أكرم القصاص - علا الشافعي

"هيومان رايتس ووتش": الدوحة لا تبالى بأرواح العمال الأجانب.. تقارير صحفية ترصد وفاة أكثر من 2000 عامل وافد خلال 6 سنوات.. المنظمة: قانون العمل يحرم أسر الضحايا من التعويضات.. وأسباب الوفاة غامضة

الخميس، 24 أكتوبر 2019 02:29 م
"هيومان رايتس ووتش": الدوحة لا تبالى بأرواح العمال الأجانب.. تقارير صحفية ترصد وفاة أكثر من 2000 عامل وافد خلال 6 سنوات.. المنظمة: قانون العمل يحرم أسر الضحايا من التعويضات.. وأسباب الوفاة غامضة العمالة فى قطر
كتب عبد اللطيف صبح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، فى آخر تقرير لها عن دولة قطر، إنه يتوجب على قطر أن تحقق بدقة وفوراً فى أسباب وفاة العمال الوافدين، وأن تعلن نتائج تحقيقاتها، فى ضوء البحوث الطبية التى خلُصت إلى أن ضربة الشمس هى السبب المُرَجَح للوفيات المتصلة بمضاعفات فى القلب والأوعية الدموية لدى هؤلاء العمال فى قطر، مؤكدة أنه على السلطات القطرية أن تعتمد وتطبّق فورا قيودا ملائمة على العمل فى الهواء الطلق لحماية العمال من المخاطر القاتلة المتصلة بالحرارة العالية.

 

العمالة فى قطر

 

وفاة أكثر من 2000 عامل هندى ونيبالى فى 6 سنوات
 

وأشار التقرير إلى أن مجموعة من المتخصصين فى مجالىّ المُناخ وأمراض القلب درست، فى إطار بحث نُشِر فى دورية "كارديولوجى جورنال"، الصلة بين وفاة أكثر من 1300 عامل نيبالى من 2009 إلى 2017، خلال 8 سنوات، والتعرض للحرارة، حيث توصل الباحثون إلى وجود ارتباط قوى بين الإجهاد الحرارى ووفاة العمال الشباب جراء مضاعفات تصيب القلب والأوعية الدموية، في أشهر الصيف، كما صدر فى أكتوبر تحليل أجرته "الجارديان" لبيانات حالة الطقس الرسمية لفترة 9 أشهر، شدد بدوره على أن العمال الذين يعملون في غير الأوقات المحظور العمل بها فى الصيف بقطر، لا زالوا عرضة بانتظام لمستويات من الإجهاد الحرارى قد تكون قاتلة.

وأوضحت هيومان رايتس ووتش أنه وفقا لتحقيق آخر نُشر فى صحيفة الجارديان البريطانية فى 7 أكتوبر واعتمد على بيانات من مصادر نيبالية وهندية رسمية، فإن الوفاة فى 676 حالة من بين 1025 حالة على الأقل لوفيات عمال نيباليين فى قطر بين 2012 و2017، و1345 حالة من 1678 حالة لعمال هنود فى قطر بين 2012 وأغسطس 2018 كانت تُعزى إلى "أسباب طبيعية"، باستخدام بيانات مستمدة إلى حد كبير من شهادات الوفاة الصادرة فى قطر، كانت الأسباب المذكورة تتراوح بين السكتة القلبية والنوبة القلبية وفشل الجهاز التنفسى و"الإعياء"، وهى مصطلحات تخفى الأسباب الكامنة للوفيات وتجعل من المستحيل تحديد ما إذا كانت متصلة بظروف العمل أم لا، مثل التعرض للإجهاد الحرارى.

 

تميم بن حمد

 

 حرمان أسر الضحايا من التعويضات
 

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط فى هيومن رايتس ووتش: "لم تحقق السلطات القطرية فى الوفيات المفاجئة وغير المتوقعة لعمال وافدين فى قطر، هم غالبا شباب وأصحاء، فى لامبالاة ظاهرة بأرواح العمال، لا يمكن لقطر الادعاء بأنها تصون حقوق العمال الوافدين طالما هى تتجاهل الدعوات المُلحة والمتكررة لإجراء إصلاحات كفيلة بإنقاذ الحياة لحماية العمال من الحرارة".

وأشارت المنظمة إلى أنه عندما تُعزَى هذه الوفيات إلى "أسباب طبيعية" وتُصنَف بأنها غير متصلة بالعمل، يحرم قانون العمل القطرى الأسر من التعويضات، ويترك عائلات كثيرة معدمة فى غياب المتوفى الذى يكون غالبا معيلها الوحيد.

 

العمال فى قطر

 

استخدام مصطلحات "غامضة" لا تُحدد سبب الوفاة
 

وفى 2014، صدر تقرير عن "دى إل آيه بايبر"، وهى شركة محاماة دولية بتكليف من الحكومة القطرية، أشار إلى أن عدد وفيات العمال فى قطر بسبب "السكتة القلبية"، وهو مصطلح فضفاض لا يحدد سبب الوفاة، وقدم التقرير توصيتين أساسيتين فى هذا الصدد لكن السلطات لم تنفذهما، إحدى التوصيتين كانت بإصلاح القوانين لفرض إجراء تشريح أو فحص بعد الوفاة حول "الوفيات غير المتوقعة أو المفاجئة"، والتوصية الثانية كانت بإجراء دراسة مستقلة بشأن العدد "المرتفع على ما يبدو" للوفيات التى تُعزى بشكل غامض إلى سكتة قلبية.

يُذكر أن هيومان رايتس ووتش قد أصدرت تقريرا فى 2017، أبرز عدم ملائمة استراتيجية قطر لتخفيف مخاطر الحرارة بتقليص العمل فى الحرارة بحسب وقت وتاريخ محددين، فى التصدى للمخاطر الحقيقية المتصلة بالحرارة والتى تهدد العاملين فى الهواء الطلق، بسبب الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة فى قطر خارج هذه الساعات والأوقات من السنة، كما توصّل التقرير إلى أن تقاعس السلطات القطرية عن إجراء التشريح أو فحوصات ما بعد الوفاة على العمال الوافدين المتوفين عندما يكون سبب الوفاة غير واضح، يعد مشكلة خطيرة.

وأوضحت المنظمة أنه بعد عامين، تستمر قطر فى تنفيذ حظر العمل خلال بعض ساعات النهار صيفا وهو غير كافى للتصدى للمشكلة، إذ يُحظر العمل من الساعة 11:30 صباحا إلى 3 بعد الظهر بين 15 يونيو و31 أغسطس، كما لم تُصدر قطر بيانات مجدية عن وفيات العمال الوافدين طوال 6 أعوام، والتى من شأنها السماح بإجراء تقييم لمدى كون الإجهاد الحرارى عاملا من العوامل المتسببة بالوفاة.

وأشارت المنظمة إلى أنه يجب على السلطات القطرية أن تستبدل فورا حظر العمل بساعات الظهيرة صيفا، بمطلب مُلزِم قانونا يستند إلى ظروف الطقس الفعلية، بما يتسق مع معايير الممارسات الدولية الفضلى، وينبغى أن يشمل هذا تحديد نسب الراحة مقابل العمل بما متناسب مع خطر التعرض للحرارة والرطوبة، وإتاحة الظل للعمال، وتوفير مياه الشرب بوفرة، وحظر العمل تماما فى جميع الأوقات التى بها مخاطر حرارة غير مقبولة، وأنه على السلطات أن تنسق مع اختصاصيين فى الإجهاد الحرارى لصياغة هذا التشريع، والذى ينبغى أن يشمل عقوبات فعالة فى حال عدم الالتزام.

 

تميم بن حمد

 

الهند ونيبال وبنجلاديش مطالبة قطر بتحقيقات فى وفيات العمال
 

كما ينبغى للسلطات إصدار بيانات عن وفيات العمال الوافدين خلال السنوات الست الأخيرة، مقسمة بحسب السن والجنس والمهنة وسبب الوفاة، وأن تعدل القوانين المتصلة بالتشريح بحيث تُفرَض فحوصات طبية ويُسمَح بتحقيقات الطب الشرعى فى جميع الوفيات المفاجئة أو غير المبررة، وإصدار تشريع يفرض بأن تشمل جميع شهادات الوفاة إشارة إلى سبب الوفاة الدقيق طبيا.

وقالت هيومان رايتس ووتش "إن على الهند ونيبال وبنجلادش والدول الأخرى المرسلة للعمال أن تشدد على أجراء قطر تحقيقات فى وفيات العمال، وأن تتيح البيانات الكاملة الخاصة بالوفيات علنا، وأن تنفذ إصلاحات لحماية العمال من الحرارة".

 

على الفيفا تقديم الحماية الكافية للعمال
 

وقالت ويتسن: "ليس لدى قطر أعذار مقبولة للتقاعس فى ملف هام مثل فهم أسباب وفاة العمال الوافدين، بدلا من تجاهل ما يحدث، على الفيفا والاتحادات الرياضية الأخرى التى اختارت تنظيم فعاليات رياضية دولية فى قطر، أن تشدد على تقديم الحماية الكافية للعمال الذين يشقون فى طقس بالغ الحرارة لبناء البنية التحتية اللازمة لاستضافة تلك الفعاليات الضخمة".









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة