أكرم القصاص - علا الشافعي

دراسة ترصد تاريخ صعود "داعش".. كاتب أمريكى يعترف: السياسات الأمريكية فى المنطقة وغزو العراق وراء ظهور التنظيم الإرهابى.. ويؤكد: انهيار بغداد جعل الشرق الأوسط ملجأ الإرهابيين.. وإحياء مبادئ المواطنة هو الحل

الأحد، 03 نوفمبر 2019 02:31 م
 دراسة ترصد تاريخ صعود "داعش".. كاتب أمريكى يعترف: السياسات الأمريكية فى المنطقة وغزو العراق وراء ظهور التنظيم الإرهابى.. ويؤكد: انهيار بغداد جعل الشرق الأوسط ملجأ الإرهابيين.. وإحياء مبادئ المواطنة هو الحل ابو بكر البغدادى
كتب كامل كامل – أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سلطت دراسة إماراتية، الضوء على كيف "صعد داعش وما هو مستقبل التنظيم" بعد مقتل زعيمه ابو بكر البغدادي، مؤكدة أن السياسات الأمريكية فى تعاملها مع منطقة الشرق الأوسط وراء ظهور التنظيم الإرهابى.

وأشارت الدارسة الصادرة عن "مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" إلى أن عزو أمريكا للعراق، جعل منقطة الشرق الأوسط، أرضا خصبة للتنظيمات الإرهابية.

سقوط الخلافة

واستشهدت الدراسة بكتاب الصحفى الأمريكى جيمس فيريني، حيث استعرضت كتابه عن تنظيم داعش، والذى يحمل عنوان "يجب أن يموتوا الآن: الموصل وسقوط الخلافة"، وركز الكاتب الأمريكى فى مؤلفه عن تفاصيل معركة الموصل التي أنهت سيطرة التنظيم في العراق، ومستقبل التنظيم في الوقت الراهن، والسياسات التي من شأنها الحد من صعوده مجددًا.

الكاتب ذكر فى كتابه الذى عرضته الدراسة كاملا، أن الصورة الإعلامية عن تنظيم "داعش" الإرهابي، لا تضع الأمور في نصابها الصحيح، باستثناء قلة قليلة من الإعلاميين الذين اختبروا الوضع على أرض الواقع، موضحا أن صراع التنظيم هو صراع عنيف على السلطة أكثر منه صراعًا دينيًّا، حيث يرى أن الأيديولوجيا الدينية تمثل النقطة الأخيرة في تحديد هوية التنظيم الإرهابي.

الغزو الأمريكى وظهور داعش

وقال الكاتب الأمريكى، إن نشأة تنظيم داعش تعود بشكل كبير للغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، والسياسات الخاطئة التي استُخدمت في السابق، فضلًا عن دور رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي في تغذية النظام الطائفي بالعراق، واستغلال تنظيم داعش إخفاقات النظام السابق لدعم موقفه، وتقديم نفسه على أنه بديل جديد يمكنه الحكم بصورة عادلة.

وأوضح الكاتب، أن ظروف وملابسات نشأة التنظيم الإرهابي في العراق تختلف عن سوريا، موضحا أن أن سوء إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش للحرب العراقية، وتشويه صورة الديمقراطية الأمريكية، تسببت في تخبط إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وجعله غير قادر على اتخاذ أي موقف، مشيرة إلى أنه إذا لم يتحقق سيناريو غزو الولايات المتحدة للعراق، لما أصبح أرضًا خصبة لنمو التنظيم الإرهابي، ولربما تغير مسار الأحداث في العراق إلا أن الغزو الأمريكي للعراق قد ساهم في زيادة الوضع سوءًا.

رحلة داخل الموصل

وكشف الكاتب رحلته للموصل، والتي كانت تتم إلى جانب قوات مكافحة الإرهاب بالعراق، وهي مجموعة تنتمي للحكومة العراقية، وتم تدريبها بواسطة القوات الأمريكية. ويشير إلى تاريخ استيلاء تنظيم داعش على المدينة التي تعد من أكبر المدن العراقية في صيف 2014، موضحا أن ذلك مثل صفعة للقوات العراقية من جانب وللمجتمع الدولي من جانب آخر، وأدى لنشوب حرب تُعرف بحرب الموصل والتي استغرقت قرابة العام .

وأوضح أن الاستيلاء السابق للتنظيم على مدينة الموصل كان أمرًا طبيعيًّا في ضوء السلوك الفاسد الذي اتبعته حكومة المالكي، ما جعل داعش بالموصل السبيل لتخلص العراقيين من سوء إدارة النظام، والذي نتج عنه إزهاق روح نحو 20 ألف جندي عراقي بين عامي 2014 و2016.

الإرهاب يجتاح العراق بسبب أمريكا

وحكى الكاتب الأمريكى قصة الأخوين الداعمين للتنظيم والمقيمين بمخيمات اللاجئين وهما "أبو عمر" و"أبو فهد"، فهما شقيقان من الطبقة الوسطى وبمنتصف العمر، الأول قُتلت زوجته على يد تنظيم "القاعدة" في عام 2005، بينما الثاني الذي عمل سابقًا كطبيب بالجيش قُتلت زوجته بعام 2006 على يد القوات الكردية بالتعاون مع القوات الأمريكية التي استهدفت سيارته.

ويحكي "أبو فهد" أنه لم يكن بالشخص المتعصب ذي الرؤية الثورية، إلا أن رؤيته للغزو الأمريكي وانهيار العراق، حولت الموصل من يوتوبيا إلى جحيم؛ مما دفعه لدعم داعش بالموصل أملًا في أي تغيير، كما أوضح الكاتب الأمريكى حرب الموصل التي ضمت كمية هائلة من السلاح المتقدم الذي تم استخدامه، فضلًا عن أساليب التواصل المتنوعة التي كانت تتم بين القوات المشتركة في الحرب، وعن تعاون القوات العراقية مع القوات الخاصة الغربية لضبط عمليات الاستهداف الجوية، موضحًا أن تلك الحرب خلفت وراءها عددًا لا يستهان به من المدنيين، لافتا إلى أن غارة واحدة على داعش تسببت في سقوط 150 مدنيًّا بالموصل.

وانتقد الكاتب الأمريكى، النظرية الأمريكية التي تؤسس على أن وجود مقاتلين من السكان المحليين ضد داعش، سيجعلهم أكثر حرصًا على عدم عودتها مرة أخرى، موضحًا أن هذا ليس صحيحًا بالضرورة، فعلى الرغم من جهود القوات لمنع تدمير الموصل، إلا أن الحرب خلفت دمارًا على المدينة والسكان، وهو الأمر الذي قد يدفعهم لكراهية الجنود، كما أن الجنود قُتل منهم الكثير وهو الأمر الذي يدفعهم لكراهية سكان الموصل، مما قد يتسبب في نشوب صراعات مستقبلية.

بقاء الفكرى الداعشى 

وتابع الكاتب الأمريكى : مع هزيمة داعش عسكريًّا وككيان سياسي، فإن أتباعه لا يزالون موجودين في مناطق متعددة بسوريا والعراق، وعلى أتم الاستعداد لتنفيذ عميات إرهابية، لذا فإن المخرج فى العراق يتمثل فى خلق لغة تعايش بين العراقيين، وإحياء مبادئ المواطنة، إضافة إلى خلق نظام حكم سياسي ينأى عن الطائفية، وهنا ستتولد الرغبة الوطنية المشتركة لنبذ داعش وكل مظاهر الإرهاب والطائفية، حيث تحقق هذا النموذج في مدينة سامراء بعد الحرب على الميليشيات الشيعية، حيث باتوا الآن يعيشون في سلام مع السنة.

واعترف الكاتب الأمريكى أن السياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط لعبت دورًا كبيرًا في صعود تنظيم "داعش"، لكن لا يمكن إغفال دور بعض الأنظمة في المساعدة على بلورة تلك الجماعات بحجة استخدامها لتنفيذ مخططاتها في المنطقة، ناهيك عن أن غياب مبادئ المواطنة سيعمل على خلق المزيد من الجماعات الإرهابية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة