محيي الدين جاويش يكتب: العنف المدرسي

الأربعاء، 09 يناير 2019 08:00 ص
محيي الدين جاويش يكتب: العنف المدرسي تلاميذ مدرسة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمود طفل مهذب ولا يحدث الكثير من المشاكل هو محبوب من افراد وسطه في البيت في المدرسة في الشارع في مشاجرة مع أحد زملائه لم يكن محمود سببها لاقى تعنيفاً قاسيا من مدير المدرسة وعوقب محمود بالضرب واللوم أمام زملائه بعد هذه الحادثة تغير محمود تماما تغير للأسوأ بالطبع فشعوره بالظلم والتعنيف الزائد واللوم أمام زملائه وتعرضه للضرب زرع بداخله شعورا بالقهر والتذمر والرفض وبدات ردود فعله تختلف فبدا عنيفا فظا في ردوده وافعاله في البيت والمدرسة والشارع تغير محمود واصبح شخصا اخر من موقف واحد .
للعنف مفهوم واسع فهو يطلق على كل عمليّة إيذاء تقع على الشِخص سواء كان هذا الإيذاء معنويا أو لفظيا أو جسديا حيث أصبح العُنف ينتشر في المدارس بشكلٍ كبير سواء كان هذا العنف يقع من المدرِسين أو المدير أو الطلاب أنفسهم وسلوك التعنيف طغى على المشهد التعليمي وتجاوز كل الحدود لدرجة أننا اعتدنا سماع بعض الحوادث العنيفة في المدارس ناهيك عن العنف الذي يصاحب عملية التدريس وبشكل يومي 
تشير بعض الدراسات المختصة بالناحية الاجتماعية إلى أن ظاهرة العنف بين الطلاب لا تنبعث من فراغ بل إن هناك الكثير من الأسباب النفسية والاجتماعية التي تغذي هذه الظاهرة حيث أكدت الدراسات تنامي الميول العدوانية بين الطلبة وذلك بسبب مشاهدة المواد الإعلامية المتضمنة لأفعال ومظاهر العنف كما أن بعض البرامج التلفزيونية العنيفة قد تساعد على زيادة السلوك العنيف وقد تصور مظاهر العنف كأعمال بطولية ورجولية من خلال تبني الشللية والعصابات  إلى جانب وجود عوامل أخرى أسرية وبيئية مؤثرة فى السلوك مثل أساليب التنشئة الأسرية الصارمة للأبناء وتنامى دوافع الغيرة والكراهية والرغبة فى الانتقام لدى الطلبة كذلك فإن بعض الأهل يمارسون العنف والضغط تجاه أبنائهم بما يعزز من شعور العنف لديهم فيقومون بتفريغ الشحنات العدوانية والغضب فى أعماقهم من خلال المشاحنات والمشاجرات مع زملائهم الطلبة 
ان من اسباب انتشار السلوكيات غير السوية او العنف في المدارس هو عدم اهتمام بعض المدارس واعضاء الهيئة التدريسية وادارات المدارس بسلوكيات الطلبة وعدم وجود موجه تربوي ومشرف يعمل على توجيه الطلاب لتجنب السلوكيات السلبية والحد من حدوث اية مشاجرات تلحق الاذى بالطلاب لذا فمن التصدي لمثل هذه الظاهرة التي ان وجدت لها البيئة المناسبة فانها ستحول المدارس الى مكان للعنف وانتهاج سلوكيات غير سوية وغير مقبولة ما يتطلب العمل الجاد والمسؤول بين الاسر وادارات المدارس والارشاد المدرسي للتصدي لهذا الامر
ان كان الطالب بالمدرسة يقوي على ارتكاب سلوكيات العنف حيال زملائه فانها بداية لسلوكيات اخطر واكبر تشترك في مسؤولية حدوثها ادارات المدارس التي لا تولي الجوانب التربوية والسلوكية الاهتمام الكافي ولا تشدد الرقابة والعقوبات على كل طالب يقدم على العنف اضافة الى دور الاسرة المتراخي في رقابة ابنائها وغياب الحوار الاسري المبني على التوعية والمتابعة المستمرة.
الصمت عن العنف والتراخي بالتصدي له سيقود بنهاية المطاف الى مساحة كبيرة من الانفلات السلوكي بين الطلاب فالقضية ليست الحاق الطلاب المتسببين بالعنف في مدرسة اخرى بعد طردهم من مدرستهم بقدر ما هو تعديل سلوكهم لتجنب تكراره مرات ومرات اخرى في مدارس اخرى قد تسمح بحدوثه بطريقة او باخرى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة