خلود عاشور تكتب : الضائع منك

الأربعاء، 16 أكتوبر 2019 06:00 م
خلود عاشور تكتب : الضائع منك حزن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الضائع منك، والمفقود، كثير... كثير جدًا... وقت ، وربما مال، وربما شخص .

ما من أحد منا، إلا ومر بفترة، وترك بها بعضًا من فتات روحه، ولكن لزامًا عليك لملمة هذا الفتات، والقيام من جديد، فما خُلقنا لنقع، وما خلقنا الله، ولا ابتلنا إلا لعلمه مدى تحملك وقوتك "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها".

 حينما تقع، تُهزم، تُخذل، تُشتت، لا تحاول مجرد محاولة دفن مشاعرك الحزينة تجاه ما حدث، ولكن عش حزنك بكل ما تملك من وقت، وهذا ليس دعوة للحزن، والتعايش معه، واعتياده مثلا، ولكن الحزن مثله مثل الفرح، مشاعر واجب أن تُعاش، فالاثنان مقرهما القلب، كما أنه لابد من فرح يغزو الحياة فيزهرها، واجب لحزن يزكى به القلب عن نفسه، فالحزن زكاة القلب.

فى حالة تجاهلك لحزنك، لن تُشفى منه أبدًا ، سيظل جرح فيك غير ملتئم ، تتلوى من فرط الألم كلما لمسه أحد، ولن يلتئم أبدًا ، كلما هبت رياح الذكريات لحفتك ببعضها، وعلى إثرها ستصرخ، وبعدما كنت ستحزن بعضًا من الوقت - يتفاوت بمقدار قوة إيمانك، وقوتك الذاتية- على ما ألمك، ستظل تتألم وقتًا لا أحد يعلمه إلا الله.

لا أقول أنه كلما ألمك شىء تعقد الدنيا كلها على رأسك، وتجلس حزين، ولكن قف ساعات من اليوم فكر فى الأمر، واعترف أنه محزن، وابدأ مداوية حزنك، تارة بوضع حل، تارة بالتنفيس عنه، تارة بالاعتراف بالخطأ بينك وبين نفسك حتى، ولكن على أسوأ الأحوال لا تتجاهله، فالحزن المكبوت إن اجتمع على القلب أهلكه.

نهاية..

ليس بأن تعش حزنك معناها أن تُوقف دنياك، ولكن مارسها، وعالج حزنك، والحزن لا يعنى الاكتئاب، ولكن يعنى محاولة التفسير لما ألمنا، لا تتجاهل إن مر بك ما يحزنك، اعترف، وحاور، زكى عن قلبك.. دمتم سالمين.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة