من خلق الشر؟.. قدرة إلهية أم صنع إنساني.. مفسرون ورجال دين "يؤولون"

الإثنين، 04 نوفمبر 2019 08:00 م
من خلق الشر؟.. قدرة إلهية أم صنع إنساني.. مفسرون ورجال دين "يؤولون" صورة أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الله هو خالق كل شيء، وكل واقع فإنه بقدرة الله تعالى، فهو الخالق القادر المقتدر، حيث ترجع جميع الأمور إليه سبحانه وتعالى.

لكن يبقى السؤال الدائم الذى قد يطرحه البعض، هل الله خلق كل شيء سواء الخير أو الشر، وهل "الشر" فى مفهومه الواسع هو من خلق الله تعالى، ولماذا إذا كان الله يدعونا إلى فعل الخير خلق الشر.

الإمام النووي قال في "شرحه على مسلم" 6/ 59": "مذهب أهل الحق أن كل المحدثات فعل الله تعالى وخلقه سواء خيرها وشرها".

وبحسب موقع "دائرة الإفتاء" للفتاوى الدينية الإسلامية، جاء فى "حاشية البيجوري على جوهرة التوحيد" (ص/168): "مع أن الفعل خيره وشره لله، فالأدب ألا ينسب له إلا الحسن، فيُنسب الخير لله والشر للنفس كسبًا، وإن كان منسوبًا لله إيجاداً، قال تعالى: (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) النساء/79، أي: كسباً كما يفسره قوله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) الشورى/30، وأما قوله تعالى: (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) النساء/ 78، فرجوع للحقيقة". والله تعالى أعلم.

العدل والذكر تعريف بروحانية الإمام علي

ووفقًا للدكتور رضا كاظمى، أستاذ علم الأديان المقارن، فى كتابه "العدل والذكر: تعريف بروحانية الإمام علي" فإن عبارة "من شر ما خلق" تشير بوضوح إلى أن الشر من صنع الخالق، وبمصطلحات كلامية نقول إن الله يخلق وسطاء أحرارًا فى سلوكيتهم الأخلاقية، وإنهم هم الذين يصنعون الشر فى الخلق، ويمكن القول إن الله يخلق كل الأفعال، ولكل الوجود وبالتالى مصدر لكل الكيفيات داخل الوجود، ولا تشكل الأفعال إلا نموذجًا واحدًا من هذه الكيفية، غير أنه لا يمكن إلا القول أن الله قد خلق الشر بحد ذاته، وإنما الشروط التى ضمنها يظهر الشر، وهكذا فإن الشر هو نفى للخير، الذى يتوافق مع الحق.

Untitled

ويوضح الدكتور مهند شوقى العبدلى، فى كتابه "الإشارات الكلامية في الحكم العطائية" أن الله خالق كل شىء، لكن لا يصح أن يقال خالق القاذورات وخالق القردة والخنازير، والأشياء القبيحة، بل يقال إن جميع الموجودات مخلوقة لله،وإن خلق الشر ليس قبيحًا بل القبيح هو أن يكتب الإنسان بمحض إرادته الشر وهو يدرى أن هذا شر، فحقيقة القبح جليه إلا عند اكتساب العبد لها واختيارها.

ولعل من مظاهر حكمة الله من خلق الشر، بحسب ما ورد فى الكتاب، قوله تعالى: "وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ".

فيما يذهب كتاب "الاعتدال والوسطية لشرح العقيدة الطحاوية 1-2 ج2" إلى تفسير المعتزلة، أن جميع الأفعل التى يقوم بها العبد هى بإرادة العبد المطلقة ومشيئته النافذة، وليس لله سبحانه وتعالى أى دخل فيها، والعبد هو الذى يخلق جميع أفعال بنفسه.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة