قصة قاهر الأمية فى القليوبية على مشارف الـ60 عاما.. محمد يسعى للحصول على ماجستير القانون الدولى.. يكشف: "الناس كانوا بيتريقوا عليا ويقولوا بعد ما شاب ودوه الكتاب".. ويؤكد: اللى قال العلم نور مكدبش.. فيديو وصور

الأربعاء، 09 يناير 2019 02:00 م
قصة قاهر الأمية فى القليوبية على مشارف الـ60 عاما.. محمد يسعى للحصول على ماجستير القانون الدولى.. يكشف: "الناس كانوا بيتريقوا عليا ويقولوا بعد ما شاب ودوه الكتاب".. ويؤكد: اللى قال العلم نور مكدبش.. فيديو وصور قاهر الأمية فى القليوبية
القليوبية إبراهيم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أنا مش أمى لا لا.. أنا مش حمل تقيل ولا عالة.. أنا مش دمع يسيل ع الخد.. أنا مش حلم جميل اتهد.. أنا محتاج لأيدين تتمد.. أنا همسك قلمى هكتب وارسم وأضرب أطرح وأجمع وأقسم.. لا مش هيأس مش هستسلم".. كلمات حرص أحد الأبطال على تسطيرها لتسجيل قصة نجاح فى التحدى وكسر كل العوائق التى واجهته فى سبيل تحصيل العلم، معلنا أن العلم نور والجهل ظلمة وظلمات استطاع النجاة منها للخروج لبر النور.

محمد عبد الجواد حسين غنيم ابن محافظة القليوبية صاحب الـ57 عاما، الذى استطاع قهر أميته على الرغم من الحواجز المجتمعية التى أصبحت ظاهرة سيئة تحطم الأمل، إلا أنه رفض الانصياع لها بل وحطمها ليصل لحلمه، فهو لم يكتف بمحو أميته فقط بل سعى للحصول على درجات عليا وشهادات عجز من هم بالتعليم على الوصول لها، حيث استسلموا لتلك المقولات التى حطمت جهدهم وجعلتهم يتوقفون إلى ما تحصلوا عليه فقط دون الاستزادة من بحر العلم الذى لا ينفذ.

استعرض محمد عبد الجواد حسين 57 عاما، رحلته من محو الأمية إلى التحضير للماجستير فى القانون العام والتحكيم الدولى، حيث أكد أن والده رحمه الله سربه من التعليم بالصف الثالث الابتدائى للعمل بورشة للنجارة لمساعدته بمصروفات البيت، وبهذا لم يكمل تعليمه، وظل على هذا الحال حتى أتم عامه الـ 30، مشيرا إلى أنه خلال التعاملات المادية وجد صعوبة فى الحصول على بعض القروض لتنمية عمله، إلى جانب شغفه الدائم للإطلاع على ما هو جديد لكن أميته كانت تقف عائق أمامه.

وأوضح عبد الجواد، أن إجراءات الحصول على القرض طلبت مجموعة من الأوراق منها الشهادة التعليمية حتى وإن كانت شهادة محو الأمية، وهذا ما دفعه إلى التقدم للالتحاق بفصول محو الأمية بقرية المنشية الكبرى التابعة لمركز ومدينة كفر شكر بمركز الشباب، تحت قيادة رمضان خليفة المدرس المسؤول عن محو الأمية بالقرية، الذى كان له الفضل الأكبر على تشجيعه والاستمرار فى دعمه من خلال مساعدته بالمنزل وتقديم دروس له.

وأشار قاهرة محو الأمية بالقليوبية، إلى أن بعد ذلك دخل امتحانات شهادة محو الأمية وبالفعل نجح بها، للإلتحاق بالشهادة الإعدادية، وحرص على الانتهاء من كافة دروسه ليدخل الامتحانات، ويحصل على مجموع أهله للالتحاق بالثانوية العامة، التى حصل بها على مجموع 77%، ليفضل الالتحاق بكلية الحقوق بجامعة بنها، متابعًا: "من زمان بحب القانون جدا، وبحب مهنة المحاماة، وكان مثلى الأعلى هو الراحل مصطفى كامل، والكل رشح لى الدخول للكلية بنظام الانتظام، ففضلت التعليم المفتوح نظرا لعملى وظروف المنزل، والدراسة بالتعليم المفتوح جمعة وسبت وباقى الأسبوع أمارس مهنتى".

وأضاف محمد عبد الجواد حسين، أنه خلال طول هذه المدة لم تتركه هيئة تعليم الكبار بل واصلت متابعته وتقديم الدعم له، متابعًا: "الهيئة عرضت عليا مساعدات طوال فترة الدراسة لكن بصراحة رفضت وهما يشكروا على وقفتهم جنبى، لأنهم لم يقتصروا بدورهم على شهادة محو الأمية بل ساعدونى فى الشهادة الإعدادية ووفروا لى معلمين للمواد المختلفة، وخاصة مادة اللغة الإنجليزية، لتقوية اللغة".

ولفت قاهر محو الأمية بالقليوبية، أنه حصل على ليسانس الحقوق بتقدير مقبول، وبعدها مباشرة عرض علينا عميد الكلية الالتحاق بدورات بالتحكيم التجارى الدولى وقضايا التحكيم، وبالفعل بدأت بتلقى الدورات منها الدورة التمهيدية والتخصصية، والمتعمقة والمتخصصة، والمتكاملة، "بعدها حصلت على دبلومة إعداد المحكمين العرب، وامتحنت ونجحت، واستخرجت كارنيه مستشار بقضايا التحكيم الدولى، وحاليا وأنا فى الورشة بذاكر لعمل ماجستير فى القانون الدولى العام".

وتابع حسين: "اللى قال العلم نور مكدبش، وحرصت على تعليم ابنائى بالقدر الكافى منهم المهندسة والمعلمة، وغيرهم، وفى بداية الفكرة كان أولادى صغيرين، وزوجتى فى البداية لم تكن متفهمة للموقف، إلا أنها بعد ذلك أصبحت هى الداعم الأول والمشجع المستمر، وابنى فى الثانوية العامة حاليا كل المدرسين بيقولوا له لازم تاخد والدك قدوة، بدأ منين ووصل فين، ولحد دلوقتى بشتغل فى الورشة، وأولادى حاليا فخورين بيا جدًا".

وقال محمد عبد الجواد حسين، إنه بعد أن انتصر على أميته ومحاها من دفتر حياته، حرص على كتابة قصيدة رثاء لتلك الأمية والتأكيد على قدرة كل مواطن على محوها، والانتقال لبر النور، حيث قالت كلماتها: "أنا مش أمى لا لا.. أنا مش حمل تقيل ولا عالة.. أنا مش دمع يسيل ع الخد.. أنا مش حلم جميل اتهد.. أنا محتاج لأيدين تتمد.. أنا همسك قلمى هكتب وارسم وأضرب أطرح وأجمع وأقسم.. لا مش هيأس مش هستسلم.. وأيدى هتفضل كده شغاله.. أيامى واحلامى هعيشها.. ودموعى عن عينى هحوشها.. والنفس اللى تقلل منى ههزمها وههز عروشها".

وواصل قاهر محو الأمية، حديثه قائلًا: "كنا فى البداية بالقرية الناس كانت بتألس علينا وبيقولوا بعد ما شاب ودوه الكتاب، إلا أنهم أصبحوا أول المهنئون بعد النجاح المستمر، وبالفعل بدأت الفكرة فى الانتشار بالقرية، وطالب البعض بوجود فصل لمحو الأمية للتعليم".

واختتم محمد عبد الجواد حسين حديثه: "التعليم ساعدنى بشده فى تطوير عملى بالورشة، حيث أصبحت لدى القدرة على الإطلاع على كل ما هو جديد ومبتكر، لتقديم أثاث جيد للمواطنين، وبالفعل ساعدنى هذا فى ترويج عملى خلال الفترة الأخيرة".

 

قاهر الأمية فى القليوبية (1)
 

 

قاهر الأمية فى القليوبية (2)
 

 

قاهر الأمية فى القليوبية (3)
 

 

قاهر الأمية فى القليوبية (4)
 

 

قاهر الأمية فى القليوبية (5)
 

 

قاهر الأمية فى القليوبية (6)
 

 

قاهر الأمية فى القليوبية (7)
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة