أكرم القصاص - علا الشافعي

دار الإفتاء: ردود أفعال إيجابية من العلماء بعد نجاح المؤتمر العالمى للإفتاء

الجمعة، 18 أكتوبر 2019 10:33 ص
دار الإفتاء: ردود أفعال إيجابية من العلماء بعد نجاح المؤتمر العالمى للإفتاء المؤتمر العالمي للإفتاء
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قالت دار الإفتاء المصرية، إن الأفعال والتعليقات الإيجابية توالت عقب نجاح المؤتمر العالمى الخامس للإفتاء الذى عقد يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي" بمشاركة وفود من كبار العلماء والمفتين من 85 دولة على مستوى العالم.

وذكر بيان للدار اليوم، أن الدكتور محمد البشارى الأمين العام للمجلس العالمى للمجتمعات المسلمة، أكد أن مؤتمر هذا العام جاء فى الوقت المناسب وفى توقيت دقيق لا سيما وأن الخلاف الفقهى يحتاج إلى إعادته إلى مساره الصحيح بعدما انحرف عن جادة الطريق بسبب اختطافه من المتشددين الذين حملوا سماحة الفقهاء السابقين وأدبهم فى الخلاف ونقلوه إلى مساحة التعصب والانزلاق ناحية تهديد العباد والبلاد.

وأضاف أن التوصيات والمشروعات المهمة التى خرج بها المؤتمر تبنى عليها الآمال فى تعزيز أدب الخلاف الفقهى وقبول الرأى الآخر ونشر التسامح والسلام بعيدًا عن التشدد والتعصب.

فيما قال الشيخ محمد حسين مفتى القدس أن قضية الخلاف الفقهى تحتاج إلى أصول حضارية للإفادة من كونه طريقًا فى تلبية حاجات المجتمعات تجاه قضاياها التى تظهر مع تطورات الأوضاع المختلفة تأكيدًا على مرونة الفقه الإسلامى الذى يشتمل على قواعد كلية وفروع تتميز بالشمول والنمو.

وأوضح مفتى القدس أن محاور المؤتمر العالمى للإفتاء استطاعت أن تمس كافة جوانب الخلاف الفقهى وكيفية إدارته إدارة حضارية تتسق مع معطيات العصر، فمن خلال جلساته استطعنا مناقشة العديد من المحاور المهمة كما عقدت ورش عمل خرجت بمقترحات جيدة ومشروعات مهمة لإدارة الخلاف الفقهى ونزع فتيل التعصب المذهبى والطائفي.

وقال الدكتور محمد الخلايلة المفتى العام للمملكة الأردنية الهاشمية إن الخلاف الفقهى حدث فى العصور الأولى بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ حادثة صلاة العصر فى بنى قريظة حيث قام كل فريق من الفريقين بتأويل الأمر النبوى وفق مكونات فكرية ثابتة لديه من الظروف والملابسات المحيطة ، وقام كل فريق بالبناء العملى وفق اجتهاده ، ثم برزت قاعدة حضارية وضعها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بتصويب كلا الفريقين ، ولم يلق باللائمة على أحدهما دون الآخر ، بما يثبت أن الخلاف حضارى وليس تعصبًا وتشددًا مصحوبًا بالقتل والحرق والتدمير مثلما نتابع مع أفعال المنتمين لتيارات التشدد والانحراف.

وأشار إلى أن المؤتمر قد أكد على أن الإدارة الأرشد للخلاف الفقهى تعد محورًا مهمًا فى كيفية استثمار الأحكام الفقهية المختلف فيها بين المجتهدين، بحيث يصير الخلاف أساسًا فى الحوار والبناء، ومظهرًا أساسيًا من مظاهر الحضارة الإسلامية، على عكس ما يريده المتشددون من تقويض الحضارة الإسلامية والجمود على آرائهم وضيق أفقهم فى إدارة الاختلاف متجاهلين أن الخلاف واقع لا محالة وإنما الإشكالية تكمن فى عملية إدارة الاختلاف بما يراعى أحكام الشريعة الإسلامية السمحة ونصوصها.

فيما أكد الدكتور مصطفى سيرتش رئيس العلماء فى البوسنة والهرسك أن الأمانة العامة لدور وھیئات الإفتاء تشهد حالة من النمو الفكرى كل عام فى انتقاء الموضوعات التى تناقشها وتجعلها محورًا للبحث بين المشاركين الذين يمثلون نخبة العالم الإسلامى ، موضحًا أن الخلاف الفقهى شهد دخول تيارات الإرهاب والتطرف بين ثناياه بما أفسده ونقله من حالة الحضارة إلى تعصب السلاح وإراقة الدماء .

ومن جهته قال الشيخ عبد اللطيف دريان مفتى لبنان إن أئمة الفقه الكرام قد اختلفوا فى الكثير من الأحكام الفقهية الفرعية أكثر مما هو فى زماننا هذا ولم نسمع بشيء من التشدد والتعصب للرأى مثلما يحدث الآن فى زماننا، بل كانوا رحمهم الله يحترمون كافة الآراء ويختلفون اختلافًا حضاريًّا علميًّا راقيًّا.

وأضاف: "حاولنا من خلال أبحاث المؤتمر والجلسات النقاشية وورش العمل أن نعيد إلى الأذهان مرة أخرة صورة الخلاف الحضاري، ونذكر بأن الاختلاف سنة كونية كانت موجودة وستظل، لذا يجب إدارتها إدارة حضارية، واتخاذ كافة السبل من أجل إعادة الاختلاف بين المذاهب إلى جادة الصواب بمشاريع عملية يتم تطبيقها على أرض الواقع، وهو ما نجح فيه المؤتمر العالمى للإفتاء.

وأكد الدكتور محمد الياقوتى وزير الأوقاف السودانى الأسبق أن علماء الإسلام على مر التاريخ كانوا يختلفون فيما بينهم، ولم يكن هذا الخلاف مدعاة لإشعال نيران الصراعات المذهبية والطائفية، بل كان يحقق ثراءً علميًا وفقهيًا كبيرًا استطاعت الأجيال العلمية فيما بعد أن تستفيد منه كما استفاد منه كذلك الناس جميعًا حيث تيسرت حياتهم بتعدد الآراء.

ولفت إلى أن مؤتمر الأمانة العامة للإفتاء هذا العام استطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا فى الوصول إلى بيت الداء فى المشكلة ووضع الحلول والمبادرات والقواعد التى ستساعد على عودة الخلاف الفقهى إلى دائرة الحضارة بجعل كل مجتهد قاصد الوصول للحق مثابًا وله أجر ما بذله رغبة فى الوصول إلى الحق.

وصرح الدكتور محمد فطريش مفتى سنغافورة بأن العالم الآن يشهد تغيرات كثيرة فى جوانب الحياة المتعددة التى تجعل المؤسسات الدينية والإفتائية على مستوى العالم أمام تحد حقيقى فى استيعاب الاختلاف فى الآراء الفقهية خاصة فى المسائل الحادثة التى لم يستقر العلماء على رأى موحد فيها.

وأضاف: من هنا تأتى أهمية مؤتمر الأمانة العامة حول إدارة الخلاف الفقهي، وهو الموضوع الأكثر إلحاحًا فى وقتنا، مشيرًا إلى أن المشروعات التى خرج بها المؤتمر ومن بينها إطلاق وثيقة التسامح الفقهى والإفتائي، سيكون لها أثر إيجابى بالغ فى مواجهة موجات التشدد والتعصب للآراء واحترام التعددية الفقهية والمذهبية.

فيما قال الدكتور طارق الجوهرى - المدير التنفيذى لمؤسسة التعايش بواشنطن – إن التسامح والتعايش كانا السمة السائدة بين كبار العلماء من مختلف المذاهب على مر التاريخ، ولم يتعد خلافهم الخلاف العلمى بشروطه وآدابه ولم يكن يتخطاه إلى تعصب أو نبذ أو شقاق.

وأضاف أن المجتمعات المتحضرة قد عرفت قيمة التسامح وقبول الآخر واحترام كافة الآراء، وهى القيم التى كانت الأمة الإسلامية سباقة إليها حتى ساد فى بعض الأوقات التعصب للرأى نتيحة غياب القيم والغاية الأسمى من الخلاف الفقهي.

واعتبر الجوهرى أن المؤتمر العالمى للإفتاء خطوة على الطريق الصحيح لإعادة الخلاف الفقهى إلى المسار الطبيعى الذى يؤسس للتعددية وقبول الرأى الآخر واحترامه والتعايش المشترك فى ظل قيم إنسانية ودينية مشتركة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة