إعدام أول عمدة لباريس بعد الثورة .. الثورات تأكل أولادها

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019 07:00 م
إعدام أول عمدة لباريس بعد الثورة .. الثورات تأكل أولادها جان بايى
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فلكى ورياضى فرنسى مانسونى، وكان يعمل فى البحث العلمى بعيدًا عن العمل السياسى ولكن لظروف ما نستعرضها خلال السطور المقبلة، أصبح أول عمدة لباريس، هو جان سيلفان بايي.

كان لجان بايى إسهامات بارزة فى الفلك، مما جعلته عضوًا بالأكاديمية الفرنسية للعلوم، عام 1763م، كما تم انتخابه عضوًا بأكاديمية اللغة الفرنسية في 26 فبراير 1784، وفى سنة 1785 أصبح عضوًا بأكاديمية النقوش والفنون الجميلة، ليصبح بذلك ثانى فرنسى يجمع بين عضوية هذه الأكاديميات الفرنسية الثلاث المرموقة بعد برنار لو بوفييه دي فونتينيل.

كان جان بايى مستمر فى أبحاثة الفلكية ولكنه توقف عن البحث العلمى بسبب اندلاع الثورة الفرنسية، لينتخب ممثلًا عن باريس في المؤتمر العام في 12 مايو 1789، ثم أول رئيس للمجلس الوطني في عهد الثورة فى نفس العام، ليعين أول عمدة لباريس فى 15 يوليو 1789م، واستمر  حتى 16 نوفمبر 1791.

خلال عمله كعمدة باريس تعرض للكثير من الانتقادات  وبالتحديد الصحفى الذى لعب دورًا كبيرًا فى الثورة الفرنسية كامي ديمولان، والمفكر جورج دانتون، حيث اعتبراه محافظًا أكثر مما ينبغى، ورغم التحديد والسخرية أرد جان ايى من تعزيز سلطات عمدة باريس وتحجيم نفوذ الجمعية العمومية لكوميونة باريس، وبالفعل استطاع تمرير مرسوم 27 سبتمبر 1791 والذي صدق عليه المجلس التشريعي، وأعلن من خلاله أن اليهود مواطنون فرنسيون، لهم ما للمواطنين الفرنسيين من الحقوق والمزايا.

وفى العام نفسه 1791، تجمعت أعداد كبيرة من المواطنين الجمهوريين بقيادة الصحفى الفرنسى كامى، للتنديد بقرار المجلس الوطني ببقاء لويس السادس عشر ملكًا على فرنسا مع التحول إلى نظام الملكية الدستورية، فقامت قوات الحرس الوطنى.

وأدى ذلك إلى قيام ضابط فرنسى يسمى دو لافاييت بقمع التجمهر بالذخيرة الحية مما أدى إلى سقوط عدد غير معلوم من الضحايا، وترتب على ذلك انهيار شعبية جان بايى، واجبر على الفرار، وحل محله جيروم بيتيون.

 

وفى عام 1793م، عرف مكان جان الذى كان فى ولاية مولن، وتم القبض عليه، ووضعه تحت ضغوط  للاعتراف للإدلاء باعترافات تدين ماري أنطوانيت، ملكة فرنسا ولكنه رفض، وتم عرضه على المحكمة الفرنسية فى عام 1793م، وحكم عليه بالإعدام.

وجاءت لحظة إعدامه امام الملايين من الشعب الفرنسى وتحت المطر والبرد القارس، وروى أحد الشهود الذى شاهد إعدامه قال له شامتًا: "هل ترتعش يا بايي؟"، فردّ عليه بهدوء: "أجل، ولكن من البرد لا غير".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة