عزيزى دافنشى..
دعنى احكى لك موقفا ما زلت أتذكره، منذ سنة مضت، مريضة تجازوت الستين بسبع سنين تم تشخيصها كحالة غيبوبة كبدية ، حالتها لا تبشر بخير، منذ يومين سابقين، أثناء مرورى بالعنبر يختنق نفسها سريعا وترتفع درجة حرارتها وتدخل فى غياب تام عن الوعى، وفى لحظة يتجمع حولها كل من العنبر الكل شاخصة أبصارهم يترقبون هذا الطبيب العبقرى الذى جاء ليتعارك مع عزرائيل ويعطى الحياة ثانية للسيدة ويحاول استرجاع السر الإلهى الذى أودعه الله أمانة لتعمل أعضاؤنا بشكل متناغم حتى يحين وقت خروجها لتذهب لخالقها، وضعت السماعة لا أصوات للقلب والنبض يهرب من تحت أصابعى ويختفى تماماً ، لم يجد هذا العبقرى سوى الاتصال بطبيبة العناية لمساعدة فى إنقاذها لتخبرنى "طلعها بسرعة " بدأ الإنعاش القلبى الرئوى سريعا بشكل متواصل لا أمل يبدو فى الأفق حتى الآن ، بدأت فى استكمال الإنعاش بقبضتى يدى فوق قفصها الصدرى الذى ينضغط تحت يدى , لم تمر عشر دقائق وكأن الله رأى بعين رحمته ما نفعله معها فأعاد الروح إليها شعور لن تقدره إلا وأنت شخص مسئول عن رعاية حالات تذهب روح إحداهم بعيدا عن جسدها وتسترجعها بإرادة الله لجسدها خرجت مزهوا لعائلتها قائلا الحياة رجعتلها تاني، التقطوا أنفاسهم واستكملت طريقى لأعود لأدراجى للقسم فلا مجال للراحة ما حدث ببساطة هو توقف القلب والتنفس، فى حين أن المخ مازال به بقايا من الحياة، وفى أحيان قليلة يستعيد القلب قدرته على النبض ويعود الإنسان للحياة مرة أخرى!
علمت نجاحك فى محاكاة وظيفة (روبوت جراح ) مستخدماً اسم "دافنشي" وروبوت (ماك سليبي) يقوم بمهمة طبيب التخدير والروبوت الصيدلى صرف 12 وصفة طبية للمرضى فى أقل من دقيقة !
علمت من مواقع الأخبار أيضاً نجاحك مع فريقك فى اجراء أول عملية (إزالة البروستاتا) لأحد المرضى، وكان الأطباء المختصون يراقبون الوضع من بعيد والتحكم فى الروبوتين وحققت التجربة نجاحا بالإضافة إلى الدقة فى الخطوات الجراحية، الروبوت الجراح (دافنشى ) اخترق جسم المريض بأربع أذرع مزودة بملاقط حادة وحرة الحركة فى جميع الاتجاهات، تصحبها كاميرا داخلية صغيرة لنقل صور الفيديو من داخل جسم المريض ، ويتابع الطبيب العملية عن بعد ، والروبوت المخدّر (ماك سليبي) يعطى المريض المخدر فى الوقت المحدد له ويراقبه أثناء العلمية، كما يراقب مدى ارتخاء العضلات طوال فترة الجراحة ، طبعا أمر غير اعتيادى ان يسلم المريض البروستاتا بتاعته لشوية آلات (عاملين فيها دكاترة ) وهو نفسه المريض الذى لا يثق فى قدرة الجراح اللى من لحم ودم !
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة