قرأت لك .. الرمز الصوفى.. ما الذى يريد المتصوفة قوله؟

الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 07:00 ص
قرأت لك .. الرمز الصوفى.. ما الذى يريد المتصوفة قوله؟ غلاف كتاب الرمز الصوفى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يملك أهل التصوف عالما خاصا، قائما على إعلاء القيم الروحية، وفى سبيل حفاظهم على هذا العالم يغلف  المتصوفة عالمهم برمز خاصة، وذلك ما يكشف عنه كتاب "الرمز الصوفى بين الإغراب بداهة والإغراب قصدا"، تأليف أسماء خوالدية، صادر عن منشورات ضفاف – دار الامان – منشورات الاختلاف.

ويقول الكتاب، لقد أنشأ الصوفي لغته الخاصة، لغة نمتها أحواله ومقاماته ومواجیده فكانت محرارا معبرا عن صحوه وسكره وعن غیبته وحضوره وعن كشفه وستره، وعلى العموم كان خطابه – على غموضه أحیانا وتعمیته أحیانا أخرى – ذا قدرة استقطابیة عالیة ما زادته محن بعض الصوفیة تنكیلا وتقتیلا وتحريقا إلا قدرة على قدرة، وما زاده الرمز إلا مغايرة تراوح فیھا الترمیز بین البداھة والتقصد، فكانت المضامین لا تنكشف إلا بمقدار ولا تبین إلا بأقدار وبین إغراب الرمز الصوفى بداھة وإغرابه قصدا تراوحت القراءات فھما وتأويلا وتدبرا كل بحسب أفقه وكفاءته.

واستتباعا لكل ما في العماء من إلغاز وإبھام وما في نزوع الصوفیة إلى الحق من خفايا وأسرار كانت الرموز الطلسمیة عبارة عن تجلیات إلھیة مرت الحقائق فیھا من حالة الانحجاب والكمون إلى حالة الانكشاف والظھور بصیغ لا يقف على معانیھا إلا الخواص من الصوفیة ممن يتحوطون في التعبیر ويضنون بالحقائق فیحجبون معارفھم بحجب الرمز فلا تبین إلا بأقدار تتفاوت بحسب استعدادات كل سالك مريد.

لقد بتر الصوفیة قاعدة التوافق بین الدال والمدلول فالدال قاصر بالضرورة عن الإحالة على المدلول، والمدلول قاصر بالضرورة عن التعبیر على المحتوى الذھني للتجربة، وبالتالى لا قدرة للغة على استكناه التجربة الصوفیة وھذا نراه نسفا للوظیفة التواصلیة واستحداثا للغة بديلة عمادھا الإشارة حرفا أو شكلا أو طلسما.

الرمز الصوفي
الرمز الصوفي

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة