع قبل الميلاد، ثم انتشر إلى صقلية فى القرن الثالث، وإلى إيطاليا فى القرن الثانى، ثم انتشر بعدئذ فى جميع أجزاء الإمبراطورية، عثر على صورها المقدّسة على ضفاف نهرى الدانوب والسين، وكُشف عن آثار معبد لها فى لندن.
ايزيس
تأثر الرومان بالعمارة المصرية القديمة
ومن الملاحظ أيضا، أن الرومان تأثروا بمصر القديمة من خلال العمارة، فعندما كانت مصر تحت الحكم الرومانى تخلت عن الخرسانة والطوب واستخدمت الأحجار وذلك لعدم توافر الخرسانة، ولذا تأثر بالمعابد المصرية القديمة الشامخة.
وبالتواصل مع الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار الفرعونية بكلية الآثار جامعة القاهرة، حول اكتشاف مقبض مصرى قديم يرمز إلى "إيزس" فى بقايا معبد رومانى قديم بإيطاليا، قال إن مصر القديمة لديها علاقات قوية مع العديد من الدول المجاورة ودول البحر المتوسط ومنطقة الشرق الأدنى القديم "أفريقيا"، ولذا ليس بغريب اكتشاف مقبض مصرى بإيطاليا.
وأوضح أحمد بدران، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن إيزيس المصرية زوجة اوزوريس الرب القديم فى الديانة المصرية القديمة، فهو علم المصريين الزراعة والخير ثم انتقل الى عالم الآخر ليكن الرب الراعى للموت فى العالم الآخر، ونحن نعلم جهود المعبودة إيزيس فى جمع رفات زوجها أزوريس وإعادة إحيائه مرة ثانية وإنجابها لـ حورس.
وأضاف أحمد بدران، أن إيزيس أصبحت ترمز إلى الوفاء والأمومة، والرعاية، لذا تخطط عبادتها وشهرتها الحدود المصرية ووصلت إلى منطقة البحر المتوسط، ولذلك عثر على العديد من المعابد الخاصة بها اليونان وجزيرة كريت وإيطاليا وغيرها من جذر البحر المتوسط.
وأكد أحمد بدران، أن المقبض المصرى القديم المكتشف فى معبد ميثراس يعد أمرا طبيعيا لوجود عبادة للإلهة ايزيس فى نفس المكان، مضيفا أن المقبض المصرى القديم المكتشف يبرز عمق العلاقة الوثيقة بين مصر القديمة ودول الجوار فمصر مؤثرة قديما وحديثا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة