شهدت عروض المجموعة الثانية للأفلام القصيرة، المشاركة بمهرجان مالمو للسينما العربية فى دورته التاسعة، إقبالا كبيرا من الجمهور العربى والسويدى، حيث شهدت القاعة حضورا كامل العدد، إضافة إلى جلوس البعض على مدرجات القاعة، وعقب العروض عقدت ندوة نقاشية مع صناع الأفلام أدارها الناقد محمد عاطف.
وضمت عروض المجموعة الثانية فيلم "متعلاش على الحاجب" للمخرج تامر عشرى، و"بطيخ الشيخ" لكوثر بن هنية و"الحلاق" لميلانى ارنسون، و"فكرة ثانية" لبلال الخطيب، و"قصة غريبة" لأنطونى يازبك.
وقال تامر عشرى إنه سعيد بتقديم فيلمه القصير "ما تعلاش على الحاجب" وعرضه ضمن فعاليات مهرجان مالمو فى دورته التاسعة، وأنه سبق وعرض الفيلم فى العديد من المهرجانات المصرية وكان أكثر قلقا من رد فعل الجمهور على موضوع الفيلم، وقال إن ردود الفعل لم تكن غاضبة، ولكن مستنكرة لهذا الاختيار تحديدا المتعلق بالنقاب.
وأضاف عشرى أن فكرة تقديم عمل قصير بعد تقديمه لعمل روائى طويل، فوتو كوبى لم تقلقه مطلقا، لأنه أحب الفيلم كما أن كاتب السيناريو للفيلمين هو هيثم دبور.
وأعربت ميلانى ارنسون عن سعادتها بعرض فيلمها "الحلاق" ضمن فعاليات مهرجان مالمو للسينما العربية، وتدور قصة الفيلم عن شاب يعمل حلاقا بعد أن فر من الحرب فى سوريا إلى السويد بحثا عن حياة جديدة، لتلاحقه كوابيس الماضى.
كما شهد المهرجان عقد ندوة للفيلم اللبناني "صباح الخير" إخراج بهيج حجيج؛ وتدور قصة الفيلم حول مقهى حديث مع نافذة عريضة تطل على أحد شوارع بيروت النابضة بالحياة، وشاشة معلقة على الحائط تبث الأخبار بلا توقف.
وعلق مخرج الفيلم على أن الكاميرا كانت الشخصية الثالثة بالفيلم وكانت مصاحبة دائما للشخصيتين الرئيسيين اللذين نرى من خلالهما أحوال الناس فى المنطقة وكذلك أحوال العالم من خلال آرائهما ووجهة نظرهما أثناء لعبهما الكلمات المتقاطعة.
ويقول أيضا أن رغم أن الكاميرا لا تخرج خارج المكان إلا أننا لازلنا نستطيع أن نعرف ما يدور فى الشارع كما لو أننا وسط الناس.
الفيلم، من سيناريو رشيد الضعيف وبهيج حجيج، تصوير ميلاد طوق، مونتاج حسين يونس، بطولة جبريال يمين، عادل شاهين، رودريج سليمان، مايا داغر وادارت ندوة الفيلم بعد عرضه الناقدة مروة أبو عيش.
فيما شهد المهرجان إشادات بالفيلم المغربى "طفح الكيل" للمخرج محسن بصرى بمهرجان مالمو للمخرج المغربى محسن بصرى، وتدور أحداثه حول "إدريس" الذى يرحل برفقة زوجته إلى الدار البيضاء لحاجة ابنهما لعناية طبية فى المستشفى لعدم قدرته على تحمل صداع حاد يلازمه منذ أسابيع، وشهد العرض إشادات الحضور ممن وجدوا أن العمل يحمل الكثير من الاحترافية والمعانى فى تناول قضايا قد تكون متشابهة مع أغلب القضايا المجودة بالوطن العربى، وليس فى المغرب فقط.
الفيلم فاز بجائزة أحسن فيلم لمسابقة أفلام الحريات فى الدورة الثامنة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وشهد الفيلم إقامة مناقشة فور عرضه مع مخرج الفيلم، بمصاحبة الناقد محمد عاطف ومنتجة الفيلم لمياء الشريبى.
وعرض فيلم "ليل خارجى" للمخرج أحمد عبد الله، وتدور القصة فى تجربة تستغرق ليلة كاملة لأشخاص يكتشفون فيها القاهرة فى أعماقها الشعبية فى ظلام الليل، ويعيدون اكتشاف ما ظنوا أنهم يعرفونه عن أنفسهم وعن علاقاتهم، ويحاول "مو" معرفة كيف يستطيع 3 أفراد من ثلاثة طبقات اجتماعية مختلفة، وتوجهات أخلاقية وفكرية متباينة، التعايش داخل عربة تاكسى صغيرة فى مدينة مزدحمة، فى إطار من الإثارة.
"ليل خارجى" فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، كما فاز شريف الدسوقى بجائزتين: جائزة التمثيل الخاصة من جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية، وجائزة أفضل ممثل فى المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ40.
"ليل خارجى" بطولة كريم قاسم، منى هلا، شريف قاسم، ومشاركة متميزة لعدد كبير من النجوم من ضيوف الشرف هم على قاسم، أحمد مجدى، أحمد مالك، بسمة، عمرو عابد، وصبرى عبد المنعم، تأليف شريف الألفى ومن إخراج أحمد عبد الله السيد.
وعقب عرض الفيلم أقام المهرجان مناقشة أدارها الناقد أحمد شوقى، وبحضور بطلى الفيلم منى هلا وشريف الدسوقى، حيث حصد العديد من الإشادات من قبل الجمهور بعد عرضه.
وحول الفيلم قال شريف الدسوقى إنه سعيد بالفيلم، وإنه من أمتع التجارب الفنية بالنسبة له، وأضاف أن بناء الشخصيات بدا قبل المهرجان بشهور، وظل يذاكر الشخصية خاصة أن سكريبت الفيلم كان مبنيا على الارتجال، وأشار إلى أنه ممثل مسرح وحكاء ولديه نهم كبير بتجسيد الشخوص المصرية، وذلك سهل عليه مفردات العديد من الشخصيات، خاصة شخصية سائق التاكسى التى قدمها لأن لديه مخزون لم يظهره من قبل.
أما منى هلا فقالت، إنها ابنة أم مصرية وأب نمساوى، وعاشت فى شبرا، وبالتالى لديها مخزون كبير من المفردات الخاصة بالطبقة الشعبية، وهذا ساعدها فى تجسيد الشخصية، مؤكدة أنها تحب جدا شبرا وتفخر بها.
كما عرض الفيلم السويدي "شفق قطبي" من برنامج العروض الخاصة، تبعته مناقشة مع المخرج ابراهيم مهنا أدارتها الصحفية رانيا الزاهد، تلاه عرض المجموعة الثانية من مسابقة الأفلام القصيرة بحضور صناعها، وناقشها معهم مبرمج الأفلام القصيرة بالمهرجان الناقد محمد عاطف.
في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة أقيم عرض ثلاثة أفلام هي الفيلم الفلسطيني الأردني "أرواح صغيرة" بحضور المخرجة دينا نصر، الفيلم المصري "الكيلو 64" الذي ناقشه الناقد محمد نبيل مع المخرج أمير الشناوي، وأخيرًا الفيلم السوداني "أوفسايد الخرطوم" الذي أدار الناقد العراقي عرفان رشيد المناقشة مع مخرجته مروى زين
وفي قاعة بانورا الكبرى أقيم احتفال خاص بعنوان "ليلة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية" احتفى فيها مهرجان مالمو بالمهرجان المصرى الذى قطع خطوات واسعة صار بها أحد أهم المهرجانات المتخصصة في السينما الأفريقية.
وتحدث مؤسس ورئيس مهرجان مالمو المخرج محمد قبلاوى معربًا عن سعادته بالشراكة التي تجمع المهرجانين الرائدين في مجالهما، وقام بالترحيب برئيس مهرجان الأقصر سيد فؤاد ومديرته عزة الحسيني ورئيس لجنته الاستشارية جابي خوري، الذين تحدثوا عن المهرجان والشراكة مع مالمو قبل عرض الفيلم الغاني "دفن كوجو" الذي فاز في مارس الماضي بقناع توت عنخ آمون الذهبي، كبرى جوائز مهرجان الأقصر
وتواصلت جلسات تقديم المشروعات المشاركة فى سوق منتدى مالمو والمتنافسة على جوائزه القيمة، حيث شهد تقديم فئتين من المشروعات هما الفيلم القصير في مرحلة التطوير ويتنافس على جوائزها خمسة مشروعات، والفيلم الوثائقي الطويل في مرحلة ما بعد الإنتاج ويتنافس عليه أربعة مشروعات، ومن المقرر إعلان جوائز المنتدى غدا الثلاثاء.
وشهد ختام اليوم حفل استقبال وموسيقى عربية سبقت عرض الليلة الثانية من برنامج "ليالي عربية" المخصص للاحتفاء بالأفلام الجماهيرية العربية، والذي عُرض فيه الفيلم التونسي "بورتو فارينا" للمخرج ابراهيم اللطيف بحضور بطل الفيلم محمد علي بن جمعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة