فتاة صعيدية تنحدر أوصولها لمحافظة الأقصر، عاشت حياتها فى القطامية مثل باقي بنات جيلها، تحلم بالعريس الذى يأتى يوماً يخطفها بفستانها الأبيض على حصانه، والعيش فى رغد مع فتى أحلامها، لكن هذه الأحلام الوردية تبخرت على أرض الواقع، واصطدمت بعنفوان الأب الذى قرر تزويجها من أحد الأشخاص، دون النظر لاعتبارات الحب.
الفتاة التى لم يتخط عمرها 17 سنة وجدت نفسها بين يوم وليلة عروسة، ترتدى فستانها الأبيض، تجلس داخل غرفة مع عريسها الذى لا تعرف كثيراً عنه، ومرت الأيام الأولى لزاوجها برداً وسلاماً، خاصة فى ظل حرص الأسرة على حياة ابنتهم الزوجية بالاستمرار دون مشاكل.
شهور العسل لم تستمر طويلاً، فسرعان ما دبت الخلافات داخل المنزل، وتحول عش الزوجية لحلبة صراع بين الزوجين، فشلت معها محاولات الوسطاء فى لم الشمل، والعودة للمنزل الهادئ، حيث كانت جميع المؤشرات تؤكد صعوبة استمرار الحياة الزوجية بهذه الطريقة، خاصة أن الزوجة صغيرة السن، لا تعرف كثيراً عن أمور الزواج، ولا تستطيع تحمل المسئولية.
الزوجة لم تجد حلاً سوى ترك منزل الزوجية، وقررت الهروب بنفسها من هذه الحياة التى لم تجد نفسها فيها، على أمل أن يحمل لها المستقبل أفضل مما هى عليه، لكن الزوج قابل هذا التصرف بالغضب، واعتبره تعديا على كرامته، فقرر تطليقها.
أنباء ترك السيدة لمنزل زوجها تسربت لمسامع والدها، الذى سيطر الغضب عليه، فقرر الانتقام من ابنته على طريقته، فاستعان بابنه، وذهب الاثنان يفتشان عنها فى كل مكان بالقاهرة، حتى توصلا لمكان وجودها، وهنا قرر الاثنان الانتقام لكرامتهما على طريقتهما.
خطة وضعها الأب للتخلص من ابنته، استعان خلالها بشقيقها، حيث توجه الأب وابنه ومعهما السيدة الهاربة من زوجها بسيارة أجرة لطريق العين السخنة القديم، حيث طلب الأب من السائق التوقف والحصول على أجرته والانصراف بهدوء.
دقات قلب السيدة لم يتوقف، فقد بدأ الشر يظهر فى عينى والدها، وبدأ شقيقها فى تحركات مريبة، كلها تؤكد أنها فى طريقها للموت المحقق، لكنها كانت تتمسك بآمال الرحمة والشفقة، والتوسلات لهما، لكن كل ذلك لم يشفع لها لدى والدها وشقيقها.
أسفل مواسير خط مياه خلف مساكن محطة الجامع، كان مشهد النهاية للسيدة، حيث سارع شقيقها بكتم أنفاسها بقطعة قماش، فيما استل الأب آلة حادة من طيات ملابسه وذبحها وسدد لها عدة طعنات عقب ذلك، لتسقط السيدة فى دمائها وتصعد روحها لبارئها تلعن القسوة والوحشية.
حبس الأب دموعه وحاول التماسك، وقرر الهروب من المكان قبل القبض عليه، إلا أن مباحث القاهرة نجحت فى تحديد هوية القتيلة والتعرف على والدها وضبطه برفقة ابنه.
كواليس الجريمة بدأت بتلقى شرطة النجدة بلاغاً من الأهالى بالعثور على جثة سيدة متوفاة بطريق العين السخنة القديم أسفل مواسير خط مياه خلف مساكن محطة الجامع، فوجه اللواء محمد منصور مدير أمن القاهرة رجال المباحث بالتحرك لمكان البلاغ، حيث عثروا على جثة لسيدة "مجهولة الهوية" مُسجاة على ظهرها بجانب الطريق فى حالة تعفن "ترتدى ملابسها كاملة"، وبها إصابات عبارة عن "جرحين قطعيين بالرقبة والذقن ومكممه بقطعة من القماش"، وعثر بجوارها على بعض الملابس الحريمي، وتم نقلها للمشرحة.
جهود ضخمة بذلها رجال المباحث بقيادة اللواء نبيل سليم مدير مباحث العاصمة، لكشف غموض الجريمة، حيث نشروا أوصاف الجثة، وتمكنوا من التوصل لهوية القتيلة، وتبين أنها "ر.م" مقيمة فى الأقصر، وبتكثيف التحريات توصلوا لأسرة المجنى عليها.
وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الجريمة والد المجنى عليها "م.ع" يبلغ من العمر 58 سنة، ويعمل خفير بشركة خاصة، وابنه "م.م" 28 سنة يعمل خفير خاص بنفس الشركة، وسبق اتهامه فى عدة قضايا وأنهما وراء ارتكاب الواقعة.
وعقب تقنين الإجراءات، وبإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن تردد المتهمين، تمكن ضباط وحدة مباحث القطامية من ضبطهما، وبمواجهتهما بالتحريات أيداها، حيث اعترف الأول بأن ابنته هربت من منزل الزوجية منذ 5 أشهر فطلقها زوجها ، وعندما علم بمكان وجودها توجه برفقة ابنه لها وتم اصطحابها بسيارة أجرة "تاكسي" إلى مكان العثور على جثتها، حيث كمم الابن فمها بقطعة من القماش، وتعدى الأب عليها بسلاح أبيض "سكين" محدثا إصابتها التى أودت بحياتها، ولاذا بالفرار، وتم بإرشادهما ضبط السلاح الأبيض المستخدم فى إرتكاب الواقعة بمكان إخفائه بالقرب من مكان العثور على الجثة وتحرر عن ذلك المحضر اللازم.
عدد الردود 0
بواسطة:
حسب اللهieg
حيوانات مفترسة
هؤلاء هم الكلاب الضالة