لقد شرع الله سبحانه وتعالى الزواج للإنسان كرباط بين زوجين للألفة والاستقرار والتكاثر، وإنشاء أسرة ومجتمع صغير داخل المجتمع الكبير .
وقد وضع سبحانه شروطاً للزواج ليكون صحيحاً ، منها الرغبة النفسية والجنسية ، والقدرة المالية على تحمل نفقات وتكاليف الزواج والحياة الأسرية، وليس فقط المقدرة المالية لإتمام ليلة الزفاف، كما يجرى العرف فى مجتمعنا.
فكثير من شبابنا وبناتنا يحلم بالزواج ، فقط من أجل ليلة الزفاف والفرح ، دون أن ينظر الى ما بعد تلك المرحلة .
فالزواج هو رباط روحى وجسدى وفكرى بين الزوجين ، فإن غاب التفاهم والاحترام بينهما كان الزواج فاشلاً، وكتب لهما الشقاء والتعاسة وكثرة المشاكل.
لذلك يجب أن يختار المقدم على الزواج من يراها مناسبة لفكره ومستواه الاجتماعي وعاداته ، حتى لا يقع التصادم بينهما والخلافات ، وكذلك يجب على المرأة أن توافق على الزواج ممن تراه مقبولاً ومناسباً لها، لا أن توافق على أى رجل يتقدم لها، فقط لخوفها من العنوسة ، أو كلام الناس ، او لمجرد رغبتها فى حفلة زفاف وفرح تتباهى به بين أقاربها او صديقاتها .
فكثير من النساء من تقبل الزواج إرضاءً لأهلها ، وخوفاً من أن يفوتها قطار الزواج ، كما يقال لها ، لتجد نفسها متزوجة ممن هو غير مناسب لها فينتهى بها الحال بين أمرين ( التعاسة او الطلاق ) .
وكذلك من الرجال من يقدم على الزواج من أى أنثى سواء أكانت تناسبه أم لا ، وذلك فقط ليتجنب كلام الناس إذا ما تأخر فى الزواج ، حيث إنه من أسوأ الأعراف فى مجتمعنا وصف من تأخر فى الزواج ، أو ليس لديه رغبة فى الزواج ، بالشذوذ أو العجز الجنسى .
فالرغبة فى الزواج يجب ان تكون روحية واجتماعية وأخيراً جنسية لكن ان اقتصرت الرغبة على واحدة مما سبق دون الأخرى ، فإنه يفشل وسيكون مليئاً بالمشاكل والهموم .
لذلك عزيزي القارئ وعزيزتى القارئة : لا تقدم على الزواج إرضاءً لغيرك ، أو خوفاً من أن يفوتك القطار ، لتأخرك فى العمر، فالاختيار هو قرارك وحدك ، والزواج رزق لن يأتيك إلا فى الوقت الذى كتبه الله وقدره ، فمنا من كتب الله له الزواج فى سن مبكرة ، ومنا من كتب عليه التأخر أو حتى الحرمان منه ، لكن دوماً لكل شيء سبب ، واختيارك سيكون السبب لتحقيق نصيبك وقدرك .
نسأل الله أن يرزقنا جميعاً حسن الاختيار ، وأن يكتب للجميع السعادة والعيش فيما يرضيه سبحانه .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة