أكرم القصاص - علا الشافعي

3 مناطق بياكلوا من خيرها.. السياحة مصدر دخل لأهالى جنوب سيناء وسيوة والنوبة.. 8 قبائل تنظم رحلات السفارى والـhiking بأرض الفيروز.. وبيوت أهالى الواحة تعتمد على دخل ضيوفها.. و"غرب سهيل" قرية نوبية تحيا بالسياحة

الثلاثاء، 08 أكتوبر 2019 10:00 م
3 مناطق بياكلوا من خيرها.. السياحة مصدر دخل لأهالى جنوب سيناء وسيوة والنوبة.. 8 قبائل تنظم رحلات السفارى والـhiking بأرض الفيروز.. وبيوت أهالى الواحة تعتمد على دخل ضيوفها.. و"غرب سهيل" قرية نوبية تحيا بالسياحة درب سيناء
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما تشعر أن "خير" المكان الذى تقطنه يعود بالنفع عليك وعلى أفراد عائلتك، يتولد لديك الشعور بالانتماء تجاهه، ودون أن يطلب منك أحد ستجد نفسك خير حافظ لهذا المكان، حفاظا على مصدر رزقك، هذا هو التأثير السحرى للسياحة عندما ينتفع أهل المنطقة المحيطة بها.

 

فقطاع السياحة لا تكمن أهميته فقط فى كونها مصدر للعملة الصعبة، أو أحد أهم موارد الاقتصاد الوطنى، بل إن الأهمية الحقيقية لقطاع السياحة فى انعكاسها على المجتمعات المحيطة، وتأثيرها إيجابا على حياة المواطنين فى محيط المناطق السياحية.

 

وفى مصر الزاخرة بشتى الأنماط السياحية يوجد ثلاث أماكن تعد مثالا يُحتذى به فى انتفاع المجتمعات المحلية بالمناطق السياحية فى محيطهم، منها بدو سيناء فى منطقة سانت كاترين، وقبائل سيوة، وأهل النوبة، والتى تحولت السياحة فى أماكنهم إلى مصدر رزق ثابت لهم وضمنت لهم حياة كريمة مستقرة.

 

درب سيناء دمج البدو اجتماعيا

انطلق فى العام 2014 مشروع "درب سيناء" أول طريق للمشى الطويل فى مصر، الطريق الذى يأخذك إلى قمم جبال سانت كاترين مرورا بجبل موسى والوادى المقدس، هذا الطريق الذى سلكه الحجاج المسلمين منذ قديم الأزل إلى مكة، والمسيحيين إلى القدس، والذى حاز على جوائز عديدة وذاع صيته عالميا.

 

ولأن "أهل سيناء أدرى بدروبها"، فعندما تبدأ رحلتك لن تجد مندوبى شركات سياحة فى استقبالك، ولا مرشدين سياحيين مهندمين المظهر، بل سيقابلك أهل قبائل سيناء التى تعيش فى تلك المنطقة، بزيهم البدوى الشهير فهم من سيكونوا رفقائك فى الرحلة، وسيبهرك خلالها ثقافتهم وعلمهم بتاريخ المنطقة، ولغتهم الإنجليزية التى يجيدون الحديث بها.

 

72480968_2746847068699176_3239938927976513536_n

البدو يٌنظمون رحلات السفارى

"درب سيناء" مشروع سياحى نجح فى تنمية المنطقة المحيطة عبر الحفاظ عليها بيئيا وتوفير فرص عمل للبدو فى المنطقة، الذين أصبحوا مسئولون عن كل الخدمات السياحية بهذه المنطقة، ويعملون كدليل للرحلات ومرشدين سياحيين يشرحون تاريخ المنطقة، ويقدمون خدمات للسياح مثل الطعام، وهذا هو السياحة المستدامة التى تبحث مصر التوسع فيها.

 

وبدأ الطريق فى البداية بإشراف من ثلاث قبائل بدوية هى الترابين، ومزينة، وجبلية، حتى وصل العدد الآن إلى 8 قبائل، ومؤخرا اشتركت المرأة بدور محورى فى العمل السياحى بالمنطقة، حيث بدأت السيدات فى تنظيم رحلات سفارى نسائية فقط، وعملت المرأة البدوية للمرة الأولى مرشدة سياحية.

 

وأكد الشيخ أحمد الجبالى من قبيلة الجبيلية، أن السياحة عملت على دعم قبائل سيناء ومنحهم فرصة للعمل، وأضاف قائلا: "فنحن نحب السياحة ونريدها أن تستمر فى سيناء لأنها  بتخلى فى شغل وحياة لينا"، وأوضح أن قبيلته تعيش فى منطقة سانت كاترين وتخدم منذ قديم الأزل رهبان الدير.

 

وتحدث عن درب سيناء أول طريق للمشى الطويل فى مصر، والذى تشرف عليه قبائل سيناء، لافتا إلى أن البدو كانوا ينظمون رحلات الحج قديما، ووصل الأن عدد القبائل التى تشارك فى العمل السياحى بدرب سيناء 8 قبائل، وهو الأمر الذى أدى إلى دمج المجتمع السيناوى وتأمين فرص عمل له.

 

68452098_2660818877301996_4286558553193316352_n

السياحة مصدر رزق للبدو

 

السياحة فى سيوة مصدر رزق

فى واحة سيوة فى قلب الصحراء الغربية كنوز سياحية لا حصر لها، من أثار وتاريخ إلى طبيعة ساحرة، وكل هذا جعل منها مقصد سياحى مميز جدا، فكانت خيرا على أهلها من القبائل الذين يسكنون الواحة ويقدرون بـ35 ألف، وأصبح أغلبهم يسترزقون من السياحة فى كافة المهن المختلفة سواء من خلال المطاعم أو السكن أو رحلات السفارى أو الحرف اليدوية.

 

تنمية السياحة فى سيوة استفاد منه السكان المحليين من فرص العمل المتاحة، كما حافظ على الإرث الطبيعي والثقافي للمجتمع، ووفر العمل السياحى أكثر من 200 فرصة عمل دائمة ومباشرة في المشروع للسكان المحليين، ونحو 400 فرصة عمل غير مباشرة كالعمل في الصناعات الحرفية والأثاث والنقل، كما ساهم أيضاً في إعادة الاهتمام بالتراث المعماري القديم حيث تم إنشاء أكثر من 50 مسكناً قام السكان المحليون ببنائها مستخدمين الأدوات والمواد الأولية المحلية.

 

ويشارك السكان المحليون فى إدارة وتنفيذ المشروعات السياحية المحلية، ويعتبر مشروع واحة سيوة السياحي نموذجاً هاماً للسياحة المستدامة، الذي أخذ على عاتقه تطوير الإمكانات والمصادر المحلية التى كانت غير مستغلة، ووفر الحياة الكريمة للسكان المحليين بدون أن تتأثر البيئة المحلية أو حتى البيئة الاجتماعية.

 

05115275410434358780386717084812

مشغولات يدوية لأهالى سيوة

قُرى النوبة مزارات سياحية:

ألوانها الفلكلوروية التى تعكس البهجة فى النفوس، جعلت منها مزارا سياحيا لاتخلوا منها رحلة الأقصر وأسوان، فالموروث الثقافى الثرى لأهل النوبة انعكس على كافة أوجه الحياة فى قرية "غرب سهيل"، التى يمكنك قضاء بضع أيام فى الزى النوبى المميز، تشاركهم شوارعم وطعامهم، وحفلات الرقص النوبى على ضفة نهر النيل والطبيعة الساحرة.

القرية التى أصبحت مثلا فى السياحة المستدامة، يبلغ تعداد سكانها حوالي 15 ألف نسمة تقريبًا، يعمل 80% منهم في المجال السياحي بالقرية و20% منهم يعملون بالجهات المرتبطة بالأعمال البيئية والمشغولات اليدوية.

وعن أشهر ما يقوم به السائحين بالقرية يقول "الحاج ناصر"، إن السائحين يقومون بالتجول داخل البيوت النوبية من الداخل ويتجولون بين أركانها وغرفها وتصوير كل شبر فيها لانبهارهم بسحر وجمال تلك البيوت البيئية البسيطة التي بنيت من الطمي والحجر، بل إنهم يقومون بتناول أشهر مأكولاتهم ومشروباتهم مثل الويكة والملوخية النوبي وهي تلك المصنوعة من ورق البسلة ولا يأكلها إلا النوبيون، ويشربون الشاي بالنعناع وحلف البر وحلف الليمون والكركديه والدوم البارد والساخن.

وتحولت زيارة القرية إلى برنامج أساسى من أى رحلة سياحية، ومن أشهر الجنسيات اقبالا الأسبان والألمان واليابانيون، ويستمتعون بالتماسيح النيلية التى يربيها أهالى القرية، والتي يضعونها في أقفاص داخل منازلهم، بالإضافة إلى الأعمال اليدوية التي يقوم بصناعتها أهل القرية.

 

201709220832383238
مشغولات يدوية فى قرية غرب سهيل

 

west-suhail_498086292_41173

بيوت النوبة مزارات سياحية

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة