أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 21 نوفمبر 1951.. استشهاد «حسن حمودة» طالب مدرسة القناة الإعدادية فى بورسعيد أثناء قيادته لمظاهرة برصاص ضابط فرنسى

الخميس، 21 نوفمبر 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 21 نوفمبر 1951.. استشهاد «حسن حمودة» طالب مدرسة القناة الإعدادية فى بورسعيد أثناء قيادته لمظاهرة برصاص ضابط فرنسى حسن حموده

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت مدرسة القناة الإعدادية فى مدينة بورسعيد واحدة من المدارس التى قدمت شهداء أثناء المقاومة الباسلة ضد قوات العدوان الثلاثى «بريطانيا وفرنسا وإسرائيل»، وبدأت غارته يوم 29 أكتوبر 1956، كان شهداء المدرسة اثنين من تلاميذها وهما، حسن سليمان حمودة، والسعيد على شهبوب، وجناينى المدرسة محمود إمام هريدى، حسبما يذكر ضياء الدين حسن القاضى فى كتابه «الأطلس التاريخى لبطولات شعب بورسعيد» عام 1956.. يذكر «القاضى»، أنه كان طالبا فى هذه المدرسة، ولاحظ أن مديرها «عبده مجاهد بدر»، أستاذ التاريخ، استن سنة حميدة وهى زرع الزهور والرياحين حول النصب التذكارى الموجود فى مدخل المدرسة، وقراءة الفاتحة على أرواحهم فى مناسبة ذكرى العدوان.
 
كان استشهاد «حسن حمودة» ملحمة بطولية لتلميذ لم يتعد عمره 16 عاما، غير أنه انخرط مع جموع شعب بورسعيد البطل فى مقاومة العدوان، تلك الجموع التى كان فيها تلاميذ ومعلمون وعمال وحرفيون وصيادون وسيدات وموظفون، ورجال إسعاف وأطباء ومهندسون، وجنود وضباط، انخرطوا فى مقاومة فدائية سرية لها تشكيل سرى بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر، حسبما يذكر الدكتور يحيى الشاعر فى كتابه «الوجه الآخر للميدالية – حرب السويس 1956»، أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد.. كان يحيى الشاعر، قائد المجموعة الشعبية المقاتلة، فى تشكيل المقاومة، ويعمل تحت رئاسة مصطفى كمال الصياد، منسق العمليات فى المقاومة الشعبية الذى كان يعمل بدوره تحت قيادة عبدالفتاح أبوالفضل، قائد المقاومة والمنفذ للعمليات السرية والعسكرية ضد قوات الاحتلال، وكان محمد هادى الشاعر، شقيق يحيى قائد المقاومة السرية السلبية، المنبثقة من تشكيل العلميات الفدائية، بقيادة الضابط سمير غانم».
 
كانت قيادة المقاومة تنظم العمليات الفدائية والظهير الشعبى لها، وكانت قصة الطالب حسن حمودة واحدة من آلاف القصص البطولية التى كانت تدور تحت قيادة هذه المقاومة، يروى «ضياء القاضى» قصة استشهاده على لسان شقيقه الدكتور محمد حمودة: «شقيقى حسن كان واحدا من شباب بورسعيد الوطنى، فبالرغم من أن سنه كان 16 عاما، وكان طالبا فى السنة الرابعة بمدرسة القناة الإعدادية بنين.. كان ممتلئا بروح الوطنية غيورا على حرية واستقلال بلاده.. كان دائما يقص علينا قصة البطل نبيل منصور».
 
على صفحة «بورسعيد بلدنا» ملخص لقصة نبيل منصور السيد فودة، يكتبه خطاب معوض خطاب، يذكر أن نبيل كان طالبا فى المرحلة الابتدائية عمره 11 عاما، وأحرق معسكر الجولف، أحد معسكرات الإنجليز، بقطعة قماش مغموسة فى الكيروسين، وحين أشعل النار فى خيام المعسكر خرج الجنود الإنجليز مذعورين، فشاهدوه يجرى بين الخيام، محاولا الهرب، فأطلقوا عليه النيران ليسقط شهيدا يوم 16 أكتوبر 1951، وتم دفنه مع أربعة شهداء فدائيين آخرين فى مشهد مهيب.
 
كانت بطولة نبيل منصور ملهمة لحسن حمودة، حسبما يؤكد شقيقه محمد، مضيفا: «حينما بدأ الإسقاط المظلى على منطقة الجميل فى صباح الاثنين 5 نوفمبر 1956، توجه شقيقاى اللذان يكبراننا وهما، أحمد وسعد إلى «الجميل»، حاملين السلاح للاشتراك مع الأهالى فى إبادة الهابطين بالمظلات، فتوسل لهما شقيقى حسن بأن يصطحباه معهما، إلا أنهما رفضا متعللين بصغر سنه، إلا أنه غافل والديه وجمع بعضا من أقرانه وتوجهوا إلى أماكن توزيع السلاح، أمام محطة السكة الحديد، وتسلموا الأسلحة وانطلقوا كالسهام فى منطقة «الجميل» يتصيدون المظليين، وفى نفس الوقت أخذ يبحث عن شقيقيه ليثبت لهما أنه ليس أقل منهما رجولة وبطولة».
 
يتذكر محمود حمودة، أنه بعد ثلاثة أيام من بدء المعركة هدأت الحالة بعد أن أذعن المعتدون لقرار وقف إطلاق النار، إلا أن ثائرة شقيقى حسن لم تهدأ فانضم لمساعدة الفدائيين بتوزيع المنشورات ضد جنود الأعداء وساعد فى نقل العتاد والذخيرة، يؤكد: «ازداد كره أخى للقوات المعتدية عندما سقط أحد أصدقائه شهيدا بنيران القوات المعتدية، ولما جاء يوم 21 نوفمبر، مثل هذا اليوم، عام 1956 يوم دخول قوات الطوارئ الدولية مدينة بورسعيد، نظم مظاهرة احتجاجا على بقاء القوات المعتدية فى بورسعيد التى تدنس أرضها الطاهرة، فتصدر المظاهرة وهو محمول على الأكتاف هاتفا بحياة مصر واستقلالها حاملا فى يديه صورة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر منددا بالاستعمار، مطالبا قواته بالجلاء عن بورسعيد، وأخذ يطوف شوارع المدينة مشعلا فى قلوب المواطنين الحماس فينضم للمظاهرة الكثير».
 
ازدادت المظاهرة قوة، وكان يحمل حسن صديقه رمضان السيد، وما إن وصلت المظاهرة إلى شارع محمد على فى نقطة تقاطعه بشارع سعد زغلول عند مكتب «بدرة»، واقتحمتها سيارة فوقها جنود فرنسيون طلبوا منه الكف عن الهتاف وتفريق المتظاهرين، إلا أنه ازداد إصرارا وعنادا هاتفا لمصر بأعلى صوته ومن ورائه المتظاهرين، فأغمد أحد الجنود سونكى بندقيته فى رقبة زميله رمضان السيد، فصاح حسن هاتفا: «تحيا مصر حرة»، و«كلنا فداؤك يا مصر»، وهنا انطلقت رصاصة مسدس الضابط الفرنسى قائد الدورية إلى قلب حسن ليسقط شهيدا وهو يهتف «تحيا مصر».
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة