تعددت الدراسات والأبحاث العلمية والنفسية حول أسباب الأمراض النفسية ، فقد نشرت إحدى الجهات المختصة بالدراسات النفسية تقريراً عن البيئة الحاضنة للأمراض والاضطرابات النفسية مشيرة بذلك إلى الجانب الأدنى من العالم المتمثل في الدول التي تسمى سفهاً نامية بينما هي في حقيقة الأمر متخلفة ليس لها علاقة بالنمو من قريب أو من بعيد .
تلك الدول والشعوب التي تتقبل كل ماهو أت من العالم الغربي المتقدم دون التدقيق والنظر لماهيته ومدى نفعها من عدمه ما جعل من منطقة الشرق عامة والعالم العربي خاصة مصباً للنفايات الفكرية التي تأتي إلينا في صورة أعمال فنية تستهدف جيل الشباب وتصيبه بالخلل في التذوق والتسمم الفكري الذي يأتي إلينا بأشكال وأنماط كثيرة ومتنوعة ، إبتداء من كلمات الأغاني ومشاهد الرقص والعري أضف إلى ذلك كم الألفاظ البذيئة يتقبلها الشباب بشكل طبيعي نظراً لتكرارها وظهورها بغلاف جذاب على ألسنة بعض الفنانين والمشاهير ممن يتخذهم شباب اليوم قدوة ومثالاً أعلى ونموذجاً يتأسى به .
يقوم الغرب بتصدير تلك النفايات الفكرية لشباب متعطش لكل ما هو جديد وقادم إلى بلاد الشرق المتخلف فلا نستطيع أن نقول الشرق النامي لأن هذا يعد تضليلاً للعقول .
وتزيفاً للواقع الذي نعيشه وانقلاباً حاداً على مبدأ الشفافية والصراحة في تناول الأمور ومعالجة المشكلات الراهنة كلها آفات وسموم أتت إلينا من الغرب يكسوها غلاف التحضر والتقدم فيتقبلها الشرق بحفاوة وشغف تطلعاً إلى مواكبة العصر ومجاراة التطور والحداثة ، بل والإضافة لها عن طريق ما يسمى إفكاً وزوراً بالفن وهو في الحقيقة بعيداً كل البعد عن الفن والإبداع فينتج عنه ميلاد جيل مشلول الفكر عديم المسؤولية مغيب التفكير وهذا ما يبعده عن دوره الأساسي في بناء الأمة والعمل على تقدمها ، بل ويجعل منه عبئاً على المجتمع وعائقاً في طريق التقدم والتنوير فيظل الشرق بذلك بيئة حاضنة للتخلف والتقاعس عن العلم والعمل والابداع فيصاب المجتمع متمثلاً في شبابه بالإحباط والاعتلال النفسي الذي يشكل بيئة مناسبة للتطرف والانحراف ووقوداً فعالاً للأفكار التي تفسد كل ما هو مفيد وتحبط أي محاولة للتقدم والتنوير .
من هنا وجب علينا اليوم أن ندق ناقوس الخطر أمام الأباء والأمهات ومربي الأجيال وكل راعٍ أو مسؤول في مكانه أن ينتبه للمخاطر والمفاسد التي تنهال على أطفالنا وشبابنا علنا ندرك التأثيرات السلبية لما أوردناه أنفاً وذلك لأن مرحلة الطفولة هي أهم المراحل العمرية للإنسان نظراً لكونها هي المشكل الرئيسي للشخصية السوية التي تبني مستقبل الأمم .
لذا وجب علينا جميعاً أن نراقب وننتقي ما يشاهده أو يسمعه أطفالنا وأن نتشارك في إيجاد الحلول للخروج الأمن من مستنقع الفشل الذي يحيط بالشرق والانطلاق إلى آفاق النجاح والتفوق .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة