أكرم القصاص - علا الشافعي

قرأت لك.. "الظاهرة الدينية من علم اللاهوت إلى علم الأديان المقارن"

الثلاثاء، 01 أكتوبر 2019 07:00 ص
قرأت لك.. "الظاهرة الدينية من علم اللاهوت إلى علم الأديان المقارن" غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الكتب المهمة التى أصدرتها مؤسسة مؤمنون بلا حدود كتاب "الظاهرة الدينية من علم اللاهوت إلى علم الأديان المقارن" لـ حمادى المسعودى.
 
الظاهرة الدينية
 
ويوضح البحث المقارن فى الكتاب أنّ الإنسان خلق مقدّساته ومعبوداته آلهةً وطقوساً شبيهة به فى الفكر والشعور والرغبة، فكان هذا الخلق متأثّراً بمختلف الظروف التى ابتدع فيها، وبذلك تحوّلنا من مقولة "إنّ الآلهة خلقت الإنسان على صورتها، وصوّرته فأحسنت صورته" إلى القول "إنّ الإنسان خلق آلهته على صورته فأحسن صورها"، ومن مقولة الآلهة المنعمة على البشر بخيراتها إلى مقولة الإنسان المسبغ على الآلهة أنفس القرابين والهدايا، وقد أكّد علم الاجتماع الدّينى منذ إيميل دوركايم أنّ الدّين فعل جماعى اجتماعى، ومثل هذه الأطروحة تؤكّد أنّ صناعة المقدّس هى من إنتاج الإنسان فى الأرض وليست من وحى الآلهة فى السماء. لذلك كان تصوّره لمعبوداته موصولاً بالواقع اليومى المعيش، فالآلهة تطلب القرابين الثّمينة وتفرض تقديس الإنسان واحترامه لها -أى للآلهة- وتشعر بالرّضى والغضب، وتعد وتتوعّد، وتعاقب وتثيب، وتسكن فى الأرض. ثمّ رفعها الإنسان إلى السماء بعد بلوغه درجة معيّنة من التفكير الذّهنى المجرّد.
 
إنّ هذا الفهم لن يتأتى ما لم يلتزم الدارس المقارن بالحياد الدّينى والموضوعية العلمية وبالإنصات المرهف إلى ما تنطق به النصوص المقدّسة بعيداً عن الأفكار المسقطة والمسبقة وعن الخلفيات الإيديولوجية التى كثيراً ما تسبّبت فى الصراع والحروب وإراقة دماء الأبرياء.
 
فإذا قرئت النصوص المقدّسة بهذه الطريقة المحايدة والمعترفة بحقّ الاختلاف وبنسبية الحقيقة وبامتلاك كلّ فرد أو مجموعة جزءاً منها استطاعت البشرية أن تعيش فى أمن وسلام بعيداً عن التقاتل والتّناحر.
 
الكتاب تأليف حمادى المسعودى، باحث وأكاديمى تونسى، مهتمّ بالدراسات المقارنة فى الأديان والحضارات، ودراسة النصوص القديمة خاصة النصوص المقدسة. من مؤلفاته: "هيكل الليلة ومدلوله الفكرى والحضارى فى كتاب الإمتاع والمؤانسة" (1988)، و"الوحى من التنزيل إلى التدوين" (2005)، و"إشكالية النهضة فى الفكر العربى الحديث"(2011).









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة