منذ زمنٍ بعيد جداً كان الإمبراطور يُحدّث أحد الفرسان بالقصر، فقال الإمبراطور للفارس: اركب حصانك واجرِ به قدر المستطاع، وعند آخر نقطة تقف فيها ستصبح كل الأراضى التى جريت عليها ملكاً لك، فامتطى الفارس جواده وانطلق بأقصى ما يستطيع من سرعة ولم يتوقف نهائياً للراحة، لأنه بمجرد أن يتوقف سينتهى العرض، فظلّ يجرى ويجرى مهما شعر بالجوع أو العطش أو الإرهاق لم يبالِ بذلك، حتى أعياه التعب وأصبح غير قادر على الحركة بسبب الإرهاق والجوع، والعطش والألم.
صحيح أنّه قطع مسافةً طويلة جداً أكثر مما كان يتوقع، لكنه أصبح فى حالة احتضار، إنّه بالفعل يموت، فقال فى نفسه: لماذا بذلك كل هذا الجهد؟ لماذا ضغطت على نفسى بهذا الشكل؟ لماذا دفعت نفسى لتغطية أكبر مساحة ممكنة، فى حين أننى الآن أموت ولا أحتاج إلّا لمساحة صغيرة لأدفن بها، ثمّ مات الفارس - هذه هى الحياة.
الحياه تمثل الحقيقة المطلقة وهى أقصى ما يطمح إليه الفيلسوف أو الباحث عن الحق والجمال فى الحياه، وابعد ما يستطيع بلوغه عن طريق العقل أو الحدس، فعند البعض يعتبر أن حياة الحقيقة تتمثل فى عالم المثل الذى يمثل عالم الخلود وعالم الحق، والفضيلة الأخلاقية تستوجب التخلص من عالم التملك بحثا عن الحقيقة المطلقة فى العالم الافتراضى فى الحياه .
أما عند البعض فالحقيقة المطلقة تتمثل فى "المحرك"الذى لا يتحرك ،الذى يمثل الفرضيات عن حقيقه مبهمه.
حقائق نسبية تتداول وهنا تقتصر على الحقائق العلمية عن الحياه ، لأن هذه الأخيرة تعبر عن علاقات ثابتة بين الظواهر الحياتية تصاغ صياغات قانونية، وهذه الأخيرة قابلة للرفض والتغير مما يطغى عليها طابع النسبية.
ويتفتق الوعى على حقائق لها طعم وملامح وهى الشعور الذى يستولى على المتصوف عند بلوغه الحقيقة الربانية المطلقة، فهو يستقى علمه من الله رأسا ويتم ذلك عن طريق طلب الحقيقه والبحث عنها.أو عن طريق التقاء وجود القدره على التفكر،و يتم بواسطة الكشف أو"الذوق" كما يعرف بالحدس ،من أجل بلوغ السعادة القسوة عند اكتشاف جوانب الحقيقه.
وبين ذلك وذاك تظل الحقيقه الثابتة إنها ستظهر عاجلا أم أجلا وتصبح مطلقه.
وتصبح الحقيقة تعكس الواقع الموضوعى ( الحسى ) عن الحياه عكسًا تمامًا بحيث أن إنطباق الواقع غير الواقع ،أى بمثابة الصورة الجامدة للحياه التى تستقر فيها الأشكال و الثانى يستمر فى حركاته الحية . فيصبح ما يراه الشخص أنه حقيقى يكون هو الحقيقة وهى حقيقه الحياه تتمثل فى فارس وباحث عن الحقيقه وهى جوهر حياه الفارس معنى الحياه
فليس كل مانراه حقيقه ولكنها حقائق عن الحياه موجوده ولاندركها
