القارئة خلود عاشور تكتب: القلق

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019 10:00 ص
القارئة خلود عاشور تكتب: القلق القلق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دعنا نضع أسلوب المقالية جانبًا، ونتحدث بشىء أشبه للود من الرسمية، ودعنا نُلحقه بثان وهو القلق.... دعنا ندع القلق .

صراحة لا أود أن يكون هذا معتاد فى حروفه، ولكن أريده شحنة دافعة لك لتخطي أكبر مُعرقلات الحياة، ومعتقلات الأمل، وهو القلق من القادم.

فلنبدأ بالقلق من المستقبل، وما من بشر إلا ومر به.

الخوف من المجهول، والتجهز له بكل ما أتينا من قوة طبيعة بشرية،  وفطرة فُطرنا عليها.

فكثير ما دعى القرآن الكريم للتجهز للمستقبل من عدة وعداد،  وكشف عن بعض الغيب 

منها مطلع سورة الروم 

حتى أن الصلاة والصوم والعبادات أعمال للمستقبل وهوان المصائب معتمد عليها، أو ليس الآخرة مستقبل؟ أو ليس العبادات تُهذب النفس، وتزيد القوة النفسية في التغلب على الصعب من القادم

العمل بكثرة وبقوة في الشباب، عملٌ للمستقبل، وخوفٌ من ضعف القوة مستقبلًا.

فالإنسان مهما كانت شخصيته وخصاله، ففيه جزء يخشى المستقبل ويعمل له، فتلك جبَلّة الإنسان، ولكن القلق من المستقبل، هو ما يجعله جحيم، والتخلص منه أهم من المستقبل ذاته.

ضع في ذهنك أن المستقبل معتمد تمام الاعتماد على الحاضر، على يومك هذا، على ساعتك تلك، على لحظتك هذا.

ضع في ذهنك أن لك رب مُدبر، وكفى ذهاب الهم والغم والقلق هذا، وكفى الحروف حروفٌ اشتملت على هذا، فالشر أيسر شىء،  والاستسلام أهون شىء، والتولي يوم الزحف (الاختبار) والفرار من الهام والاختبار بكل شى في الحياة من مبدأ وقيم أيسر فعلًا، من الثبات، ولكن تذكر أن الله هنا في العسير،  أن الله يدبر،  أن الله كتب مقادير البشر قبل خلق آدم بخمسين ألف سنة،  أن عند الله الجزاء الأوفى، أن الدعاء بقين يُغير قدرك،  أن الله أرحم بالأم من وليدها، أن عَبَراتك المترقرقت في عيناك ليست عليه هينة! هذا ليس كلام شيوخ معتاد- مع علو قدرهم بالطبع- ...... - ولكن قولنا بداية دعنا نتحدث بالود أقرب من الرسمية- فكلما تذكرت هذا زال قلقك من المجهول.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم-  فيما معناه- إن توكلنا على الله حق التوكل، فالله يرزقنا كما يَرزق الطير تروح خماصًا وتعود باطَّنًّا.

وتوكل على الله يعني أن تقوم بكل ما بيدك، وما تستطع القيام به، ثم تترك النتائج على رب العباد، وهنا نصل لنقطة إغلاق الدائرة، هو القيام بما في وسعك (هو الحاضر) وتترك النتائج (المستقبل) على رب العباد، عز وجل الذي لا يظلم مثقال ذرة، وما يحدث لك عنده الحكمة الشاملة، وما من خير يحدث إلا جزاء لك، وما من سوء إلا من نفسك، أو خيرٌ في الباطن، وسوءٌ في الظاهر ليُهذبك به...  فانهِ هالة القلق المستقبلي تلك، وامحها فالله مدبر، والحاضر تملكه، فافعل ما بوسعك، وتوكل على العزيز الجبار.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة