مصر والإمارات.. علاقات متجذرة وشراكات ممتدة.. مكاسب كبيرة من زيارة السيسى لـ"أبو ظبى".. تشمل مشروعات استثمارية استراتيجية وإطلاق منصة بـ20 مليار دولار.. و"بن زايد" يرحب بـ"الضيف الكبير"

الجمعة، 15 نوفمبر 2019 04:00 م
مصر والإمارات.. علاقات متجذرة وشراكات ممتدة.. مكاسب كبيرة من زيارة السيسى لـ"أبو ظبى".. تشمل مشروعات استثمارية استراتيجية وإطلاق منصة بـ20 مليار دولار.. و"بن زايد" يرحب بـ"الضيف الكبير" الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى
محمد الجالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

** السيسى يوجه الشكر لولى عهد "أبو ظبي" علي حفاوة الاستقبال.. و"بن زايد" يرد بتغريدة عن تقليد الرئيس أرفع وسام إماراتي

** وسائل الإعلام الإماراتية تحتفي بالزيارة وتستعرض تاريخ العلاقات المضئ بين البلدين

 

تمتلك مصر والإمارات مخزوناً استراتيجياً من الود والتقارب والحرص علي المصلحة المشتركة، لا يتوافر في كثير من العلاقات بين الدول الصديقة وبعضها البعض؛ وبالطبع، فالدولتان ترتبطان بعلاقات وثيقة مبنية على التكاتف والدعم المشترك في القضايا والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية والعالمية، خاصة محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، والحفاظ علي الدولة الوطنية ورفض التدخل في الشئون الداخلية للدول.

 

وتجلت المواقف السياسية والاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة تجاه مصر، في حرب أكتوبر 1973 حيث ساندت مصر حتي تحررت أراضيها، كما تبنت الإمارات سياسات محترمة فيما يتعلق بثورة الثلاثين من يونيو ، وساندت إرادة الشعب المصري ضد حكم الجماعة الدينية، ومن ناحيتها كانت مصر من أول الدول التي أيدت الاتحاد فور إعلانه عام 1971، فيما يرتبط الأمن القومي المصري بالإمارات وبالخليج العربي ارتباطاً وثيقاً.

 

وجاءت زيارة الرئيس السيسى إلي الإمارات، التي اختتمت أمس الخميس، لتؤكد علي هذه المعاني وتؤسس لمرحلة مختلفة من الشراكة والتعاون.

 

ووفقاً لبيان رئاسي تزامناً مع الزيارة، فإن زيارة الرئيس للإمارات جاءت في إطار خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية وما يربط الدولتين من علاقات تعاون استراتيجية متشعبة على كافة الأصعدة، وحرص الدولتين على التنسيق المتواصل بشأن كيفية مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة في المرحلة الراهنة التي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي.

 

ورحبت دولة الإمارات العربية المتحدة المختلفة، بمختلف مؤسساتها، بزيارة الرئيس السيسى حيث تزينت مبانى أبوظبى بالعلم المصرى وصورة الرئيس السيسى ، وأصدرت الصحف الإماراتية، الخميس، أعداداً تاريخية بمناسبة الزيارة، واشادت فى افتتاحياتها بدور الرئيس السيسى فى التأكيد الدائم على ارتباط أمن الخليج بأمن مصر، كما أجمعت الصحف الإماراتية على أن الزيارة فى هذا التوقيت فى غاية الأهمية فى ظل الوضع الإقليمى والدولى الراهن.

 

وأكدت صحيفة الاتحاد أن علاقة الإمارات ومصر تتجاوز العلاقات الاستراتيجية في إطارها الثنائى، إلى البعد الأشمل الهادف لتحقيق الاستقرار فى الإقليم بشكل كامل

 

وتحت عنوان "شراكة بلا حدود"، قالت الصحيفة إن الرئيس عبدالفتاح السيسي لا يفوت مناسبة داخليا وإقليميا وعالميا إلا ويؤكد ارتباط أمن الخليج العربي بالأمن القومي المصري، والأفعال في ذلك تسابق الأقوال للرئيس السيسي.

 

وأوضحت أن زيارة الرئيس السيسي في هذا التوقيت أكثر من مهمة، لاسيما في ظل الأزمات الإقليمية والدولية التي تحتاج إلى التوافق على كثير من الحلول إيمانا بلغة الدبلوماسية نهجا لترسيخ الأمن وتحقيق السلام والتنمية، وتعزيز آليات مكافحة التطرف والإرهاب.

 

وأشارت إلى أن الإمارات، قيادة ممتدة في حب مصر أرسى دعائمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ووسع أفقها أبناء زايد انطلاقا من وصيته الخاصة التي قال فيها "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة".

 

وأكدت الصحيفة، أن الإمارات ومصر أكثر من شراكة، لإنه نموذج لا حدود لأفقه على جميع الأصعدة سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو ثقافية أو رياضية. ومحادثات اليوم إنما تجسد لمزيد من التلاحم في خدمة العلاقات الأخوية بين البلدين والاستقرار الإقليمي والعالمي

 

وتحت عنوان "الإمارات ومصر.. تاريخ وتوافق"، قالت صحيفة البيان "إن زيارة الرئيس السيسي للإمارات، تكتسب، في جوهرها، أهمية توازي ما يحمله مضمونها من مدلولات وأهداف، وهو ما يتضح جليا من خلال الاستقبال الحافل له، لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي، حيث كان الشيخ محمد بن زايد في مقدمة مستقبليه.

 

وأضافت الصحيفة أن العلاقة بين الإمارات ومصر نسجت خيوطها عبر التاريخ، لتجمع بين أواصر الأخوة ووحدة المصير، وتشابك الأهداف. واليوم، في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث، تتصاعد فيها وتيرة المخاطر التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها، يتجلى بوضوح أهمية اتساق الرؤى وبلوغ أعلى درجات التنسيق بين قيادتي البلدين، لمواجهة التحديات، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة، وتعزيز التكامل في مختلف المجالات.

 

وأكدت الصحيفة أن علاقات الإمارات مع مصر تمضي نحو مزيد من التمكين، يعززه توافق وتطابق مواقف البلدين ووجهات نظرهما في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والتنموية

 

واكدت صحيفتا الخليج والوطن علي أن العلاقات بين دولة الإمارات ومصر ليست علاقات عادية بين دولتين، بل علاقات متميزة ومتفردة ضاربة بجذورها في التاريخ، ونسجت خلال مسيرتها الطويلة عروة وثقى ورباطا من الإيمان بمصير مشترك لا فكاك منه ولا تراجع عنه، مؤكدة أنها صارت مثل الحبل السري الذي يعطي الحياة، لذا فإن زيارة الرئيس السيسي إلى الإمارات ليست مجرد زيارة رسمية أو بروتوكولية، بل هي في معناها السياسي والوطني زيارة إلى بلده الثاني بكل ما تحمل من معني.

 

 

وكان من ثمرات ونتائج هذه الزيارة المهمة، التوقيع على 3 اتفاقات ومذكرات تفاهم في مجالات القوى العاملة والضرائب والتأمين، إلى جانب اتفاقية بين صندوق مصر السيادي وشركة أبو ظبي التنموية القابضة لإطلاق منصة استثمارية استراتيجية مشتركة بقيمة 20 مليار دولار، وهي الاتفاقية التي تهدف إلى تقديم رؤية مبتكرة جديدة لمفهوم تضافر الجهود من خلال تنفيذ استثمارات استراتيجية مشتركة تحقق عائد اقتصادي مربح للطرفين مع التركيز على المشاريع الاقتصادية التنموية في مختلف القطاعات.

 

كما تهدف هذه الشراكة لتأسيس مشاريع استثمارية استراتيجية مشتركة او صناديق متخصصة أو ادوات استثمارية ، للاستثمار في عدة قطاعات أبرزها الصناعات التحويلية ، والطاقة التقليدية والمتجددة ، والتكنولوجيا ، والأغذية والعقارات ، والسياحة ، والرعاية الصحية ، والخدمات اللوجستية ، والخدمات المالية ، والبنية التحتية وغيرها.

 

وأكد السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن الاتفاقية الموقعة ابين صندوق مصر السيادي وشركة ابوظبي التنموية القابضة تشكل نموذجاً للعلاقات الراسخة والقوية بين مصر والإمارات والممتدة منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله ، والمستمرة بالنمو والتطور والقائمة على مبادئ وأسس ترتكز على التنمية وتتوائم مع رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي للتنمية المستدامة 2030.

 

وأضاف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع”، أن تلك الشراكة المصرية- الإماراتية ستعزز من مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد المصري كمحرك هام للنمو الاقتصادي، وتفتح الآفاق لإقامة المزيد من مشروعات التنمية العملاقة في مصر.

 

وفي "قصر الوطن" بالعاصمة الإماراتية أبو ظبى، منح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس السيسى، "وسام زايد"، الذي يعد أرفع وسام تمنحه دولة الإمارات لملوك ورؤساء وقادة الدول، وذلك تقديراً للعلاقات التاريخية والوطيدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وتثميناً لدور الرئيس في دعم وترسيخ تلك العلاقات على كافة الأصعدة.

 

وعبر الرئيس عبد الفتاح السيسى، عن بالغ امتنانه وتقديره للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وللشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي على هذا التكريم الخاص بمنحه " وسام زايد " الذي يحمل اسم شخصية إنسانية عظيمة حظيت بمحبة وتقدير العالم بأسره.

 

وتمنى الرئيس للعلاقات بين البلدين مزيداً من التطور والتقدم الذي يلبي طموحاتهما نحو المستقبل المنشود.

 

 

وفي جلسة المباحثات الموسعة التي ضمت وفدي البلدين أعرب الشيخ محمد بن زايد عن ترحيب الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً بزيارة الرئيس السيسى، مؤكداً ما تتسم به العلاقات المصرية الإماراتية من تميز وخصوصية، ومشيداً فى هذا الإطار بدور مصر المحوري فى المنطقة العربية، وأنها لا تدخر وسعاً لمساندة ودعم الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص، وستظل ركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى الوطن العربي.

 

كما أعرب ولي عهد أبو ظبي عن تقديره لدعم مصر للإمارات في مختلف القضايا، ولإسهامات أبنائها في العديد من القطاعات ودورهم فى تحقيق التنمية بالإمارات، مؤكداً حرص الإمارات على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات، بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.

 

ومن جانبه، أكد الرئيس السيسى على ما يجمع الشعبين المصري والإماراتي من روابط أخوة ومودة وتاريخ مشترك ومصير واحد، ومعرباً عن تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائي مع الإمارات في جميع المجالات.

 

وشدد الرئيس السيسى، علي أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربي وتضامنه لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية، والتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، مؤكداً عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها في دول الخليج، وأن أمن الخليج يُعد جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر.

 

مباحثات الرئيس السيسى والشيخ محمد بن زايد تطرقت أيضاً إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، فضلاً عن مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على وحدة أراضى تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها.

 

 

ولم يقتصر الاهتمام بزيارة الرئيس السيسى للإمارات، علي وسائل الإعلام المصرية والإماراتية والعربية فحسب، بل تجاوزه الي المسئولين والمحللين العرب، فوصف الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتية للشؤون الخارجية، زيارة الرئيس السيسى للإمارات بالناجحة، مؤكداً ان الخيار العربي هو الضمان الأساس في الظروف الإقليمية الاستثنائية ومصر عمود رئيسي لهذا البناء الاستراتيجي.

 

 

فيما ركز خبراء الاقتصاد ومالي التمويل الاستثمار، على المنصة الاستثمارية المصرية الإماراتية، مؤكدين أنها ستكون واجهة استثمارية كبيرة جاذبة لرؤوس الأموال الأجنبية في مختلف القطاعات داخل السوق المصرية، و هذه الشراكة تهدف لتأسيس مشاريع استثمارية استراتيجية مشتركة أو صناديق متخصصة أو أدوات استثمارية للاستثمار في عدة قطاعات.

 

وأوضحوا أن السوق المصرية واعدة وتمتلك جميع مقومات الربح وجذب الاستثمار الاجنبي خاصة بعد إجراءات الإصلاح المتعلقة بالسياسات النقدية وفتح ملف الإصلاح الضريبي وإصدار قانون الاستثمار الموحد وتقدم مصر في تقرير التنافسية العالمية.

 

 

 

وغرد الرئيس السيسى، علي حسابيه الرسميين بموقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، عقب انتهاء الزيارة، حيث عبر عن سعادته بلقاء ولى عهد أبو ظبي والمسئولين في دولة الامارات الشقيقة.

 

ووجه الرئيس "الشكر الجزيل للإمارات على حفاوة الاستقبال، والضيافة المعهودة دائما من أبناء زايد".

 

فيما رحب ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالرئيس السيسى، واصفا إياه بـ"ضيف البلاد الكبير"

 

ونشر "بن زايد"، علي حسابه بموقع "تويتر"، صورة تجمعه بالرئيس السيسى، يقلده فيها "وسام زايد".

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة