القارئ محمود حافظ يكتب: فلما استحكمت حلقاتها

الأحد، 24 نوفمبر 2019 06:00 م
القارئ محمود حافظ يكتب: فلما استحكمت حلقاتها أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
" جميل أن تبتسم رغم ألم كل شئ والأجمل ان تكون على ثقه بأن كل وجع سوف يمضى يوما ما و لن يعود ، نعم قد تتعثر خطواتك وتعيقك بعض المُشكلات فإذا اعتقدت أن حياتك بلا هدف و ليس لها معنى سيدفعك هذا إلى الشعور بالاكتئاب وفقدان الأمل، قد تسقط أحلامك فى بئر عميق مثل ما سقط (يُوسف) فلا تبتئس وتشبث بالأمل حتى آخر قطرة وكن على يقين بأن (قافلة العزيز) سوف تأتي فى موعدها وتلتقط احلامك من غيابات الجُب".
 
من الإيجابيات ان تتسم بالرضا والصبر على المصائب فلو رضيت بما قسمه الله لك وعدله غير رافض أو متضرر لاستراح قلبك، فكل شئ قد زال منك زال همه عنك وكل شئ ضاع من بين يديك هو فى الأصل لم يكن لك ، الأيام دول يوم وهن و ضعف و يوم عنفوان و قوه لا احد يخسر على طول الخط و لا احد يفوز باستمرار ، فالحياه تجارب ومراحل.. فشل و نجاح بكاء و ضحك لو ترك الله الحياه تمضي بنا علي وتيره واحده لأصابها الرتابة والملل..! ، فالنفس البشرية تهوى التنوع وتعشق التناغم فهي تأبي النعيم المقيم او الضنك المستمر فجمال الحياه يقع ما بين الملح و العسل و ما بين الابيض و الاسود و الألوان.
 
لنا طريق مستقيم مرسوم بدقة متناهيه فمن سار علي نهجه واتبع قوانينه النبيله و قيمه الاخلاقيه و الانسانيه كان من الذين سعدوا في الحياه، اما من حاد عنه ضل وشقى و فقد متعة و جمال كل شئ خلقه الله له، ولا يوجد انسان على وجه الأرض وثق بالله و خذله ، فالنار التي قانونها الإحراق كانت برداً وسلاماً على ابراهيم ، و الماء الذي قانونه الإستطراق لم يُغرق موسى واتباعه بل شُق لهم في البحر طريقا يابساً ممهداً من أجل أن يعبروا ، و مريم العذراء صدّقته فكان دليل برأتها أن نطق جنينها ثم جعله من اعظم المرسلين ، إياك ان تفقد الثقه بالله مهما كانت الشدائد و العثرات فالله وحده هو  الذي يخلف طبيعة الامور.
 
سوف تمضى سفينتك فى الحياة من بحار إلى بحار و سوف تحملها الأمواج المتلاطمة إلى بلاد كثيره ، سوف تأتى عليك أيام تظُن أنك تغرق أو أنك وحيد تائه وسط البحر عالق بين الماء والفضاء وستشعر وأنت تسبح و تصارع الموج أن المياه سرمديه لا نهاية لها ، سيتملك منك اليأس حتى تعتقد أن لا سبيل من الوصول إلى بر الأمان و أن النجاه قد باتت أمر مستحيل و عندما تضيقُ الحلقه و تُحكم أقفالها تماماً وتتأكد من أن النهاية آتيه لا محاله يأتى الفرج من بعيد يولد خيط الأمل من جديد و تسطُع الشمس و ترى الشاطئ يقترب وكأنه هو الذى يُقبل عليك ، وهكذا هى الحياة أيضاً تُحب كل من يُقبل عليها .. تعشق كل من يصارع المستحيل من أجلها فتعطيه سرها و مفاتيح أبوابها المُغلقه.     






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة