كنت أتصفح السنة الماضية صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بي، وإذا رأيت خبر وفاة لفتاة لا أعرفها ولكن وقع الخبر علي وقع الصاعقة !
لا أعرف لماذا بكيت ولكن كل الذي أعرفه أنني بكيت كثيرا جدا وكنت حزينة جدا جدا ومتألمة كثيرا لموت الفتاة رغم أنني لا اعرفها، ولم يزول هذا الألم والتأثر إلا بعد أيام عديدة؛ لقد تأثرت كثيرا بموت الفتاة وكأنني أعرفها عن قرب..
عندما زال حزنى كنت فى حيرة لماذا حزنت كل هذا الحزن وبكيت كل هذا البكاء علي فتاة لا أعرفوها ولم أراها حتي في حياتي ولو لمرة واحدة ؟!.
لقد بحثت كثيرا جدا وقلت يمكن أن يكون هناك تفسير علمى لما حدث معي و لكني لم أجد مرادي سريعا، ومرت الأيام ولم أعد أذكر الموضوع واستكملت حياتي من حيث توقفت، إلي ان ذكرني الموضوع بنفسه مرة اخرى !
ففي بداية هذا الصيف، كانت تعرف إحدى صديقاتي أنني أحب كتب علم النفس فأهدتني كتابا، لم أكن أعرف أن هذا الكتاب سيكون مخرجا لي وأقرب كتاب إلى قلبي إلى ان حان ذلك الوقت.
لم أقرأ الكتاب إلا بعد فترة وفيرة من الزمن، ولم أكن أقرأه باهتمام مثل عادتي، لأول مرة في حياتي كنت أقرأ كتابا لملئ وقتي فقط لا للاستفادة منه. عندما بدأت قراءة الكتاب، وجدته شيقا جدا ووجدت الرد علي كثير من تساؤلاتي التي كنت أظن أنه لا يوجد رد لها، وكنت أريد أن أقرأ الآن للاستفادة. وإذا وقعت عيني علي أحد فصول الكتاب..
لقد كان اسم الفصل "المواقف غير المنتهية" ولم أنس منذ هذا اليوم اسم الفصل من كثرة غرابة اسمه بالنسبة إلي.
وجال أول سؤالا بخاطري، كيف لموقف أن لا ينتهي؟؟
و استكملت قراءتي لأعرف سبب تسمية هذا الفصل بهذا الاسم.
بالاختصار الشديد، كان يحكى في الفصل أننا نتعرض للكثير من المواقف في حياتنا لكننا في معظم هذه المواقف لا نستطيع الرد علي الشخص الآخر ويظل الكلام محبوسا بداخلك، ويظل هذا الموقف يعرض داخلك وأنت تتخيل نفسك ترد برد آخر، ردا كنت تريد أن تقوله لكنك لم تستطيع أو أنك استكملت هذا الرد ولكن مع الشخص الخطأ الذي لا صلة له بالموقف. هذه المواقف تجعلك ترى العالم بصورة أخرى وتجعلك تعامل الآخرين معاملة آخري، فقط بسبب تلك المواقف اللا منتهية. ويا لسخرية الحظ ان هذه المواقف هي التي وراء كل انواع وأشكال الأمراض النفسية.
عندما انتهيت من قراءة الفصل استوقفتني افكاري وتذكرت العديد من المواقف التي كنت أظن أنها انتهت ولكنها ظلت بداخلي، وكانت تستنزف من طاقتي دون علمي، وعندما قرأت خبر وفاة الفتاة وكأن المواقف كانت تنتظر لحظة ضعفي لتستولى علي فيها و تخرج لتهزمني..
خبر وفاة الفتاة كان الشخص الخطأ في حكايتي، فذلت دموعي التي ذرفت من اجل تلك الفتاة مسجونة بداخلي إلى ان قرأت خبر وفاتها، تلك الدموع تملكت نفسها كثيرا إلى ان اصبحت تريد حريتها، تريد القفز من عيناي و هي تصرخ و تقول لا استطيع تمالك نفسي بعد الان..
عدد الردود 0
بواسطة:
الين
بالتوفيق والنجاح
مقاله رائعه وتحليل نفسي عميق