خذوا تدينكم من نسائكم.. القديسات فى المسيحية و"وليات الله" فى الإسلام.. مريم المجدلية أخلص التلميذات.. "بربارة" التضحية من أجل المسيح.. رابعة العدوية الصوفية الأشهر وفاطمة النيسابورية أستاذة المتصوفين

السبت، 14 ديسمبر 2019 06:20 م
خذوا تدينكم من نسائكم.. القديسات فى المسيحية و"وليات الله" فى الإسلام.. مريم المجدلية أخلص التلميذات.. "بربارة" التضحية من أجل المسيح.. رابعة العدوية الصوفية الأشهر وفاطمة النيسابورية أستاذة المتصوفين
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول حديث شريف للنبى صلى الله عليه وسلم "خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء" يقصد السيدة عائشة، رضى الله عنها، وذلك يعكس دور المرأة فى تعليم الدين أو تأثرها بتعاليمه حتى تتحول إلى "أيقونة" يسعى إليها المؤمنون ليتعلموا وينالوا البركة أيضا، وقد ظهر هذا النوع من النساء فى المسيحية والإسلام، فنجد القديسات  اللواتى حفلت بسيرتهن الكتب المسيحة كما نجد "وليات الله الصالحات" والمتصوفات اللواتى كان لهن تأثيرا مباشرا على التدين الإسلامى.. ونستعرض معا بعضا منهن.
 

القديسة مريم المجدلية 

ولدت القديسة مريم المجدلية فى بلدة "مجدل" وهى واقعة غرب بحر الجليل، التقت بالسيد المسيح فآمنت به وتركت منزلها وصارت تخدم السيد المسيح وتلاميذه، وقد تبعت السيد المسيح فى الأيام الصعبة ورافقته حتى دار الولاية غير عابئة بما سيحدث لها، حتى عندما تنكر له تلاميذه وهربوا هى لم تهرب .

القديسة بربارة 

ولدت القديســة بربارة أوائل القرن الثالث الميلادى فى مدينة نيقوميديا على بحر مرمرة بتركيا من أب وثنى اسمديوسقورس من أشراف المدينة ومتعصّباً لوثنيته ويكره المسيحيين.
 
كانت بربارة جميلة جداً فقرّر والدها أن يُخفيها عن الأنظار فأسكنها فى قصر ذو أسوار عالية وعليه حراسة شديدة، ولكى لا يكون القصر سجناً فجعل فيه كل أنواع البهجة والمسرّات، وكانت لا تستطيع أن ترى المدينة إلاّ من غرفة واحدة ذات نافذتين من أعلى برج فى القصر.
 
ونظراً لذكاء ابنته الوحيدة، التى فقدت والدتها وهى صغيرة، رغب أن تكون ابنته على درجة عالية فى العلوم والثقافة، فأحضر لها أشهر الأساتذة، وكان أحدهم مسيحياً، فعلّمها الديانة المسيحية، بعد ذلك أرسلت رسالة إلى أوريجانس كبير أساتذة معهد الإسكندرية شرحت له أفكارها، فأعجبته وأرسل لها رسالة مع تلميذه فالنتيانس ليعلّمها ويُفسّر لها أسرار الدين المسيحى.
 
طلبت بربارة من خدّامها تحطيم الأصنام فى القصر، فخاف والدها من هذا التصرّف بأن تكون بربارة قد مالت إلى المسيحية، بعد تحطيمها أصنام القصر، فقرّر أن يمنع عنها الطعام جزاء لها، حاولت الهروب من القصر لكن والدها أعادها مرة أخرى ووضعها فى قبو مظلم.
 
أخذها والدها فى اليوم التالى إلى الوالى مركيانوس فغضب منها وأمر بسجنها وتعذيبها وكانوا يمشّطون جسدها بأمشاط حديدية ويضربونها بمخارز حديدية، فتمزّق جسدها وتفجّرت دماؤها وهى صابرة وصامتة، وأعادوها إلى زنزانتها فظهر لها السيد المسيح وشفاها من جراحها، وفى الصباح لما رآها الحاكم بأن جراحها قد شفيت قال لها: إن الآلهة قد شفتك وضمّدت جراحك. فأجابته: إن الذى شفانى هو يسوع المسيح. فغضب الحاكم وأمر بقطع رأسها خارج المدينة وعندما وصلت إلى الجبل جثت على الأرض وضمّت يديها إلى صدرها بشكل صليب وحنت هامتها، عندئذ طلب والدها أن يقتل ابنته بيده فسُمِحَ له، فتناول الفأس وضرب به عنقها.
 
عاد والدها إلى البيت وفأسه بيده تقطر من دم ابنته وقبل وصوله إلى أبواب المدينة انقضّت عليه صاعقة فأحرقته. كان ذلك عام 235 م.
 

القديسة مارينا المعظمة 

عاشت فى زمن الإمبراطور كلوديوس فى حدود العام 270 م، أصلها من أنطاكية بيسيدية وهى ابنة أحد كهنة الأوثان، المدعوّ أيديسيموس. رقدت والدتها وهى فى الثّانية عشرة فكلّفت مربّية تقيم فى الريف بأمرها. 
 
عاشرت المسيحيّين فالتهب قلبها بالإيمان. فلمّا بلغت الخامسة عشرة ملكتها محبّة. فقامت بالمجاهرة بمسيحيّتها وذمّ الأصنام، ما أثار أباها فحرمها الميراث.
 
وذات يوم مر حاكم آسيا، المدعوّ أوليبريوس، فى طريقه إلى أنطاكية، فالتقى القدّيسة ترعى القطعان مع نساء أخريات من القرية، أُخذ الحاكم بطلعتها فأمر رجاله بأن يحضروها إليه ليتّخذها زوجة، فلمّا بلغوا القصر سألها مَن تكون فأجابت بلهجة واثقة: "اسمى مارينا وأنا ابنة أبوَين حرّين من بيسيديا لكنّى خادمة يسوع المسيح".
 
غضب الحاكم من جوابها فأمر بسجنها، وحاول أوليبريوس إقناعها بالحسنى صوناً لفتوّتها وجمالها، لكنّها أجابت "كلّ جمال جسدى يذوى فيما تجمّل العذابات، من أجل اسم المسيح".
 
اغتاظ الحاكم فأمر بمدّها على الأرض وضربها بالسياط المشوّكة وبخدش لحمانها بأظافر حديديّة. بنتيجة ذلك سال دم القدّيسة وصبغ الأرض. لكنْ لم تخرج من فمها صرخة ألم ولا اضطربت نفسها وكأنّ آخر يكابد عنها.
 
فى الصباح، مثلت من جديد أمام الحاكم. فلمّا أبدت تصميماً أشدّ من قبل، أمر أوليبريوس بخنقها فى الماء لتختنق لكن ذلك لم يمتها فاغتاظ الحاكم وأمر بقطع رأسها.
 

القديسة لوسى 

ولدت فى صقلیة فى نهاية القرن الثالث المیلادى وكان والداھا يعتنقان الدين المسیحى. واتفق الكثيرون من المواقع المسيحية على أن القديسة "لوسى" نشأت فى بيئة متدينة، مات والدھا وھى فى السادسة من عمرھا أما والدتھا أوتیكا فلما رأتھا كبرت اختارت لھا عریسا لكنه "وثنى" ولما علمت لوسیا بالأمر طلبت من والدتھا أن تؤجل الأمر وتدعھا تخدمھا وعندما علم الشاب الوثنى كان یلح فى طلبھا لیعرف سبب التأجیل وكانت "لوسى" تصلى لیلا ونھارا وتدعو الرب أن ینقذھا من ھذه التجربة وبعد زمن أصاب والدتھا نزیف وبقیت ھكذا لمدة 4 سنوات، وفى ذلك الوقت شاع خبر معجزات القدیسة أجاثى فى مدینة كاتانى وكان حتى الوثنیون یلجأون إلیھا لینالوا الشفاء فذھبت "لوسى" إلى ھناك وترجت أن تنال والدتھا الشفاء وما إن وصلتا إلى قبر القديسة "أجاثى" حتى صلیتا وكانت لوسیا قد أعیت من تعب الطریق وغلبھا النعاس وللوقت ظھرت لھا فى الحلم القدیسة أجاثى فى صحبة زمرة من الملائكة وقالت لھا: یا لوسى، أختى العزیزة، لماذا تطلبین منى ما یمكن أن تطلبینه من الله؟
 
فاستیقظت "لوسى" من غفوتھا وقالت لأمھا: اشكرى الله یا أمى لأنه أعطاكى الشفاء من السقم وفى الحال قامتا وشكرتا الرب وأقامتا صلاة لمدح القدیسة أجاثى، وفى أثناء ذلك جثت لوسى على قدمى أمھا و قالت: یا أمى أتوسل إلیك باسم الرب الذى شفاك، وأنا قد نذرت له نفسى وخصصت له بتولیتى وأسالك أن تدعینى أعبده وأخدمك بقیة حیاتى، وافقت الأم وأسالك أن تھبینى ما كنت قد أعددته لزواجى بالشاب الوثنى لكى أنفقه كله فى سبیل الخیر وأتصدق به على المساكین.
 
وبالفعل باعا كل ما یملكان وأعطيا المال للفقراء فعرف الشاب الوثنى ما فعلاه ومضى إلى الحاكم بسكاسیوس فقبض على "لوسى" وأمرھا بعبادة الأوثان.
 
ولما رفضت أمر الحاكم أن یأخذھا إلى بیت الخطیة، و كان یمدح جمال عینیھا، فرفعت "لوسى" یدیھا إلى السماء مستغیثة، ثم اقتلعت عینیھا وألقتھما فى وجه الحاكم وحینئذ ظھر لھا السید المسیح وجعلھا تثبت فى مكانھا حتى عجز الجنود عن أن یزحزحوھا منه فربطوھا بالحبال واخذوا یشدونھا من مكانھا حتى خارت قواھم، أما الحاكم فاشتد غضبه وأمر بحرقھا وھى فى مكانھا لكن النار لم تؤثر فيها، فأمر الحاكم بضربھا بالسیف، فضربھا أحدھم لكنھا لم تكن كافیة لنزع رأسھا فنقلھا المؤمنون إلى بیت قریب وهناك فارقت روحها فى سلام.


الأم تريزا

ولدت الأم تريزا فى 27 أغسطس 1910، فى مدينة سكوبى فى دولة مقدونيا، كان أبوها يعمل مقاول بناء، وكان اسمها "جونشى بوياخيو".
 
فى الثانية عشرة من عمرها قررت "جونشى" أن تصير راهبة، وذهبت إلى دير راهبات "أخوية لوريتو" بأيرلندا، حيث رسمت راهبة مبتدئة، وبعد عام أرسلت إلى دير تابع لتلك الرهبنة فى مدينة داريلينج بالقرب من كالكوتا فى الهند.
 
فى أحد الأيام من عام 1946، وهى مسافرة بالقطار إلى داريلينج، شاهدت رؤيا يبدو فيها الرب وهو يدعوها إلى "خدمته بين أفقر الفقراء" وفى عام 1948 غادرت الدير وذهبت إلى أحياء كلكوتا الفقيرة لإنشاء أول مدرسة لها. 
 فى كلكوتا حولت الأم تريزًا جزءًا من معبد كالى (إلهة الموت والدمار عند الهندوس) إلى منزل لرعاية المصابين بأمراض غير قابلة للشفاء والعناية بهم فى أيامهم الأخيرة، وتوالت بعد ذلك المؤسسات التى أنشأتها الأم تريزا، فأقامت "القلب النقى" و"مدينة السلام" (مجموعة من المنازل الصغيرة لإيواء المنبوذين من المصابين بأمراض معدية) ثم أنشأت أول مأوى للأيتام، وبازدياد المنتسبات إلى رهبنة "الإرسالية الخيرية"، راحت الأم تريزا تنشئ مئات البيوت المماثلة فى طول الهند وعرضها لرعاية الفقراء.
 
ومن أعمالها أنها استطاعت خلال الاجتياح الإسرائيلى للبنان عام 1982 أن توقف إطلاق النار لمدة معينة إلى أن تمكن رجال الدفاع المدنى من إنقاذ 37 طفلاً مريضًا كانوا محاصرين فى أحد المستشفيات.
 
عند تسلمها جائزة نوبل للسلام 1979 طلبت إلغاء العشاء التقليدى الذى تقيمه لجنة جائزة نوبل للفائزين، وطلبت أن تعطى المبلغ لتنفقه على إطعام 400 طفل هندى فقير طوال عام كامل.
 
لقد توسعت الإرسالية الخيرية التى أنشأتها الأم تريزا، وباتت تضم 570 مركزًا لخدمة المرضى والفقراء حول العالم إضافة إلى ما يزيد على مائة ألف متطوع يعملون كلهم فى مراكز تتولى العناية بمرضى الإيدز والبرص وسواها من الأمراض المعدية وغير القابلة للشفاء.
 
وإضافة إلى إطعام مئات الآلاف من الجائعين والعاجزين، ومراكز للرعاية الاجتماعية ومآوى الأيتام والمدارس، ولكن صحة الأم تريزا بدأت تتدهور منذ عام 1985، فى الخامس من شهر أيلول عام 1997 توفيت الأم تريزا منهية بذلك كفاحها من أجل حياة إنسانية


وليات الله الصالحات

هجيمة بنت حيي

هجيمة بنت حُيى الأوصابية الدمشقية والمعروفة بـ"أم الدرداء الصغرى"، نشأت يتيمة فى حجر أبى الدرداء ولما توفى خطيبها معاوية بن أبى سفيان فقالت "لا والله لا أتزوج فى الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله فى الجنة".
روت الكثير عن أبى الدرداء، وسلمان الفارسي، وفضاله أبى عبيد، وأبى هريرة، وكعب بن عاصم الأشعري، وروى عنها جبير بن نفير، وابن أخيها مهدى بن عبدالرحمن، ومولاها أبو عمران الأنصاري، ومسلم، وأبو داوود، والترمذي، وابن ماجه.


رابعة العدوية

اسمها رابعة بنت إسماعيل العدوية، تكنى بـ"أم الخير"، ولدت فى البصرة بالعراق عام 100 للهجرة، أنجب والداها أربع بنات، هى رابعهن، لذلك سميت برابعة. أما لقب العدوية، فقد لحق بها لانتمائها لقبيلة تدعى بنى عدوة.
 
يَتَمَت رابعة وهى لم تبلغ عشر سنوات، ثم ما لبثت الأم أن لحقت بالأب، كانت وأخواتها يعشن فى فقر مدقع، فعانين بعد وفاة الوالدين أكثر وأكثر، إذ ذكر المؤرخ فريد الدين عطار فى "تذكرة الأولياء"، أن أباهن لم يترك لهن سوى قاربا يقل الناس فى أحد أنهار البصرة بدراهم معدودة.
 
ضربت البصرة مجاعة بسبب الجفاف، أدت إلى مغادرة البيت رفقة أخواتها، حتى فرقت السبل بينهن، فصارت رابعة وحيدة متشردة تكافح المجاعة، التى أوجدت اللصوص فى البصرة وقطاع الطرق، فكان أن تعرضت ذات يوم للخطف، فبيعت بستة دراهم لتاجر أثقل عليها بالعمل.
 
 حدث فى يوم من الأيام أن ذهبت لقضاء حاجة لسيدها، فإذا بأحدهم يتبعها بنظرات تبطن الشر، ففزعت واختبأت ثم أخذت تناجى ربها أن يحفظها… هذا الحدث كان فارقا فى حياة رابعة العدوية.
 
يقول عبد الرحمن بدوى فى كتابه "شهيدة العشق الإلهى"، أن هذه اللحظة فى حياة رابعة يجب أن تعد نقطة التطور الحاسمة فى حياتها الروحية.
 

فاطمة النيسابورية

فَاطِمَة النيسابورية، أحد أعلام التصوف السني، كانت من قدماء نساء خراسان، قال عنها أبو عبد الرحمن السلمى أنّها: "من العارفات الكبار، لم يكن فى زمانها فى النِّسَاء مثلهَا" كما أثنى عليها أبو يزيد البسطامى وقال عنها "مَا رَأَيْت فِى عمرى إِلَّا رجلا وَامْرَأَة فالمرأة كَانَت فَاطِمَة النيسابورية مَا أخْبرتهَا عَن مقَام من المقامات إِلَّا وَكَانَ الْخَبَر لَهَا عيَانًا"، ووصفها ذو النون المصرى بأنها: "وليّة من أَوْلِيَاء الله عز وَجل وَهِى أستاذي". سكنت مكة وتُوفيت فيها سنة 223.

عائشة بنت أحمد

من مراكش فى المغرب (توفيت 1561) وما زال الناس يزورون قبرها للتبارك، أخذت علمها عن الشيخ محمد بن عبدالله الغزواني، أحد أقطاب الصوفية بالمغرب، وكان الناس يتحامون بحماها فلا يرد أحد شفاعتها لما يعلمون من بركتها وصدق أحوالها مع الله، وفقا للباحثة عزة جلال.
 

أسماء بنت أسد بن الفرات

من أشهر المحدثات الفقيهات وهى ابنة قاضٍ مشهور فى القيروان، علمها والدها أصول الدين وعلومه، كانت دائمًا ما تحضر الجلسات والمناظرات العلمية حتى اشتهرت بالحديث والحكمة وأصبحت من الرائدات فى المجال الديني.
 
قال الكاتب محمد خير يوسف مؤلف كتاب "فقيهات عالمات": "كانت أسماء القيروانية من النساء اللاتى زينهن الله بالعلم، وجملهن بالفقه فى دينه العظيم، فكانت من الأقمار التى زينت صفحة الزمان، ومن النجوم فى كبد السماء، ومن المنارات المشعة التى يُهتدى بهن، ومن الحصون المنيعة للعلم التى يُلجأ إليها، وكانت رحمها الله ممن ملأ الله قلبها نورًا وعقلها حكمةً وعلمًا، وذاع صيتها فى أقطار العالم الإسلامى كلها".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة