أكرم القصاص

هل يعيد الغزو التركى إنتاج «داعش» جديد فى سوريا؟

الخميس، 10 أكتوبر 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مدفوعا بقدر كبير من الغرور، بدأ الرئيس التركى رجب طيب أردوغان غزو الأراضى السورية بزعم مواجهة القوات الكردية شمال شرق سوريا، وهى حجة تبدو غير مقنعة للكثير من المراقبين، وأيضا لأوربا، حيث أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا قلقا من الغزو التركى لسوريا، ودعا الرئيس الروسى فلاديمير بوتين نظيره التركى لإجراء عملية تقييم للعمليات العسكرية، فيما يظل الموقف الأمريكى مترددا، تجاه قوات سوريا الديمقراطية.
 
يرى بعض المحللين أن أردوغان الذى فشل طوال ثمانى سنوات فى انتزاع منطقة آمنة من الأراضى السورية، ربما يريد استعادة السيطرة على بعض الأراضى السورية بعد هزيمة داعش والنصرة، اللذين ارتبطا بتركيا وأردوغان خلال السنوات الأخيرة. وقد انتشرت تقارير متعددة عن هروب عدد من قيادات داعش والقاعدة من سوريا إلى تركيا، وحصل بعضهم على إقامة وحماية، مع ثروات جمعوها من بيع النفط السورى المسروق، وهؤلاء ربما يتم إعادتهم الى سوريا تحت أسماء جديدة.
 
كل هذا يضاعف من  مخاوف إعادة إنتاج تنظيمات داعش والنصرة تحت ستار تركى جديد. وقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» أنها ستسحب بعض قواتها التى تحرس مقاتلى داعش المسجونين لديها، وذلك بهدف مواجهة «الغزو التركى»..  الأمر الذى يجعل مصير الآلاف من الدواعش فى مهب الريح، ومنهم مقاتلون أجانب رفضت دولهم تسلمهم، وهو ما دفع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى دعوة تركيا لتسلم مسؤولية حماية الدواعش الأجانب المحتجزين فى سوريا، وهو ما قد يمثل ورقة لأردوغان لتنفيذ مخطط إعادة زرع مرتزقة بدلا من داعش.
 
ويضاعف من توقعات وجود نوايا أخرى لدى تركيا غير مواجهة القوات الكردية، أن ما سمى الجيش السورى، المدعوم من تركيا، فعاد للصورة بعد سنوات من الاختفاء. فقد تم تصدير ما سمى «الجيش السورى الحر» بمعرفة تركيا ودول غربية، وحصل على الأسلحة والدعم، وسرعان ما اختفى لتظهر تنظيمات داعش والنصرة، والتى سيطرت لفترة، قبل أن تتلقى هزائم من الجيش السورى وقوات سوريا الديمقراطية. 
 
كان الجيش السورى الحر ستارا حلت مكانه تنظيمات داعش والقاعدة، وبالتالى فإن عودة ما سمى «الجيش الوطنى السورى» المدعوم تركيا ودخوله من القوات التركية الغازية، أعاد للواجهة احتمالات أن يكون أحد أهداف أردوغان هو إطلاق داعش والقاعدة وإعادة تنظيم صفوف الإرهابيين تحت مسميات جديدة مثلما جرى بعد 2012. 
 
وقد كشفت تقارير سورية عن أن ما يسمى الجيش السورى المرافق لقوات الغزو التركى هم من المرتزقة التابعين لأردوغان ومنهم بالطبع عملاء لتركيا، ومجرد واجهة لإعادة نشر التنظيمات الإرهابية لمنع استكمال سيطرة الجيش السورى على الأراضى السورية كاملة، وحسب «المرصد السورى لحقوق الإنسان» فإن فصائل مسلحة موالية لتركيا «دخلت شمال سوريا تحت لواء «الجيش الوطنى السورى»، الذى شكلته أنقرة من بقايا «الجيش السورى الحر» أوائل 2018.
 
لكن بعض التحليلات ترى أن أردوغان ربما يكون قد أخطأ الحسابات، حول قوة الأكراد، خاصة أن قوات سوريا الديمقراطية أعلنت النفير العام، لمواجهة الغزو، وهناك احتمالات لأن تواجه القوات التركية مقاومة من أطراف مختلفة، مما قد يضاعف خسائر الأتراك خاصة فى حالة طول أمد البقاء فى أراضٍ مكشوفة مع وجود احتمالات لتعقد الوضع مع وجود قوى متعددة فى سوريا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة